جزمة جديدة

اقرأ لهؤلاء

التكنولوجيا .. وثورة في العلاج الذاتي
لا شك أن التكنولوجيا الحديثة باتت تلعب دورا استراتجيا في تطوير الخدمات الصحية العالمية بصورة تشكل قفزات نوعية كبيرة بداية من الأبحاث المتعلقة بتطوير
	تكنولوجيا محاربة الفساد  .. وصبر الشعب
التعلم خطوة خطوة في ممارسة الديمقراطية هو أحد أهم مكتسبات الشعب المصري خلال السنوات الستة الماضية لاسيما بعد أن نجح
الشباب .. واستراتيجية قومية للإبداع
يدرك الجميع أن مصر واحدة من الدول التي وهبها الله قوة بشرية لا يستهان بها ، إذ إن 60 % من السكان في عمر الشباب أقل من 25 عاما
تحديد حقوق وواجبات الروبوتات
كما يقال، لا قيمة لشيء بدون إثبات وتوثيق ورقي، وفي خضم الضجة العالمية حول النتائج المحتملة لدخولنا ثورة صناعية من نوع جديد، يقودها
الأمن الفضائي .. والتنسيق العربي المطلوب " 1- 3 "
يشكل الأمن والاستقرار، وحماية حقوق الملكية الفكرية أحد أهم متطلبات عملية التنمية الاقتصادية وإقناع المستثمرين

أصدقاؤك يفضلون:

