الريادة في الأعمال من الصناعة للمجتمع.(6)

بقلم : د. أحمد الحفناوي

توقفت في مقالاتي السابقة عند تحديد الريادة أو عدمها على المستوى التنظيمي وهو مستوى متداخل مع الريادة المجتمعية وقد فضلت أن أفصل بينهما وأبدأ بالمستوى التنظيمي قبل الحديث عن الريادة المجتمعية لأن جزءا رئيسيا من الريادة المجتمعية (Social Entrepreneurship ) , معتمدة على ما يسمى بالمسئولية المجتمعية للشركات (Social Corporate Responsibility – . SCR) وهذه تعتمد بشكل محدد على الإطار التنظيمي.
كنت أظن لسنوات كما قلت في أول مقالاتي في هذه السلسلة أن الريادة في الأعمال قاصرة على ريادة في عمل جرئ جديد يحقق التطوير وموقف تنافسي لتكنولوجيا جديدة لها سوق وتلبي احتياجات العملاء بشكل متميز , تبين لي بالخبرة أن الإطار الفكري والتنظيمي والمجتمعي الريادي هو ما يوفر البيئة المناسبة لريادة الأعمال التجارية والتصنيعية والخدمية أو ما يطلق عليه إجمالا Business Entrepreneurship .
إذن فما هو دور التحديات المجتمعية والريادة المجتمعية ؟
ظهر هذا الأمر في العشرين سنة الأخيرة وتطور بشكل سريع ليشمل الأعمال الخيرية ومن أشهرها عالميا مؤسسة "بيل جيتس" ومحليا العديد من المؤسسات مثل مصر الخير وفودافون للتنمية المجتمعية وغيرها. وكثير منها يوجه لأعمال هي حقيقة تساعد على بقاء الوضع كما هو عليه أي عدم التنمية طبقا لمفهوم خاطئ سائد لهرم موسلو أن الاحتياجات الرئيسية مثل الطعام والملبس والسكن لها أولوية في التوقيت والحجم عن الاحتياجات الأخرى. حقيقة أن الأمر يتعلق بتوزيع الموارد وليس أمرا قبل أمر .. بمعنى أن لو لديك عشرة جنيهات فيجب أن تصرفها على كل مكونات الهرم بنسبة مساحته وليس كما نفعل الآن أن تصرف كلها على المستوى الأول ولا تنطلق للمستوى الثاني إلا إذا أوفيت المستوى الأول بالكامل .. فتوجيه الموارد مثل توجيه الدم في الجسم يتم التوزيع بنسب مختلفة طبقا لتوقيت العمل السائد أو الاحتياج ولا نمنع الدم كلية عن جزء ما إلا اذا كان يخرج خارج الجسم.
إذن ما هي التحديات المجتمعية التي نواجهها كمجتمع مصري وكيف يمكن أن يسهم في علاجها قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات؟
التحديات مرتبطة بعوارض نراها بشدة في مجتمعنا مثل الغلاء والفساد والبطالة والظلم , وتوابعها من الإحباط والقسوة واللامبالاة وسنعالجها من خلال العمل على عشرة محاور رئيسية هي: التعليم والصحة والزراعة والنقل والطاقة والأمن والبيئة والخدمات الحكومية والتجارة والخدمات المالية. عشرة محاور من العمل المجتمعي سنعالج كل منها في مقالاتنا القادمة .. وسنتعامل معها من خلال العلاقة بين البشر People والعمليات Process والتكنولوجيا Technology. وهي مكونات متداخلة لأي منظومة مؤسسية فعالة و تتميز بالكفاءة.
فإلى لقاء قريب عزيزي القارئ.

Dr.elhefnawy@gmail.com