حلول تكنولوجية لخدمة مشاكل الوطن

أكد المهندس حسام الجمل ـ عضو اللجنة الاستشارية بالأمم المتحدة لمؤتمر حوكمة الإنترنت، عضو مجلس إدارة التحالف الأفريقي لتكنولوجيا المعلومات، والاتصالات، أنه ليس هناك شك في أن من أهم الأولويات لوطننا الحبيب، توفير فرص عمل حقيقية، بقيمة مضافة وعائد مناسب على الاستثمار، وكذلك مواجهة التحديات المجتمعية المختلفة من رعاية صحية، وتعليم، ومواصلات، وتنمية حقيقية للصناعات الصغيرة والمتوسطة؛ التي هي عماد الاقتصاد ومكافحة الفساد .
ومن تمكين العناصر الأقل حظا في المجتمع من مواطني المناطق النائية، ومن التغلب على الفجوة الرقمية، وتوفير الخصوصية، وكذلك أمن المعلومات.
أضاف لعله من الرائع توافر أدوات التقنية الحديثة من تكنولوجيا الاتصالات، والمعلومات،
والالكترونيات ـ بتكلفة تتضاءل يوما بعد يوم، ومتاحة في متناول كل مواطن في الريف، كما في الحضر. واتفق المجتمع الدولي على أهمية استخدام التقنية من تكنولوجيا اتصالات والمعلومات الحديثة، ومن إنترنت لمواجهة التحديات المجتمعية المختلفة، وخاصة في الدول النامية. واجتمعت الدول في أول مؤتمر للقمة العالمية حول مجتمع المعلومات؛ برعاية الأمم المتحدة في جنيف عام 2003 ومرة أخرى في تونس عام 2005 وأصدر التوصيات و 11 خطة عمل لتحقيق الأهداف.
أشار مع انعقاد الاجتماع الإقليمي حول نتائج ورؤى القمة العالمية لمجتمع المعلومات لأفريقيا من 14 إلى 16 أبريل في أديس آبابا في أثيوبيا، ثم استعرض الاجتماع عدة مجالات مثل: دراسة وتحديث التقدم الذي أحرزته البلدان الأفريقية في تحقيق الأهداف المتصلة بتنفيذ 11 خطة عمل للقمة العالمية لمجتمع المعلومات، ومناقشة عدة قضايا، وتحديات، والدروس المستفادة خلال العقد الماضي في تنفيذ نتائج القمة.
وكذلك يسعى المجتمع الدولي إلى مناقشة ومراجعة مدى تحقيق الأهداف الإنمائية الثمانية للألفية، والتي تتراوح طموحاتها من إنهاء الفقر المدقع إلى وقف انتشار المرض، وتوفير التعليم الابتدائي لجميع الأطفال بحلول عام 2015، ولعله من أفضل المشاريع التي تقدم بها الاتحاد الأوروبي هي الخاصة باستخدام تكنولوجيا المعلومات. لمواجهة التحديات المجتمعية المختلفة من خدمة ورعاية صحية، مواجهة ندرة الموارد الطبيعية والاستخدام الأمثل للطاقة
والمياه والغذاء ، وسائل مواصلات ذكية وصديقة للبيئة ، خدمات عامة وحكومية إلكترونية ترعى جميع المواطنين.. وخاصة المهمشين بطرق مبتكرة وتتجاوب مع احتياجات المواطن المتطورة واقتراحاته وتحقق إنتاجية أعلى وأوفر بالإضافة إلى تحقيق الأمن المعلوماتي،
والخصوصية في إطار الاستخدام الأفضل، وتمكين المجتمع من خلال تكنولوجيا المعلومات
والاتصالات.
ولعل مما سبق نجد أن توجه وزارة الاتصالات، وتكنولوجيا المعلومات، والوزير خالد نجم، إلى التبني العملي لمشاريع، وأفكار مبتكرة، تحقق مواجهة سريعة للتحديات المجتمعية، وخاصة في مجالات الصحة، والتعليم، والمواصلات تحقق طفرة حقيقية في جودة الخدمات للمواطن وترتقي بالخدمات لمستوى الدول المتقدمة بتكلفة مقبولة، ونتائج سريعة وهو أمر يستحق كل التقدير.
والدعم والمشاركة من كل الأطراف أصحاب المصلحة من قطاع خاص وأكاديميين والقطاعات المعنية.
وكذلك التوجه لتحفيز الأطراف المشاركة من خلال أفكار مبتكرة لتوفير فرص عمالة مرتفعة القيمة، لخريجي الجامعة، وتدريب أعداد وفيرة منهم في مراكز الاتصال، تقدر بالآلاف سنويا
وذلك من خلال برامج تعاون مشترك بين وزارات مختلفة، والقطاع الخاص هو أمر مميز يساعد على تحقيق الأمل للشباب وتوفير حياة كريمة، وتحقيق نمو سريع للدخل القومي مع فرص واعدة؛ لجذب استثمارات أجنبية وتحقيق نمو مطرد للصادرات المصرية من هذا القطاع.
لعل ينقصنا فقط مزيد من التركيز على تنمية حقيقية عملية وبمعايير قياس واضحة للشركات الصغيرة، والمتوسطة والتي تمثل قاطرة النمو الحقيقية للاقتصاد، وخاصة في قطاع مثل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والالكترونيات حيث يعتمد على الفكر البشري والابتكار مما يحقق قيمة مضافة مرتفعة ومع دعم ومناخ اقتصادي متكامل من الممكن لهذه الشركات أن تحقق طفرات سريعة، ولعل أمثلة مثل موقع على بابا أو سكايبي أو غيرها مما أصبح يساوي مليارات الدولارات مثالا يمكن تكراره إذا توافرت البيئة الحاضنة المناسبة ومصادر التمويل
والتدريب ودعم التسويق المحلي قبل الدولي. من المهم أن نعطي فرصا تفضيلية وحماية للشركات المصرية لتحقق النمو المستدام المطلوب وتصل للعالمية. هناك بالفعل أمثلة متعددة لنجاح شركات مصرية صغيرة في الأسواق العالمية وتميزها وهو أمر مهم لنشر ثقافته
وتوفير فرص مماثلة للقطاع ككل.
من المهم الإيمان بقدرات الصناعة المحلية وإيجاد حلول استراتيجية محلية الصنع لتحديات هذه الصناعة و وضع أهداف واضحة وطموح لنمو حصة هذا القطاع من الاقتصاد المصري من خلال الشركات الصغيرة والمتوسطة إلى الضعف خلال 5 سنوات وزيادة حصة الصادرات منه إلى ثلاثة أضعاف خلال المدة نفسها ونمو حجم الاستثمارات المباشرة إلى خمسة أضعاف.
بين مواجهة التحديات المجتمعية الحقيقية في مصرنا الحبيب و بين توفير الآلاف من فرص العمل المميزة ونمو صناعة لا تحتاج من الموارد بشكل أساسي إلا الفكر البشري والابتكار
وهو أمر متوافر لشبابنا وبه يمكن تحقيق طفرات حقيقية لمجتمعنا واقتصادنا.