 من مفعول به إلى فاعـل

 بقلم : حسام الجمل

كان لي حوار مع زملاء أعزاء حول تقدم الشباب الهندي إلى المراكز القيادية لشركات تكنولوجيا المعلومات العالمية وحال المصريين بالمقارنة وأسباب ما نحن فيه.
وكانت وجهة نظر البعض أن التعليم والديمقراطية في الهند من أسباب هذا التفوق الملموس، بالرغم من أن البعض أشار إلى التجربة الصينية وما حققته من تقدم يفوق الجميع من خلال تجربة محلية مختلفة.
ولعله فعلا من المفيد تقييم التجربتين واستنتاج الدروس العملية المستفادة ليتحقق للمصريين مثل هذا التفوق، وخاصة في مجال يحدد مستقبل الأوطان بما يوفره من تخليق لقيمة مضافة وتنمية مستدامة.
من المهم تقدير حقيقة أن مجال تكنولوجيا المعلومات هو مجال يُغير كثيرا من المعادلات التنموية والاقتصادية بقدرته على الانتشار واحتياجه لأدوات ومدخلات بسيطة وبتكاليف في متناول عامة المجتمعات.
لم تكن الديمقراطية أو المستوى التعليمي للدول هي المُنتج الحالي لتفوق عناصر من مجتمعاتها في الأوساط الدولية وقيادتهم لمؤسسات عالمية على الرغم من أهميتهما كأساس قوي للتنمية المستدامة والارتقاء المجتمعي والتقدم المبني على التفاعل الصحي لجميع الأطراف أصحاب المصلحة من الـ@ـواطن وحكومة وأعمال.
إن تفاعلية الـ@ـواطن وخاصة مع توافر أدوات المعرفة الحديثة ووسائل التواصل العابر للحدود وفرص التنافسية العادلة المعتمدة على المهارات التكنولوجية المتاحة تستطيع تحقيق نجاحات مميزة تصل به إلى العالمية ولنا في زملائنا نماذج ممن أصبحوا نواب لرؤساء شركات تكنولوجية عالمية من مايكروسوفت و ال جي وسيتريكس وأوراكل وغيرها.
ولعل المهمة الأولى للحكومة وهيئات التطوير ومنظمات الأعمال والمجتمع المدني في مصر وفي إطار تمكين الـ@ـواطن أن تقوم بتأهيل الطلبة في الجامعات والخريجين على فهم الفرص العالمية المختلفة من تدريب صيفي ومنح دراسية ومسابقات لتقييم المهارات والابتكارات وطبيعة الوظائف المختلفة وكيفية الارتقاء فيها وكذلك أن تقوم بتأهيلهم لفهم المنظومة بكل أبعادها وتحدياتها وفرصها بما في ذلك استراتيجيات صناعة تكنولوجيا المعلومات الدولية والمنح الدولية والمحلية المتاحة لتطوير منتجات أو خدمات في إطار هذه الاستراتيجيات وليس فقط في إطار التسويق المحلي وقوائم الجهات المانحة والشركات الداعمة والمؤسسات المالية المحلية والعالمية المستعدة للمشاركة في حالة تطوير منتج أو دعم مشروع أو إطلاق شركة واعدة إلى المنافسة الدولية.
إن تعريف وتحديد الأيكو سيستم Eco System المحلي والعالمي وتوفير وسائل التأهيل والتواصل هي مفتاح اقتناص الفرص القريبة Low Hanging Fruits.
على أن يتم ذلك على التوازي مع التخطيط والتأسيس لمجتمع معرفي يضاهي مجتمعات الدول المتقدمة ويأخذ بأسباب العلم الحديث والتكنلوجيا ويعتمد على التفاعل المجتمعي والعمل الجماعي والتركيز على التجربة والبحث التطبيقي.