علاج فيروس"سي" وتحية شكر

بقلم : فريد شوقي
نعلم أن الإعلان عن اكتشاف علاج لأحد الأمراض المستوطنة يحتاج بالفعل إلى المرور بمجموعة من الاختبارات العلمية والطبية للتأكد من فعاليات هذا الدواء في تقديم علاج آمن للمرضى لا يمكن لأحد أن يختلف على ذلك، ولكن في نفس الوقت لا يمكن أن نمنع مجموعة من العلماء أو الهيئات الحكومية من الإعلان عن جهودها البحثية في مجال التوصل إلى علاج، وأنها ملتزمة بتطبيق كل مراحل الاختبارات الطبية اللازمة للتحقق من الجدوى لهذا العلاج، وهذا ما تقوم به الغالبية العظمى من المراكز البحثية المتخصصة في مكافحة الأمراض، وكذلك شركات الأدوية حول العالم .
وفي الحقيقة مثل إعلان الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة ابتكارها لـ 4 أجهزة جديدة لاكتشاف ومعالجة فيروس الكبد الوبائي "فيروس C" وفيروس الإيدز خطوة جادة ومحترمة لمواجهة أحد أخطر الأمراض المستوطنة لدينا، والعمل على تخفيف الألم عن مئات الآلاف من المصريين، الذين يعانون من فيروس " C " وكذلك منح الأمل لهؤلاء المرضى في إمكانية التوصل إلى علاج فعال، لاسيما عندما يقود هذا الفريق البحثي ، المكون من أطباء مدنيين من كل الجامعات وأطباء عسكريين ، والعالم الدكتور جمال شيحة أستاذ الكبد المعروف والذي أكد التزامهم بكل المراحل العلمية المعتمدة لضمان موثوقية وفاعلية العلاج والتي بدأت بتجربة على عينة صغيرة مكونة من 30 مريضا وتجاوزت نتائج دقة وحساسية الجهاز في التشخيص 98 % وهو أمر مشجع بالفعل ويعتبر تحولا تاريخيا في طريقة تشخيص وعلاج فيروس " سي ".
ولا أتفق مع بعض المشككين أو المنتقدين لهذا البحث العلمي لمجرد الراغبة في التقليل من قدراتنا أو عدم الثقة في أننا نمتلك التكنولوجيا اللازمة أو الكوادر البشرية لتحقيق مثل هذا الإنجاز فهذا أمر على كل المقاييس غير مقبول، ولكن أستطيع أن أتفهم رغبة البعض في التأكد من فاعليات هذه الأجهزة في اكتشاف وعلاج فيروس " C " ، لاسيما المتخصصون في هذا المجال ، خاصة أن البحث بالفعل يعتبر إنجازا عالميا وغير مسبوق سيستفيد منه الملايين من البشر وهنا نطالب فريق البحث العلمي باستمرار الكشف عن المزيد من نتائج المراحل المستقبلية للبحث ، على غرار ما يقوم به الدكتور مصطفى السيد في أبحاثه لاستخدام جزيئات الذهب لاكتشاف وعلاج الخلايا السرطانية ، بما يؤدي إلى إضفاء المزيد من الثقة في البحث والابتكار العلمي .
كذلك عندما تقول وزارة الصحة وبعض الخبراء أن الجهاز يفوق في دقته تحليل "بي سي أر " المتعارف عليه باهظ التكاليف، ويتمكن الجهاز " "سي فاست" من الكشف عن فيروس سي في أقل من دقيقة وبدون أخذ عينة دم، وبدون حاجة إلى جهاز معملي كبير ومعقد، ولا توجد له تكلفة تشغيل للحالة التي يتم تشخيصها وتكلفته بالكامل تنحصر في ثمن الجهاز، والذي يتم تصنيعه في مصانع الهيئة الهندسية، وحصل بالفعل على براءة اختراع عام ٢٠١٠ ، كما حصل على الاعتراف الدولي ، فإن الأمر لا يحتاج منا إلى التشكيك ولكن إلى المساندة والدعم لأننا على أبواب اكتشاف علمي سيرسم بسمة أمل وحياة في كل منزل .
ولعله من المهم الإشارة أن قوة الجهاز في كونه بسيطا جدًا ويعتمد على تكنولوجيا الموجات الكهرومغناطيسية المتطورة لكشف البروتين المتواجد على سطح فيروس سي، إذ يأخذ البصمة الجزيئية الخاصة به، ويتم تسجيله على شريحة إلكترونية، ومن خلال تلك الشريحة يتم إطلاق مجال كهرومغناطيسي فيما بين الشريحة والـ
"دي إن إيه" الخاص بفيروس "سي" فيتمكن الجهاز من كشف تواجده بالجسم من عدمه كما أن الجهاز لا يحتاج لأخذ عينة دم مما يدعم الاعتماد عليه داخل غرف العمليات وتعقيم عيادات الأسنان وتعقيم الآلات الجراحية وبنوك الدم وكشف وجود فيروس سي في الأماكن التي تشهد مخالطة للحاملين للفيروس، ويؤدي إلى انتشار المرض، مشيراً إلى أنه تم اختبار الجهاز في الهند وباكستان وثبتت كفاءته بنسبة ٩٧.٨٪.
نهاية الأسبوع

صدقوا ما عاهدوا الله عليه .. إيجابية ما تقوم به الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة من مشروعات قومية وطرق تجعلنا نرفع القبعة لأن هناك رجالا يعرفون حقوق أوطانهم .

تخفيف الأعباء .. ابتكار جهاز "سي فاست" سيوفر سنويا مئات الملايين من الجنيهات لاستيراد المواد الكيماوية لتحليل فيروس سي وتطلع إلى أن تزود القوات المسلحة جميع المستشفيات بهذا الجهاز .

عبدو مشتاق ... بات التصدي لأي من مواقع المسئولية الحكومية يحتاج لشجاعة وحسم وابتكار مما يؤدي لعزوف الكثيرين عن تولي المسئولية .الحمد لله أخيرا انتهينا من شخصيات "عبدو مشتاق " .