 الريادة في الأعمال من الصناعة للمجتمع – الصحة " 11 "

 د. أحمد الحفناوي
دور تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في الصحة يجب أن ينبع من مخطوط شامل ولا شك أن أفضل إطار هو الأداة لاستراتيجية منظومة الصحة الإلكترونية E-Health والتي وضعها بالتشارك منظمة الصحة العالمية مع الاتحاد الدولي للاتصالات. ومصر للأسف لم تستخدمها رغم أني دعوت مسئول المنظمة وعرض مقدمة لها في وزارة الصحة من حوالي عام مضي. وتحدثت عنها مع الكثير من المسئولين في حينها.
والرابط لهذه الوثيقة المهمة هو http://www.itu.int/dms_pub/itu-d/opb/str/D-STR-E_HEALTH.05-2012-PDF-E.pdf وقد عرض مسئول المنظمة على السادة في الوزارة التدريب عليها مجانا وتقديم الدعم في التنفيذ , ولم يتلق ردا من وزارة الصحة لمدة عام !
تتكون الوثيقة من ثلاثة أجزاء : الرؤية الوطنية - خطة العمل - الرصد والتقييم. وتتكون منظومة الصحة الالكترونية من سبع مكونات هي :

القيادة والحوكمة - الاستراتيجية والاستثمار - المواصفات والتوافقية - التشريع والسياسة والالتزام - القوة العاملة - البنية التحتية الخدمات والتطبيقات. والخمس مكونات الأولى هي البيئة الممكنة والاثنان الآخران يمثلان بيئة التكنولوجيا. واستخدام هذه الآلية مهم جدا , ويجوز طبعا استخدام بعضها طبقا لظروف كل دولة لكن بصراحة لا يجب العمل بدونها أو بمنهجية مشابهة. وقد بينا في مقالنا السابق أننا أضعنا مئات الملايين من نقودنا والمليارات نتيجة عدم استخدام منهجيات معتمدة.
لنتذكر أن الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات هي مشابهة للجهاز العصبي وبالتالي فبدون منظومة جيدة للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من المستحيل لأي منظومة العمل بأي مصداقية أو كفاءة أو فعالية وسيغلب علينا العشوائية والفردية وسوء الأداء.
إن قطاع الصحة بمصر به آلاف المستشفيات ومئات الآلاف من العاملين وعشرات الآلاف من الصيدليات والعيادات والوحدات الصحية بمختلف أنواعها. فكيف يمكن في ظل المنظومة الورقية الحالية الرقابة عليها وتقديم خدمة طبية بمواصفات مقبولة ؟ ببساطة ـ إنه أمر مستحيل. ونحن نتحدث الآن ـ وتحدثنا لسنوات طويلة ـ عن منظومة شاملة للتأمين الصحي وهو لا شك أمر مهم , لكن هل يمكن تطبيقها بدون مشاكل ضخمة بل وزيادة احتمالية الفساد بدون جهاز عصبي ؟ الإجابة بوضوح لا ..
أشارك منذ أكثر من عام في مجموعة بحثية في هندسة القاهرة بعمل دراسة عن متطلبات الاتصال والتخزين لمنظومة النطاق العريض وكذلك عن الدراسات الاقتصادية والإستراتيجية ومن المخطط أن ننتهي منها خلال أشهر قليلة وتحدد تلك الدراسة بشكل جيد تلك الاحتياجات لكل ربوع مصر. تتم هذه الدراسة بتمويل من الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات ونتمنى أن تكون هذه خطوة في طريق بناء عالم رقمي لمصر يوفي باحتياجات مواطنيها.
فإلى لقاء قريب عزيزي القارئ.
Dr.elhefnawy@gmail.com