 هل العربيه لغة رقمية؟

اقرأ لهؤلاء

التكنولوجيا .. وثورة في العلاج الذاتي
لا شك أن التكنولوجيا الحديثة باتت تلعب دورا استراتجيا في تطوير الخدمات الصحية العالمية بصورة تشكل قفزات نوعية كبيرة بداية من الأبحاث المتعلقة بتطوير
	تكنولوجيا محاربة الفساد  .. وصبر الشعب
التعلم خطوة خطوة في ممارسة الديمقراطية هو أحد أهم مكتسبات الشعب المصري خلال السنوات الستة الماضية لاسيما بعد أن نجح
الشباب .. واستراتيجية قومية للإبداع
يدرك الجميع أن مصر واحدة من الدول التي وهبها الله قوة بشرية لا يستهان بها ، إذ إن 60 % من السكان في عمر الشباب أقل من 25 عاما
تحديد حقوق وواجبات الروبوتات
كما يقال، لا قيمة لشيء بدون إثبات وتوثيق ورقي، وفي خضم الضجة العالمية حول النتائج المحتملة لدخولنا ثورة صناعية من نوع جديد، يقودها
الأمن الفضائي .. والتنسيق العربي المطلوب " 1- 3 "
يشكل الأمن والاستقرار، وحماية حقوق الملكية الفكرية أحد أهم متطلبات عملية التنمية الاقتصادية وإقناع المستثمرين

أصدقاؤك يفضلون:

	هل العربيه لغة رقمية؟

 بقلم / أشرف عثمان

كتبت منذ فترة مقالا عن ضعف اللغة العربية في التعامل مع المصطلحات الجديدة التي ينتجها ويفرزها الواقع العلمي والرقمي, وذكرت مصطلحات لا يوجد لها ترجمة مناسبة, بل إن بعضها يحتاج لجملة كاملة لترجمته.
بالطبع غضب بعض القراء من منطلق الغيرة على لغتهم وأدرج البعض قصائد تستعرض قوة اللغة العربية وكيف أن كلمة عربية واحدة تحتاج لجملة كاملة لترجمتها إلى الإنجليزية مثل كلمة (أنلزمكموها) و ترجمتها shall we compel you to accept it , أو كلمة (فأسقيناكموه) و هاتان الكلمتان من نوع معروف في اللغة إذ تحتوي الكلمة على فعل
وفاعل ومفعول به أول وثان.

نسي القراء الأفاضل أنني عندما أسأل مجموعة من الناس عما إذا كانوا قد أعطوني نسخة من تقرير ما, لا أقول لهم : " هل أعطيتمونيه" ! فنحن لا نستخدم اللغة العربية الفصحى التي لا يختلف أحد على قوتها البلاغية, ولكننا نستخدم لغة هجينة مكونة من بعض الكلمات العربية الفصحى واللهجة المحلية للمتحدث والعديد من الكلمات الإنجليزية التي يختلف عددها حسب السياق والبيئة العملية التي نتحدث عنها.
لهذا السبب الذي يعود إلى قصور اللغة العربية في تبني الصناعات والثقافات الجديدة, أصبحنا نسمع كلمات مضحكة في البيئة الرقمية , فنسمع يوميا كلمات مثل " التشيير share , والتستيب setup , سيرفر و سرافر srever(s) , كَرْيِت create , الخ" , بل إنني أتذكر جملة لطيفة قالها أحد الموظفين لمديره الذي كان يسأله عما سيفعله, فقال له " بكره حنستّب السرافر و نكَرْيِت البروفايلات" setup the servers and create the profiles.
لهذا السبب أرى أن الوقت قد أزف لتبني المصطلحات الحديثة في اللغة العربية بإضافة كلمات جديدة أو باستخدام كلمات أجنبيه وإدماجها في اللغة العربية. مثال ذلك كلمة Logistics التي تترجم في جميع المحافل إلى " خدمات لوجستيه" و يقبلها الجميع. أو مثل الإتيان بمصطلح جديد مثل "هندرة" وهو مزج بين كلمتي هندسة و إدارة , حيث بدأ استعمالها مع الموجة الأولى من Business Process Re-engineering في منتصف التسعينيات.
ما زالت كلمات العبقري عميد الأدب العربي طه حسين ترن في أذني " لغتنا العربية يسر لا عسر, و نحن نمتلكها كما كان القدماء يمتلكونها, ولنا أن نضيف إليها ألفاظا و كلمات لم تكن مستخدمة من قبل", و ما زلت أعجب لكسلنا في إضافة ثلاثة أحرف بسيطة لتساعدنا على ملء فجوة البي الثقيلة و البي الخفيفة وغيرها.
في سنوات دراستي الابتدائية في الستينيات, كان هناك اتجاه لإضافة ثلاثة أحرف وهي الباء بثلاث نقاط P والفاء بثلاث نقاط V والجيم بثلاث نقاط J , وبهذه الطريقة ينشأ الإنسان العربي على سماع و نطق صوتين مختلفين يمثلان الـ P,B (دون الحاجه إلى بي ثقيلة
وخفيفة أو بي بكرش وكرشين).
ينطبق نفس الشيء على الجيم التي يعطشها جميع الناطقين بالعربية ماعدا المصريين
وبعض العمانيين واليمنيين.

لكن لم تحدث الإضافة لهذه الأحرف الثلاث مع الأسف. والسبب هو محدودية الجرأة في تناول أي أمر قديم و الخشية من الانتقادات التي ستنهال على من يجرؤ على الاقتراب من اللغة العربية لكونها لغة القرآن رغم أن القرآن حثنا على العلم والاجتهاد.
أتذكر أن أحد الردود على مقالي كان من سيدة اتهمتني بتعليق "فشلي" في ترجمة المصطلحات التي ذكرتها وأوردت ترجمة لها موجودة في أي قاموس, و نسيت أن هناك فرق بين وجود ترجمه لكلمة ما في أحد القواميس وبين اعتماد كلمات ومصطلحات
واستخدامها في المدارس والجامعات و المقالات حتى تصبح من صلب اللغة.
هذه عينة من بعض الكلمات التي لم يوجد لها مصطلح موحد حتى الآن وما زال الجميع يستخدم مقابلها الإنجليزي هي (على حد علمي البسيط):
Baseline, benchmark, presentation, conference call, business intelligence, analytics, presentation, wearable, augmented reality, etc.
القائمة طويلة و ستزداد طولا طالما تجاهلنا هذا الأمر الواقع وستستمر أجيال البي ثقيلة
والبي الخفيفة في تستيب السرافر و كَرْبتة البروفايلات .

أشرف عثمان

مشاركات القراء