ناجح البواب .. سيكو سيكو

بقلم : ناصر فؤاد

كعادة ناجح بواب عمارتنا ، أن يجعل مدخل العمارة ديوانا للمظالم ، وناديا وملتقى لرابطة أهل قريته ، إلا أن ما شدني هو وجود شخص كبير في السن، أو هذا ما يبدو عليه وهو جالس علي كرسي برتقالي، يطابق تماما الكرسي الذي يتحول إلى نقالة إسعاف .. المستعمل في مباريات الكرة، أو المجهزة به سيارات الإسعاف .
العبد لله: السلام عليكم منورين يا رجالة.
الجميع : نورك يا باشا ، اتفضل شاي.
ناجح : يا باشا احنا عايزين رأي سيادتك في موضوع شرعي.
العبد لله : أنا يا ناجح ! انت كده بتسأل الشخص الغلط ، إما تروح دار الإفتاء .. أو تروح الجامع الأزهر .. وتسأل أهل الفتوى.
ناجح : دي مسألة واضحة زي الشمس ، وزي ما انت شايف ، عم "عوضي على الله" تعبان وجايبينه على نقالة علشان نشوف نوديه فين.
العبد لله : وليه تاعبينه وجايبينه على نقالة ، كان لازم تروحوا له انتم ، وهو اسمه في شهادة الميلاد " عوضي على الله" .
ناجح : هو اسمه عوضي ووالده اسمه على الله، وجده اسمه شمندراوي ،أرزاق بقى بس سبحانك ربي اسم على مسمى، ده اللي مكتوب في الروشتة بتاعته.
العبد لله : طيب جميل حد يروح يسأل ويجيب الرد.
ناجح : يا باشا الحكاية بسيطة ، أهل الخير بنوا وحدة صحية ومستشفى صغيرة وجهزوها على أعلى مستوى ، وفاضل الأجهزة المتخصصة لبعض الأمراض ، وطبعا فاضل الدكاترة ،وراحوا يسلموها للمختصين ، المختص الكبير حب يُبين أن فيه شغل بيتعمل عنده فعزم الوزير المختص ووزير كمان والمحافظ وكبارات البلد علشان يعمل افتتاح للمستشفى ، بس الوزير حدد ميعاد بعد أسبوع والمستشفى من غير دكاترة ولا أجهزة ، ورغم ده الصوان اتنصب والاحتفال جاهز ويوميها الصبح بدري علي الفجر صحينا لقينا يجي عشرين عربية اسعاف ، وعربية نقل فيها الأجهزة وأتوبيس سياحي مكيف نزل منه الدكاترة والممرضين وعربية كبيرة ملاكي جابت المدير والمساعدين ، وعربيات الإسعاف نزلت العيانين ،السراير اتملت ، وعم "عوضي على الله الشمندوري" نزل معاهم بس حطوه على الكرسي في الاستقبال على أنه حالة لِسَّه جايه مع أن كل العيانين كانوا في مستشفيات تانيه، الزيارة خلصت ، الدكاترة روحوا ، والحاجة والأجهزة اتحملت علي عربية نقل ، والعيانين فضلوا يدورا علي مواصلات ، لأن عربيّات الإسعاف ورديتها خلصت، فبسرعة مشيوا ، وسابوا العيانين.
العبد لله : فين يا ناجح السؤال الشرعي ؟
ناجح : يا باشا عّم " عوضي على الله" كان لمؤاخذة في دورة المياه ومعاه الكرسي وبعد ٤ ساعات ، الخفير دخل يقفل محبس المياه علشان يقفل الوحدة لحد ما يجيبوا دكاترة وأجهزة وعمال لقاه نايم فطلعه على باب الوحدة وسابه، أهل الخير جابوه مصر علشان يكمل علاجه لأنه ما لهوش أهل .
العبد لله : فين السؤال ؟
ناجح : الكرسي من حقه ولا لأ. لأن هدومه وحاجته في المستشفي اللي جابوه منها وما يقدرش يمشي علي رجليه ولا من حق الإسعاف علشان دي عهده.

وعلى الله قصد السبيل