 التواصل بين الشعب والقيادة

 بقلم : فريد شوقي
في عصر التكنولوجيا، وثورة الاتصالات، بات ما كان يعد حلما مستحيلا لاستماع القيادة السياسية لشكاوى ومقترحات المواطنين أمرا ممكنا، وسهلا، وبسيطا إذا أراد المسئول الحكومي إشراك المواطن في عملية التنمية ـ لكل الخدمات التي تقدمها الحكومة .
فرغم أننا بدأنا مشروع الحكومة الإلكترونية منذ أكثر من 10 سنوات تقريبا.. إلا أن المشروع ركز فقط على تطوير، وميكنة العملية الإدارية، وإطلاق المواقع الإلكترونية لعدد من الجهات الحكومية. إلا أن المشروع لم يعط الاهتمام الكافي بالمواطن ، باعتباره العميل الأساسي والمستهدف من وراء مشروع الحكومة الإلكترونية، ولم تكن هناك وسيلة للتواصل أو الاستماع لآراء ومقترحات المواطنين؛ فأصبحت مشروعات الحكومة الإلكترونية مجرد استبدال الورقة، والقلم، والمستندات الورقية إلى لوحة مفاتيح، وشاشة كمبيوتر دون أن تتغير فلسفة موظفي الحكومة في التعامل مع المواطن .. بل ما زاد الطين بله عبارة : "السيستم واقع " والتي تجعل المواطن يلعن التكنولوجيا .
و مؤخرا كشف المكتب الإعلامى للرئيس عبد الفتاح السيسي ، عن تخصيص البريد الإلكتروني (media.office8@op.gov.eg) لاستقبال أسئلة واستفسارات ومقترحات المواطنين المتعلقة بالشأن المصري ، وذلك في إطار حرص الرئيس عبد الفتاح السيسى على التواصل الدائم مع المواطنين، وقناعته بأن الشفافية والمشاركة الشعبية في اتخاذ القرار هي السبيل الأهم في مسيرة التنمية التي تخوضها مصر ، وضرورة إتاحة الفرصة لجموع الشعب المصري لطرح أفكارهم، وطموحاتهم، واستفساراتهم، لما يخص الشأن العام ، وسيقوم الرئيس بالرد على مجموعة من هذه الاستفسارات من خلال حديثه الشهري.
ويالطبع هذه خطوة مهمة جدا.. ستسمح لمؤسسة الرئاسة التعرف بشكل مباشر على هموم المواطنين، وأحلامهم، ومقترحاتهم، وحلولهم الخاصة بالمشاكل المجتمعية؛ التي تواجههم سواء مع الأجهزة، والهيئات الحكومية، أو مع المؤسسات الخاصة.. ولاسيما مواطني المحافظات، والذين يعانون بالفعل من الكثير من الإهمال والتجاهل الحكومي لكل مشاكلهم.. ناهيك عن تضاؤل فرص المشاركة المجتمعية المتاحة لهم. وتزايد أوجه وصور الفساد في المحليات .
نؤكد أن التواصل مع الجماهير عبر البريد الإلكتروني سيقتصر على نحو 45 مليون مواطن ، وهم مستخدمو الإنترنت ، ومن ثمة فمن الضروري أن تكون هناك طريقة إضافية للتواصل بين مؤسسة الرئاسة، والمواطنين، وذلك من خلال مكالمات صوتية " كول سنتر " .. في ظل نسبة الأمية 30 % .. ناهيك عن عدم إتقان بعض مستخدمي الإنترنت التعامل مع " البريد الإلكتروني " .
في النهاية أعتقد أن الاستجابة والتفاعل من جانب مؤسسة الرئاسة هو معيار نجاح هذه الوسيلة الالكترونية.. لمكافحة الفساد، والسلبيات المنتشرة في المجتمع، وكسب ثقة المواطنين واقتناعهم بأن هناك من يسمعهم ويتخذ خطوات حاسمة تجاه مشاكلهم .
 نهاية الأسبوع
 التواصل مع المواطن .. نأمل أن نرى قريبا إطلاق خدمة بريد إلكتروني لكل مواطن مصري، وذلك اتساقا مع مبادرة " الإنترنت الآمن ".
 مواقع التواصل وتجديد الدين .. التكنولوجيا هي أدوات لتطوير حياة البشر، عندما نستخدم بصورة مثلى.. وممكن أيضا البعض بسوء استخدامهم لها يحولونها إلى معاول للهدم . لذا التوعية مهمة جدا مع الرقابة الرشيدة لأجل التنمية .
 شركاء التنمية الحقيقية .. بداية من السد العالي وعلى مدار العلاقات التاريخية بين البلدين كانت روسا ـ الاتحاد السوفيتي سابقا ـ سندا لمصر في كل متطلبات عمليات التنمية من مصانع وأسلحة وقطع غيار ، دون أن يفرض علينا شروطا تمس السيادة الوطنية أو حتى تتدخل في الشأن الداخلي ، لذلك نفسيا نستريح عند التعاون مع روسيا مقارنة بأمريكا !