-
IT DATA تعلن عن منحة MCITP في مراكزها المعتمدة للطلبة والخريجين بتكلفة منخفضة
-
الفيسبوكبون يشنون هجوم الكترونيا على موقع توفيق عكاشة
-
اشترك في مسابقة 2012 جنيه دهب من " موبينيل " واكسب جنيهات ذهبيةيومياً واسبوعياً وشهرياً
-
كيونت تطرح "بيور هوم" لمواجهة تلوث مياه الشرب فى مصر بعد الثورة
-
فى مذكرة ل شرف : سكان مدينة العبور يطالبون بنقلهم اداريا لمحافظة القاهرة
-
ب 5000 دولار : "امراة الية " لاقامة علاقات عاطفية مع الرجل
-
من ابناء القطاع : 3 مرشحين لتولى منصب وزير الاتصالات
-
اقبال كبير على التعليم الالكترونى فى مصر لقدرته على ايصال المعلومة اسرع وأقل تكلفة
-
"فودافون" تنفى القبض على 3 من موظفيها لبيعهم كروت بأسعار مخالفة للتسعيرة.. وتبحث تعديل عرض "الكارت كارتين" بما يتوافق مع مصلحة عملائها
-
"Hitech4all.com"يفوز بجائزة ثقافة الجودة بالإعلام العربي من جامعة حمدان بن محمد الإلكترونية
اقرأ لهؤلاء
أصدقاؤك يفضلون:
• بقلم : د. غادة عامر
إن الابتكار المجتمعي يعظم ويفعل استغلال موارد المجتمع المحلية، و يعيد الكرة إلى ملعب المجتمع لطرح حلولهم لمواجهة التحديات والتعامل على أنهم هم أنفسهم جزء من الحل قبل أن يكونوا جزءا من المشكلة. لأن أكثر الناس هم من أوجدوا ويعيشون المشاكل وبالتالي هم الأقدر علي حلها.
إن الابتكار المجتمعي هو المفتاح الوحيد المهيأ في هذه الحقبة الزمنية وبوضعنا الراهن في المنطقة العربية، علي فتح عقول وقلوب المجتمع إلى فكرة المواطنة والمشاركة في التنمية، لأنه يتعامل مع موارد المجتمع ومميزاته بطريقة فنية ونوعية، فهو لا يقوم على فكرة المعايير المطلقة في التعرف أو في استغلال الموارد المحلية، ولا يعظم ولا يقلل أي مورد، وإنما يختار المورد المناسب للوقت والزمن والمكان المناسب في رؤية متكاملة لعملية التطوير.
لقد تعاظم دور الابتكار المجتمعي عام 2008، وذلك في محاولة معالجة مشكلة الانكماش الاقتصادي الذي أدى إلى الأزمة الاقتصادية، وكان تطبيقه في أمريكا والدول الأوروبية بشكل واضح، و بالرغم من أنه لم ينه المشكلة بشكل كامل إلى الآن، ولكنهم باستخدام أدوات الابتكار المجتمعي استطاعوا وضع حلول لتقليل مخاطر هذه الأزمة ، بل جعلت تلك الدول المجتمع يشعر بالمسئولية مع الحكومات في تجاوز الأزمة، وتقديم أفضل الحلول.
حيث بدأت الحكومات بتوجيه كل القطاعات في الدولة، كالجامعات والمراكز البحثية ومنظمات المجتمع المدني والهيئات الاقتصادية للمساعدة للخروج من هذه الأزمة بالفكر الأوسع وبابتكار طرق وحلول نوعية للمواجهة وتقليل الأزمة.
