-
IT DATA تعلن عن منحة MCITP في مراكزها المعتمدة للطلبة والخريجين بتكلفة منخفضة
-
الفيسبوكبون يشنون هجوم الكترونيا على موقع توفيق عكاشة
-
اشترك في مسابقة 2012 جنيه دهب من " موبينيل " واكسب جنيهات ذهبيةيومياً واسبوعياً وشهرياً
-
كيونت تطرح "بيور هوم" لمواجهة تلوث مياه الشرب فى مصر بعد الثورة
-
فى مذكرة ل شرف : سكان مدينة العبور يطالبون بنقلهم اداريا لمحافظة القاهرة
-
ب 5000 دولار : "امراة الية " لاقامة علاقات عاطفية مع الرجل
-
من ابناء القطاع : 3 مرشحين لتولى منصب وزير الاتصالات
-
اقبال كبير على التعليم الالكترونى فى مصر لقدرته على ايصال المعلومة اسرع وأقل تكلفة
-
"فودافون" تنفى القبض على 3 من موظفيها لبيعهم كروت بأسعار مخالفة للتسعيرة.. وتبحث تعديل عرض "الكارت كارتين" بما يتوافق مع مصلحة عملائها
-
"Hitech4all.com"يفوز بجائزة ثقافة الجودة بالإعلام العربي من جامعة حمدان بن محمد الإلكترونية
اقرأ لهؤلاء
أصدقاؤك يفضلون:
بقلم : أ.د. غادة محمد عامر
إن للابتكار، والإبداع أهمية كبيرة في حياتنا، فالابتكار والإبداع يساعدان على نقل وتوطين وامتلاك التكنولوجيا، ويساعدان على الاستقلال الصناعي والاقتصادي لأي بلد، ليس هذا وحسب بل إن اقتصاد المعرفة يبنى أساسا على الإبداع والابتكار اللذين بواسطتهما يتم الوصول إلى منتجات وخدمات نوعية والتي هي أساس اقتصاد المعرفة.
إن للابتكار "innovation" أوجه عديدة وأشكال مختلفة ، فهناك ابتكار منتجات أو مواد جديدة وبيعها في الأسواق بعد أن تتم حمايتها بالعلامات المميزة وبراءات الاختراع أو بمنح الامتيازات. وتظهر هذه الابتكارات نتيجة الاستجابة لتغيرات طبيعة الطلب ونوعيته في الأسواق وليس لكمية الاختراع بحد ذاته. كما أن المنافسة والمحافظة علي البقاء في الصناعة تؤدي إلى ابتكار مواد ومنتجات جديدة. وهناك ابتكارات تكنولوجية تساعد على تطوير الأجهزة والآلات والأدوات وما يرافقها من ابتكار في طرائق النقل والتوزيع والتجميع والتصنيع المؤدية إلى زيادة الإنتاجية. وأيضا الابتكار التنظيمي وهو القدرة على إعادة الهياكل التنظيمية والإدارية والإجرائية والعمل بها بحيث تستطيع هذه الهياكل الاستجابة لتغيرات البيئة المحيطة ، وهناك ابتكار في الأداء والسلوك الفردي والمجتمعي كابتكار الحلول الفريدة لبعض المشكلات الإنسانية والمادية التي يعاني منها الفرد
والمجتمع وتطبيق هذه الحلول.
وبالتالي ومما لاشك فيه أن عولمة الاقتصاد وضعت جميع دول العالم سواء كانت متقدمة أو تحاول اللحاق بالعالم الأول أمام خيار صعب يتمثل في ضرورة اللجوء إلى الإبداع والابتكار من أجل تحفيز الاقتصاد وبالتالي خلق فرص عمل جديدة
ونوعية تساعد على حل مشكلة البطالة التي أصبحت مشكلة عالمية؛ التي هي في عالمنا العربي تتفشى بصورة أكبر وأوضح بل وأصبحت من أكبر التحديات التي تواجه معظم الحكومات العربية.
