حادث مركب الوراق

بقلم : أشرف صلاح الدين
#حادث_الوراق كارثة إنسانية بكل ما تحمله الكلمة والسبب فيه الإهمال وعدم تقدير المسئولية وعدم التدريب الكافي لمن يتولى قيادة الصنادل البحرية أو المراكب النيلية التي هي نزهة الغلابة قبل أن تكون نزهة القادرين. فالنيل للجميع ولكن أساليب الاستمتاع والتنزه فيه متعددة وكل يتنزه فيه بطريقته وعلى قدر استطاعته.
امتلأت شبكات التواصل الاجتماعي بالتحليلات والتفسير والهجوم والمواساة وغيرها حيث إن أربعين شخصا يقضون نحبهم غرقا ـ منهم 10من أسرة واحدة كارثة بكل المقاييس، وكالمعتاد تم اتخاذ نفس الإجراءات المتبعة منذ عقود، والتي عفا عليها الزمان.
القبض على سائق المركب وتحميله هو وسائق الصندل المسئولية.
إقالة رئيس هيئة النقل النهري لمسئوليته السياسية والذي صرح بأن"المركب غير مرخص، والصندل كانت أنواره مطفأة، ولم يره أحد، كما أن قائده خالف جميع قواعد السير واصطدم بالمركب النيلي وقسمه من المنتصف وتسبب في غرقه"، هذا ما قاله المهندس سمير سلامة ـ رئيس هيئة النقل النهري، للتهرب من المسئولية، إذ ألقى بها على عاتق طاقمي المركب والصندل، لافتًا إلى أن صاحب المركب النيلي لم يحصل على تراخيص للإبحار ولا يحمل أي أوراق قانونية وكأنه كان معهم وقت حدوث الحادث.
منع منح تراخيص لمراكب نيلية جديدة ووقف إنشاء منصات ومراسي نهرية جديدة عملا بالمثل الشعبي "الباب اللي يجيلك منه الريح سده واستريح".
الإعلان عن صرف تعويضات من أكثر من جهة للأهالي المتوفين والمصابين تراوحت بين 1000 جنيه و 60000 جنيه من مجلس الوزراء.
رئيس الوزراء يتهم الحكومة التي هو رئيسها بالتقصير ويحملها المسئولية.
الوزير المسئول يأمر بتشكيل لجنة فنية لمعاينة موقع غرق المركب.
كنت أتوقع أن يتم بحث أساليب منع حدوث مثل هذه الكوارث مستقبلا وكيفية تلافي وتقليل عدد المصابين والوفيات مثلا باتخاذ قرار ملزم لكل مركب بتوزيع جاكيت الطفو life jacket وأن يرتديه كل من على سطح المركب من صغير وكبير على الجميع ولو من الفووم أو يتم توزيعها على المراكب من قبل هيئة النقل النهري على الأقل كان سيجعلهم يطفون لفترة لحين يتم إنقاذهم وهذا النظام ليس بدعة فهو مطبق ومنفذ في الكثير من دول العالم.
ويمكن تمويل تكلفة هذه الجواكت من رجال الأعمال الشرفاء أو كنصيحة تسويقية منح حق طباعة إعلان لمنتج استهلاكي ما لإحدى الشركات المتخصصة في هذا المجال مثلا.
أكيد الأعمار بيد الله ولكل أجل كتاب ولكن وراء كل متوفى من هؤلاء قصة ومعاناة من بعده نسأل الله أن يرحمهم ويلهم ذويهم الصبر والسلوان.
هاشتاج اليوم
#حادث_الوراق لا يجب أن يتكرر
وإلى لقاء مع هاشتاج جديد.