الصعيد .. وتنمية الوعي التكنولوجي

بقلم : فريد شوقي
تحدثنا في أكثر من مرة في هذا المكان، عن تزايد أهمية قطاع تكنولوجيا المعلومات، والاتصالات في عملية التنمية الاقتصادية، وزيادة الناتج المحلي، وجذب استثمارات مالية جديدة " سواء محلية أو أجنبية "، بجانب قدرته على تحقيق الآلاف من فرص العمل للكوادر البشرية، المؤهلة، بما يسمح بتحسين مستوى معيشة قاعدة كبيرة من الشباب، وليس خافيا على أحد أن الرواتب في هذا القطاع، تعد واحدة من أعلى الأجور على مستوى باقي القطاعات الاقتصادية.
وشهد الأسبوع الماضي زيارة المهندس عاطف حلمي ـ وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ـ وعدد من ممثلي الجهات والجمعيات المدنية، والمعنية بالتنمية التكنولوجية، ونحو 100 شركة للتكنولوجيا لمحافظة أسيوط، لافتتاح عدد من المشروعات التكنولوجية، ووضع حجر الأثاث لأول قرية ذكية في الصعيد، والمشاركة في ندوة تستهدف رسم ملامح هذا الإقليم، وآفاق تفاعله مع قطاع التكنولوجيا والاتصالات، وأستطيع أن أؤكد أن إقليم الصعيد مازال يمثل كنزا لم يُكتشف بعد، بما يتضمنه من كوادر بشرية، قادرة على تحقيق طفرة حقيقية في مجال خدمات المعلومات .. وبصفة خاصة صناعة مراكز الاتصالات و PBO .
وإذا كنا نبحث عن تنمية محافظات الصعيد، والعمل على معالجة المشاكل الاقتصادية، التي تعاني منها هذه المحافظات، فبالتأكيد قطاع الاتصالات، والتكنولوجيا، يمكن أن يكون له دور كبير في تقديم بعض الحلول الجدية، والمناسبة للظروف، والمقومات الإنتاجية المتوافرة في محافظات الصعيد، وعلى رأسها الكوادر البشرية الرخيصة " من خريجي الجامعات، والمعاهد العليا " إلا أن الأمر يتطلب ضرورة العمل على تحقيق الوعي التكنولوجي لعشرات الملايين من المصريين في هذا الإقليم، وتتمثل الخطوة الأولى في تأهيل، وإعداد، وتدريب قاعدة بشرية كبيرة من المتخصصين في مجال تكنولوجيا المعلومات، والذين سيكونون بمثابة النواة التي يمكنها مضاعفة التأثير في مجتمع الصعيد، وبدون وجود هذه الكوادر، ودورها، سيصعب تحقيق عملية التنمية التكنولوجية خاصة إذا كنا نتحدث عن برامج تدريبية لنحو 5-10 آلاف متدرب فقط ، وغالبيتهم هاجر بالفعل إلى القاهرة للبحث عن فرصة عمل، وهنا تأتي أهمية دور الإعلام التكنولوجي المتخصص، خاصة ما تقوم به جريدة "عالم رقمي" تحت إشراف الزميلة العزيزة فاتن الخولي، وفريق العمل، لتنظيم سلسلة من الندوات في الجامعات المصرية بالمحافظات، بهدف تنمية الوعي التكنولوجي لطلبة الجامعات، باعتبارهم يمثلون عنصر العرض في سوق العمل، إذ لابد من العمل على تشجيع طلبة الجامعة، والمواطن في محافظات الصعيد على التفاعل مع الأدوات التكنولوجية، وتعظيم الاستفادة منها، لتطوير الأداء وتحسين الإنتاجية، وتغيير نمط المعيشة للأفضل.
الأمر إذا لا يكفيه مجرد زيارة، أو إطلاق مشروع تكنولوجي، وإنما نحتاج إلى مضاعفة الجهود، وبصورة منتظمة، فلا يعقل أن يكون لدينا هناك مشروع حضانة تكنولوجية في محافظة أسيوط، قادر على استضافة نحو 10 مشروعات تكنولوجية، ولا نجد سوى مشروعين فقط يمكن احتضانهم؛ فالأمر يؤكد أن هناك خللا ما ..ولعل أهمها أن غياب الوعي لدى طلبة الجامعات .. لاسيما كليات الهندسة، والحاسبات، بوجود هذه الحضانة أصلا ناهيك عن أن غالبية الطلبة لا تتوافر لديهم أي معلومات عن الجهات الداعمة للإبداع أو المانحة للتمويل أو البرامج التدريبية .. الموضوع بالفعل يحتاج إلى تحرك مجتمعي منظم، ودوري نحو محافظات الصعيد وليس مجرد زيارة كل عام أو عامين.
كذلك من المهم البحث عن الحوافز المطلوبة، لتشجيع شركات البرمجيات للذهاب لمحافظات الصعيد ـ كأن يتم دعم 50 % من أجور العاملين أو منح إعفاء ضريبي لكل فرصة عمل جديدة .. " والعمل على التعرف على المشكلات التي يواجهها المجتمع هناك، ومحاولة تقديم حلول تكنولوجية مبتكرة، تتناسب مع احتياجات المجتمع، سواء على مستوى الخدمات في مجال تقديم التعليم، أو الصحة، أو البنوك، أو على مستوى قطاع المؤسسات الصناعية، والتجارية، وهذا ما نأمله من خلال سلسلة الندوات، وورش العمل التي نطالب بتنظيمها
.
نهاية الأسبوع

شكرا .. لوزير الدفاع الفريق صدقي صبحي، الذي وافق على طلب ضياء رشوان "نقيب الصحفيين" بشأن توفير 200 من السترات الواقية من الرصاص، و 300 قناع ضد الغاز المسيل للدموع، و 300 خوذة ضد الرصاص، وأيضا 300 نظارة واقية .

كفاية توكيلات .. 570 ألف توكيل حتى الآن لتأييد المرشحين لخوض الانتخابات الرئاسية وفقا لوزارة العدل .

المواطن يواجه الإرهاب .. قيام سائق تاكسي بإلقاء القبض على إرهابي.. هو عمل يستحق عليه التكريم على أعلى المستويات، وهو كذلك مؤشر بأن الشعب ضاق ذرعا بالإرهاب، ولم يكتف فقط بدور أجهزة الأمن في القبض على الإرهابيين .