الأولويات..

بقلم : محمد حنة

لسنا في حاجه إلى التأكيد على أن البلاد تعاني من مشاكل مزمنة، وكثيرة .. بعضها يؤثر بصورة سلبية للغاية علي حياة المصريين، ومستقبلهم.
ومن المؤكد أن هذه المشاكل نتاج تراكم سنوات طويلة من الإهمال، والقصور في التخطيط، وعدم التنمية سواء تنمية الإنسان، أو التنمية الاقتصادية المتعددة الأبعاد.
الرئيس السيسي ورث تركة مثقلة بالمشاكل، وموارد أقل ما توصف به أنها فقيرة للغاية، رغم ما تتمتع به مصر من إمكانيات اقتصادية متاحة للتنمية.
نمتلك موقعاً استراتيجيًّا، يتوسط العالم تماما، وهو نقطة التقاء ثلاث قارات.
نمتلك موارد بشرية هائلة، يمكن بتدريبها، وتحفيزها، وإيقاظ قيمة، وروح العمل فيها أن تنتج الكثير.
نمتلك مليون كيلومتر مربع .. لكن ٩٦٪ من مساحة أرضنا لم تستغل حتى الآن.
نمتلك جواً معتدلاً .. رائعاً، ومنتجعات سياحية على أرقى مستوى. كما نمتلك غالبية آثار العالم.
نمتلك شمساً ساطعة ـ معظم أيام العام ـ يمكن أن تولد طاقة تكفينا، وتفيض.
نمتلك سواحل لا نهائية الطول، وبحيرات شاسعة، ونهر النيل، وغيرها، وغيرها .. مما أفاء الله به علينا.
إذاً .. ماذا ينقصنا لنبدأ العمل، والإنتاج الحقيقي؟
أولاً: ينقصنا الإيمان بقدرتنا علي النجاح، وبقيمه العمل، وأهميته لمستقبلنا، ومستقبل أبنائنا، وأحفادنا، وأن نتوحد علي هذا الهدف.
ثانيا:ً أن نحدد أولويات العمل، فمن غير المعقول أن نوزع مواردنا المحدودة الآن، في كل الاتجاهات، ولا نحصد إلا القليل من التقدم غير الملموس في نواح كثيرة.
ما رأيكم أن نُركز استثماراتنا كل عام في مجال معين .. بحيث نُحدِث به طفرة ملموسة؟!
لتكن السنة الأولى هي سنة التعليم ـ نبني مدارس، ونعيد تأهيل المعلمين باستغلال الجانب الأعظم من الموارد المتاحة للاستثمار في الميزانية.
ولتكن السنة الثانية هي سنة الصحة، نبني مستشفيات، ومراكز صحية، ونطور الموجود منها.
ولتكن السنة الثالثة هي سنة البنية الأساسية من طرق، و كباري، ووسائل مواصلات ..
وهكذا في كل سنة نركز على مجال، نُحدث فيه تطويراً حقيقيا، ونقلة نوعية تُشعر كل مواطن بتحسن كبير في الخدمات الأساسية.