إن المشاكل التي يحلها الابتكار المجتمعي لا يكون حلها من جهة واحدة، و التي تكون ظاهريا هي المعنية، فلا يمكن مثلا أن نقول إن وزارة كوزارة البيئة وحدها عندها الحل لمعالجة مشاكل التلوث، أو أن الحكومة كجهة تنفرد بالحل، أو نعتقد أن مشكلة البحث العلمي لا تحل إلا عن طريق دعوة الحكومة لوزارة البحث العلمي والتعليم العالي والباحثين فقط، و لكن لابد من إشراك المجتمع ومختلف القطاعات ، لأن التطوير لابد أن يفهم أبعاده كل المجتمع بكل جهاته
وهيئاته، بل لابد من دعوة العامة ، رجال الصناعة ، الإعلام ،رجال الدين، كل الخبراء، ليس فقط أصحاب المشكلة الظاهريين المعنيين باسم المشكلة بشكل مباشر، وتكون مشاركة تلك القطاعات كمدخل في عملية إيجاد حل لتفعيل الحلول الابتكارية.
إن كل المشكلات التي تؤرق أي مجتمع تكون مشكلة منظومية، أي أنها تعرف بطريقة متراكبة، فلا يمكن حل جزء، وترك الأجزاء الأخرى، أو ترك الصورة العامة أو الشاملة في حلها ، فما يقدمه الابتكار المجتمعي في الحلول هي حلول شمولية ، حيث يكون كل أطراف المجتمع سواء حكومة أو هيئات أو خبراء في القطاعات المتنوعة، مدعويين لطاولة واحدة لحل المشكلة من كل الزوايا .
حيث إن التوصيف الحقيقي للمشكلة هو أهم نقطة لحل أي مشكلة ، وهو ما نجده أنه تم تخليق أدواته في عملية الابتكار المجتمعي ، بحث أصبحت المجتمعات التي تستخدم الابتكار المجتمعي قادرة على توصيف المشكلة الحقيقية لا المشكلة الظاهرية ، فنحن للعلم في مصر وفي معظم الدول العربية ليست مشكلتنا الرئيسية المال، فوجود المال أو توفيره تأتي رقم 4 أو 5 وليست رقم ا، إنما مشكلتنا الرئيسية هي توصيف المشكلة والتعرف على الأطراف الحقيقيين في حلها والأهم كيفية تطبيقها ويشارك المجتمع فيها ، قبل توفير المال.
ففي بعض الأحيان يعبر المجتمع عن احتياج أو مشكلة ظاهرية ، لكن تكون هناك مشكلة أو احتياج أعمق يكون خفيا ، لو تم تحديده والاستجابة له ومعالجته، سوف يحل الاحتياج المعلن بل وبعض المشاكل الأخرى أيضا .
إن الابتكار المجتمعي يحل المشاكل المعقدة المتشعبة التي يصعب حلها بالطرق التقليدية ، فبالتالي المشاكل التي يمكن للابتكار المجتمعي حلها، كالصحة ، الطاقة، الاقتصاد، التعليم، الصناعة، الغذاء، السلامة ، والأمن ، حتى رفع مستوي الثقافة وتوجيه المجتمع للمواطنة
وحب الوطن والحفاظ عليه ، وذلك عن طريق ربط الفرد بوطنه وزرع فكرة أن المواطن مسئول قبل الحكومة عن حل المشاكل وعن رفع مستوى المعيشة.
ولكن لنصل إلى هذا المستوي، لابد أن تتخلى الحكومة عن الدور الأبوي الذي يوجه ويفرض ولا يستشير إلا الأجيال القديمة، معتقدا أن الخبرة والحل لا يكون إلا عن طريقهم، وأن كل صحة أفكار أبنائه تقاس بسنهم، حيث إنه في عصر المعلومات والتكنولوجيا الحديثة أصبحت الأفكار وأحيانا الخبرة المتقدمة ممكن أن تكون عن شاب لا يتجاوز عمره الثلاثون عاما، أي بمعني آخر لابد أن تتحول الحكومات إلي حكومات شابة، ولا تكون الحكومات كالأب الذي يخفي أمورا كثيرة عن أبنائه اعتقادا منه أنه يحميهم، وإنما لابد أن تكون هناك شفافية وخطط واضحة معلنة للعامة.