جايتكس .. ومؤشر التنمية التكنولوجي

بقلم : فريد شوقي
على مدار أكثر من عشرين عاما أحرص سنويا على المشاركة فى فعاليات معرض " جايتكس دبي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات" ليس بوصفه فقط أحد أهم المعارض الدولية التي تحرص غالبية شركات التكنولوجيا الإقليمية والعالمية على التواجد به ولكن لكونه أيضا مرآة تعكس مدى التقدم التكنولوجي الذي باتت تشهده دولة الإمارات العربية وبصفة خاصة " امارة دبي " فمن يتذكر تاريخ هذا المعرض في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي وما كان عليه وعاصر التطورات الكبيرة التي شهدها يدرك مدى تغلل قطاع تكنولوجيا المعلومات فى مختلف قطاعات الاقتصاد الإماراتي ومدى قدرة الأدوات التكنولوجية على إحداث الفارق وتحقيق التنمية الشاملة ناهيك عن تطوير الخدمات الحكومية للمواطن بما يجعله أكثر قناعة بجدوى التنمية المعلوماتية والتفاعل معها أكثر .
ولعل المتابع أيضا لمعرض "جايتكس" يجد تغيرا هيكليا في العارضين ففي حين كانت تسيطر شركات التكنولوحيا والاتصالات العالمية ، العاملة في دبي ، على غالبية المعرض وكذلك أجنحة الدول المتقدمة تكنولوجيا مع وجود بعض شركات التكنولوجيا العربية ، هنا أو هناك على استحياء ، ولكن اليوم نجد أن نحو نصف مساحة المعرض مخصصة للمؤسسات الحكومية الإماراتية والتي تزاد عاما بعد آخر في درجة اعتمادها على التكنولوجيا لتطوير خدمات والتحول الإلكتروني وتطبيق برنامج الحكومة الإلكترونية تجسيدا لرؤية التحول الإلكتروني الشامل وبناء اقتصاد المعرفة القائمة على تعظيم الاستفادة من التقنيات الحديثة ومن ثمة فإن " جايتكس دبي " بات هو النافذة الرئيسية التي من خلالها تقوم دولة الإمارات باطلاع مختلف دول العالم على مسيرة التنمية المعلوماتية والتقدم بها .
ندرك أنه من الطبيعي أن تسعى غالبية شركات التكنولوجيا العربية ، ومنها المصرية ، للتواجد فى هذا المحفل الاستراتيجي ولكن ما نريد التركيز عليه هو حجم الاستفادة من هذا المعرض فعلى مدار العشرين عاما الماضية والمشاركة المصرية مستمرة في هذا المعرض ولكن للأسف عندما نعلم أن حجم صادراتنا التكنولوجية لا يتجاوز 10-13 مليون دولار للسوق الإماراتي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وهو بالتأكيد ما يكشف عن خلل كبير يحتاج لمراجعة شاملة لهيكل وأهداف المشاركة بالمعرض والعمل على تبني رؤية مختلفة لهذه المشاركة على غرار ما كان يتم من الاعتماد على المعرض للترويج لإمكانيات صناعة التكنولوجيا " EGYPT ON " والعمل على تعزيز التعاون بين المؤسسات الحكومية في البلدين لفتح فرص لمشاركة شركات التكنولوجيا المصرية فى المشروعات الحكومية بدولة الإمارات ناهيك عن تشجيع مفهوم الشراكة في العمل بين شركات التكنولوجيا المصرية ونظيرتها الاماراتية لتلبية احتياجات أسواق منطقة الخليج وأفريقيا .
ولعل التوقيت الزمني لـ "جايتكس " ، مع نهاية العام وتزايد نبرة التفاؤل بانفراج الأزمة الاقتصادية المصرية وطرح عدد من المشروعات القومية ،يمكن أن يكون عنصرا إيجابيا ليلتقي الأطراف الجادة للبحث في إقامة علاقات شراكة وكيفية المساهمة في رسم ملامح الاستثمار الناجح في قطاع تقنية المعلومات، فالجميع فى حاجة ماسة الأن لمعرفة المعلومات الصحيحة التى تساعده على اتخاذ قرارات سليمة بعيدا عن مفهوم المجازفة والمخاطرة غير المحسوبة ، والتي كانت عنوانا رئيسيا لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على مدار العامين الماضيين .
في النهاية لا نريد أن نعمم أو نصدر أحكاما ولكن ما نريد التأكيد عليه أن منطقة الشرق الأوسط ، والتى يتجاوز حجم الإنفاق التكنولوجي بها عن 220 مليار دولار ، شهدت حركة نمو قوية في مجال التنمية التكنولوجية نتيجة الاستثمارات الحكومية الكبيرة في هذا المجال بالإضافة لنمو الطلب الاستهلاكي للمستخدمين وعلينا العمل على استمرار هذه النمو بأسس سليمة تؤدي تحقيق مصلحة جميع الأطراف المعنية ، المستخدمين وشركات التكنولوجيا والجهات حكومية ، آخذين في الاعتبار للمتغيرات التي شهدتها الأسواق العالمية للتكنولوجيا ورغبتنا في التحول من مجرد مستخدمين للتكنولوجيا إلى مرحلة منتجين ومساهمين في عملية الإبداع العالمى للتقنية .
 نهاية الأسبوع
 صوتك .. من الضروري أن نشارك جميعا في عملية انتخابات مجلس الشعب ولكن تذكر أن الانتخابات لا تأتي دائما بالأفضل ولكن بالأكثر قدرة على الحشد والتنظيم .
 تطوير التعليم .. بعد 4 أعوام من ثورة الشعب المصري ما زالت العملية التعليمية تحتاج إلى ثورة في المناهج وطريقة التدريس؛ ولا أبالغ إذا قلت والمدرسين أيضا .
 أمريكيا وتسليح المعارض المعتدلة ..يبدو أن الأراضي السورية ستكون قريبا ساحة للاقتتال بالوكالة بين أمريكا وروسيا ويكون الخاسر الوحيد هو الشعب السوري.