وقد قال فرانسس غري ـ المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية، "إنّ الابتكار يحمل في طياته وعدا بعيد المدى بتحفيز النمو الاقتصادي في البلدان على اختلاف مراحل تنميتها. ولكن تحقيق هذا الوعد لا يأتي تلقائيا، وينبغي على كل بلد أن يجد المزيج المناسب من السياسات لحشد الإمكانات الابتكارية والإبداعية الكامنة في اقتصاده".
و بالتالي فإن خلق الظروف والبيئات المناسبة للإبداع والابتكار أصبح في العصر الحالي ضرورة وليس رفاهية وهو المعول عليه في رفع مستوى أي بلد ، بل
وأضحى من متطلبات الأمن القومي . ولخلق هذه البيئة لابد من وضع السياسات والتشريعات و تغير لغة الشارع إلي لغة الابتكار و التكنولوجيا و نشر التكنولوجيا والتعريف بها وتبسيط مفاهيمها وتسهيل عملية التعامل معها ، حيث إن هذا من أهم المحفزات التي تدعو إلى الإبداع والابتكار خصوصاً إذا كان ذلك مقروناً بتوسيع دائرة التفكير من خلال الإعلام الموجه والتعليم المتجدد الذي يسابق الزمن في متابعة كل مستجد على الساحة العالمية وإيصال أفكاره بصورة مبسطة إلى المجتمع عامة والنشء الجديد خاصة..
أن المجتمع العربي لن يتقدم ولن تتوافر فيه الحياة الكريمة دون فرض ونشر ثقافة الإبداع والابتكار وجعلها في متناول الجميع من خلال التوعية المجتمعية
ومن خلال المسابقات وسن الجوائز ومن خلال التبني والاستثمار ومن خلال رفع قيمة الابتكار والمبتكر العربي عن طريق سائل الإعلام، و أيضا عن طريق تشجيع واكتشاف أعداد أكبر من المبدعين والمبتكرين المغمورين أو شحذ مواهب أناس يتمتعون بعقليات إبداعية وابتكارية. وهذا بالطبع يفرض ويتطلب أن يُبذل جهد أكبر من قبل الحكومات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية والمؤسسات التعليمية والأكاديمية والأسرة بل والفرد لكي يتم زرع مفاهيم جديدة تجعل الإبداع والابتكار ضمن البنية الأساسية للمجتمع ككل.
ومن أساسيات بناء المجتمع الريادي والمبتكر هو بناء الفرد المبتكر أو الجماعة المبتكرة ، الذي يجب أن يتمتعوا ببعض الخصائص الشخصية كالثقة بالنفس وروح التعاون والفضول والرغبة في البحث والطموح وبعد النظر والرغبة في التجديد وتحسين الوضع الراهن والحرص على التفوق والقدرة على التحمل والمثابرة، والأهم من هذا حبه لوطنه ولمجتمعه. و بالتالي تؤثر البيئة التي ينمو فيها الفرد في صقل تلك الخصائص والمواهب وتوجيهها على نحو إيجابي.
وللأسرة دور مهم بل وأساسي في تكوين شخصية المبتكر وتطويرها فتغرس فيه الثقة بالنفس والطموح والنزوع إلى الإبداع والتفاؤل والاعتماد على النفس في تغير الواقع إلي الأفضل، وتنمي لديه الموهبة والقدرات الابتكارية وتشجعه على إبداء الرأي بحرية والدفاع عنه. و الأهم أن تجعله يحب ويفتخر ببلده، وهكذا يتحول الشخص إلي شخص مبتكر قوي قادر علي مواجهة أصعب المواقف بإيجابية ، شخص يستطيع أن يأخذ نفسه وأسرته ومجتمعه وبلده إلي المراكز المتقدمة في كل شيء.
وهذا يلخص ان الابتكار مسئولية مجتمعية وأسرية بالدرجة الأولي !
نائب رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا
المدير التنفيذي لمبادرة استف للابتكار
رئيس قسم الهندسة الكهربائية بكلية هندسة بنها