 "ما فيش حماية للأفكار" .. ولكل مجتهد نصيب!

 بقلم د. محمد حجازي

مع الترويج المتزايد لريادة الأعمال، والشركات الناشئة، باعتبارها إحدى الآليات المهمة في تقليص نسب البطالة، ودفع عجلة الاقتصاد في المجتمع. إلا أننا نجد تلك المشاريع الرياديّة ليست سهلة، فنجد أن كل من يريد أن يبدأ "أي مشروع"، أو لديه "أي فكرة"، يندفع تحت الرغبة في تأسيس مشروعه، دون بلورة فكرته بشكل صحيح، ومتكامل، وحتى دون دراسة الأثر الخاص بتطبيق هذه الفكرة في المشروع، أو الشركة التي يريد تأسيسها.
ونظراً لأن ميلاد الأفكار عملية طبيعية عند الأفراد، فإنني أتلقى بشكل يومي أسئلة، واستفسارات عن كيفية حماية أفكارهم، أو أفكار مشاريعهم، داخل مصر، وخارجها. وتكون المفاجأة دائما للسائل عندما أجيب بأنه لا توجد حماية للأفكار المجردة! وأن أفكارك لا قيمة لها بدون تنفيذ. أو علي الأقل بدون تجسيدها بشكل مادي، سواء بشكل تجريبي أو حتى بصياغتها بالكامل بكل عناصرها، ومكوناتها، وأسلوب، وطريقة تنفيذها.
أعرف أن ترجمة نتائج تلك الأفكار إلى منتجات، وخدمات، تحتاج لمقومات كثيرة، منها مقومات مؤسسية، وتنظيمية، ومالية. وغياب تلك المقومات وخاصة بالنسبة لفئات الشباب وخريجي الجامعات، لذا تأتي الحاضنات كأحد الحلول التي يمكنها أن تساعدهم في تطبيق أفكارهم بعد دراستها، وتقيمهما. ونقل تلك الأفكار، وتحويلها من الأذهان، والعقول، إلى الورق والنماذج التجريبية أو المبدئية، إلى أن تصل لمرحلة الإنتاج.
ويجب أن نتذكر دائما أن أفكارنا لا قيمة لها أبدا بدون تنفيذ. وأنه لا توجد حماية لحقوق الملكية الفكرية على الأفكار المجردة، وأن الحماية دائما تنصب علي تطبيق لتلك الأفكار .. سواء في شكل اختراع، أو علامة تجارية، أو في نموذج، أو رسم صناعي، أو في شكل حق مؤلف سواء في برنامج كمبيوتر، أو قاعدة بيانات، أو موقع علي الإنترنت.
وتذكر أيضا أن حقوق الملكية الفكرية ليست الوسيلة الوحيدة للحماية، إنما يمكن الحفاظ علي بعض أنواع الأفكار من خلال اتفاقيات عدم إفشاء الأسرار في حال رغبة صاحب الفكرة في عرضها على إحدى الشركات، أو الشركاء أو الممولين.
.. وللحديث بقية.