 صوتك .. وتحسين خدمة العملاء

 بقلم : أشرف عثمان

هذه ليست واحدة من القصص الملهمة، التي تتكلم عن كيفية كسب الملايين بهذه الطريقة أو بذاك المشروع , هذه قصة معروفة لشاب كندي , مغن، وكاتب أغان، يدعى "ديف كارول".
كان ديف مسافرا على الخطوط الجوية المتحدة من هاليفاكس إلى نبراسكا عن طريق مطار شيكاغو، أو هير، حيث تم كسر جيتاره خلال نقل الحقائب بين الرحلتين. وكمواطن صالح , أبلغ مكتب الشكاوى بالشركة عن الموضوع، وطلب تعويضا عن الأضرار التي لحقت به , ولكن للأسف قررت الخطوط الجوية المتحدة أن تتجاهله، وتتقاذفه بين مكاتبها.. لمدة عام تقريبا.
كأي شخص مبدع فعل ما نسميه "التفكير خارج الصندوق" وقرر أن يكتب أغنية ليروي قصته، ويضعها على "صوت الشعب" المسمى يوتيوب.
كونه كاتب أغاني ومغنيا فقد قرر استخدم قدراته الفنية، وكتب الأغنية. بعد ذلك أخذها إلى الاستوديو، وقص عليهم قصته. فتطوع الاستوديو لتسجيلها مجانا. حدث نفس الشيء عند إنتاج الفيديو؛ تعاطفت الشركة معه وعرضت خدماتها عليه مجانا , كانت التكلفة النقدية الوحيدة التي تكلفها هي شراء القبعات المكسيكية، والشوارب المستعارة لأصدقائه، والتي كلفته 150 دولارا.
بعد نشر مقطع على موقع يوتيوب، وخلال أسبوعين وصل عدد المشاهدين الى 200,000 , الأمر الذي فتح عليه فيضانا من الأحداث .. طلبت شبكات سي إن إن، و سي إن بي سي استضافته, وطاردته الصحف المحلية، والعالمية لعقد لقاءات معه ليقص تجربته , وامتلأ بريده الإلكتروني برسائل من المسافرين الذين عانوا من سوء خدمة يونايتد ايرلاينز .
الجدير بالذكر هو أن في غضون 4 أيام من عرض شريط الفيديو على الانترنت، انخفض سعر سهم الخطوط الجوية المتحدة 10٪، وتكلف المساهمون إنخفاضا في قيمة أسهمهم بحوالي 180 مليون دولار.
الآن، أصبح "ديف كارول" محاضرا عن خدمة العملاء. لديه موقع على شبكة الإنترنت يقدم فيه خدماته واتخذت حياته طريقا آخر لم يكن يحلم به. لماذا؟ لأنه لم ييأس , وفكر خارج الصندوق!
يقولون إنك إذا كنت راضيا عن الخدمة التي تتلقاها، فإنك في العادة تخبر 3 أشخاص حول تجربتك , أما إذا كنت غير راض, فإنك تخبر حوالي 14 شخصا! لكن بالطريقة الإبداعية التي فكر فيها "ديف" فإنه قرر أن يقول للعالم كله عن ذلك, فحتى الآن بلغ عدد من شاهدوا الكليب 14 مليون مشاهد , وبالطبع نتيجة ذلك تغيرت حياته تماما.
الدرس المستفاد هو.. لا تقبل الخدمة السيئة، ودع صوتك يصل إلى العالم .. لا تيأس وإستمر فيما تفعله .. استخدم إمكانياتك الإبداعية .. وفكر دائما خارج الصندوق !
رابط اليوتيوب ـ موضوع المقال .
https://www.youtube.com/watch?v=_Hd8XI42i2M