جزمة جديدة

بقلم د. ناصر فؤاد
مشهد 1 ﻓﺠﺮ داﺧﻠﻲ ﻣﻨﺰل رﻳﻔﻲ، تبدو عليه رﻗﺔ اﻟﺤﺎل، ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺻﺤﻦ ﻣﻨﺰل ﺑﻼ ﺳﻘﻒ ﻣﺒﻠﻂ ﺑﺒﻼط ﺳﻄﻮح ﺑﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﺒﻼطﺎت اﻟﻤﻜﺴﻮرة، وبعضه ﺗﻢ وﺿﻊ إﺳﻤﻨﺖ عليه، ﺑﻪ ﺑﻌﺾ ﺑﻮاﻗﻲ أﻋﻮاد البرسيم وﺻﺤﻦ ﻗﺪﻳﻢ كبير ﺑﻪ ﺑﻮاﻗﻲ ﺧﺒﺰ ﻣﺒﻠﻮل، وعلى أﺣﺪ اﻟﺠﻮاﻧﺐ ﺑﺎب يفتح على اﻟﺰرﻳﺒﺔ ، واﻟﺼﺤﻦ ﻣﺤﺎط ﻣﻦ ﺛﻼثة ﺟﻮاﻧﺐ ﺑﺴﺘﺔ أﺑﻮاب متهالكة ﻳﻔﻀﻲ 3 منها إلى ﻏﺮف ﻧﻮم الأم وبنتها اﻷرﻣل ولاثنين ﻣﻦ ﺑﻨﺎت اﻟﺒﻨﺖ وأﺧﺮى للابن "ﺷﺪﻳﺪ" وزوﺟﺘﻪ واﺑﻨﺘﻪ وﺣﺠﺮة اﻟﻨﻮم الأخيرة ﻟﺨﻤسة ﻣﻦ الصبيان ﺗﺘﺮاوح أﻋﻤﺎرھﻢ بين اﻟﺮاﺑﻌﺔ واﻟﺘﺎﺳﻌﺔ.. اﺛﻨﺎن أﺑﻨﺎء اﻟﺒﻨﺖ اﻷرﻣل واﻟﺒﺎﻗﻲ أﺑﻨﺎء اﻟﻮﻟﺪ ، أﻣﺎ ﺑاﻘﻲ اﻷﺑﻮاب ﻓﻠﻐﺮﻓﺔ اﻟﺠﻠﻮس أواﻟﻤﺴﺎﻓﺮﻳﻦ وﻟﺪورة اﻟﻤﯿﺎه وﻟﻐﺮﻓﺔ الطبيخ واﻟﺨﺰﻳﻦ، وﺟﻮار ﺑﺎب دورة المياه ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﺤﺎﺋﻂ ﻣﻜﺴﻮ بقيشاني رخيص أبيض ﻓﻮق ﺣﻮض ﺻﻐﯿﺮ وﻓﻲ وﺳﻂ القيشانىﺻﻨﺒﻮر ﻧﺤﺎس وﻓﻮﻗﻪ ﻧﺼﻒ ﻣﺮآة ﻣﺼﻘﻮل واﻟﺒﺎﻗﻲ ﻣﻌﺘﻢ، وﺑﺠﺎﻧﺐ اﻟﺒﺎب الرئيسي ﺳﻠﻢ ﺑﻼ ﺳﻮر ﻳﺆدي إﻟﻲ ﺳﻄﺢ اﻟﻤﻨﺰل اﻟﺬي ﺧﺰن ﻓﻮﻗﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﻘﺶ وأﻋﻮاد ﺣﻄﺐ وذرة وعلى ﺣﺎﺋﻂ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﺠﻠﻮس ﺛﻼث ﺻﻮر ، ﺻﻮرة ﻟﻠﺮﺋﯿﺲ ﺟﻤﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻳﺴﻠﻢ ﻓﻼحا ﺻﻚ أرض ﻓﻲ عيد اﻟﺜﻮرة ، وﺻﻮرة ﻟﺬات اﻟﻔﻼح وعليه ﺷﺮﻳﻂ أﺳﻮد وﺻﻮرة ﻟﺰﻓﺎف الاﺑﻦ يظهر فيه الاﺑﻦ "ﺷﺪﻳﺪ" وزوﺟﺘﻪ "أم الخير" ﻣﻐﻄﺎة اﻟﻮﺟﻪ وهو ﻳﻜﺸﻒ طرحتها .
ﻳﺄﺗﻲ ﺻﻮت أذان اﻟﻔﺠﺮ ﻣﻦ بعيد، وﻳﻔﺘﺢ ﺑﺎب اﻟﺤﺠﺮة "ﺷﺪﻳﺪ" وﻳﺨﺮج "ﺷﺪﻳﺪ "ﻳﻠﺒﺲ ﺟﻠﺒﺎبا أبيض ﻓﻲ نهاية العشرينيات وﺑﺪاﻳﺔ الثلاثينيات ﻣﻦ ﻋﻤﺮه، ﺣﺎﻣﻼ ﻋﻠى ﻛﺘﻔﻪ ﻓﻮطﺔ ﻛﺎﻟﺤﺔ اﻟﻠﻮن وﻳدﻟﻒ إلى دورة المياه، ﺛﻢ ﻣﺎ ﻳﻠﺒﺚ أن ﻳﺨﺮج وﻳﺘﻮﺿﺄ ﻓﻲ اﻟﺤﻮض اﻟﺨﺎرﺟﻲ .
. مشهد 2 : ﻣﻨﻈﺮ داﺧﻠﻲ ﻟﻤﺴﺠﺪ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺟﺪ اﻟﻘﺮى وﻗﺪ اﺻﻄﻒ المصلون ﻟﺼﻼة اﻟﻔﺠﺮ .. ﻣﺆذن اﻟﻤﺴﺠﺪ موجها ﻛﻼﻣﻪ ﻟﺸﺪﻳﺪ : "ﻗﻮم ﺻﻠﻲ بينا ﻳﺎ ﺷﺪﻳﺪ ﻳﺎ اﺑﻨﻲ ..الشيخ ﺑﺎﻳﻦ أن دور اﻟﺒﺮد ﻟﺴﻪ ﺗﺎﻋﺒﻪ واﻟﻌﻀﻤﺔ ﻛﺒﺮت" .
ﺷﺪﻳﺪ : ﻳﺎسيدنا ﺻﻠﻲ بينا أﻧﺖ أو أي ﺣﺪ ﺗﺎني ، المسئولية دي تقيله.
ﻣﺆذن اﻟﻤﺴﺠﺪ : ﻳﺎ اﺑﻨﻲ أﻧﺖ ﻣﻦ ﺣﻔﻈﺔ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ، وﻣﻦ ﻣﺤﻔﻈﻲ اﻟﻘﺮآن ﻛﻤﺎن ، ﻗﻮم ﺻﻠﻲ ﺑﯿﻨﺎ وﻻ ﻧﺨﻠﻲ اﺑﻨﻚ الكبير ﻳﺼﻠﻲ بينا ﻣﺎ هو ﻣﺎ ﺷﺎء ﷲ ﺣﺎﻓﻆ وﻋﻨﺪه ﺗﺴﻊ ﺳﻨﯿﻦ وأهو واﻗﻒ ﻓﻲ ﺗﺎﻧﻲ ﺻﻒ
الاﺑﻦ : اﻷﻣﺮ لله وﺣﺪه ، أﻗﻢ اﻟﺼﻼة ، رﺑﻨﺎ يسترها ﻣﻌﺎﻧﺎ وﻣﻌﺎك.
مشهد 3 : ﺷﺎرع ﺗﺮاﺑﻲ ضيق، يظهر ﻓﻲ نهايته ﻣﺴﺠﺪ اﻟﻘﺮﻳﺔ، وﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺘﻪ ﻣﻨﺰل اﻷﺳﺮة و"ﺷﺪﻳﺪ" واﺑﻨﻪ "ﺳﺎﻟﻢ" ﻳﺴﯿﺮان ﻟﻠﻤﻨﺰل ﺳﻮﻳﺎ ﺑﻌﺪ فراغهما والمصلون ﻣﻦ صلاتهم.
ﺷﺪﻳﺪ : ﻣﺎﻟﻚ ﻳﺎ "ﺳﺎﻟﻢ" ﻋﺎﻣﻞ زي اﻟﻠﻲ ﻋﺎﻳﺰ ﻳﻘﻮل ﺣﺎﺟﺔ وﺳﺎﻛﺖ ، فيه إﻳﻪ خير ، هى ﻣﺶ النتيجة طﻠﻌﺖ وطﻠﻌﺖ اﻷول ﻋﻠﻲ ﻓﺼﻠﻚ واﻟﻤﺪرﺳﺔ كلها.
ﺳﺎﻟﻢ : أﻳﻮه ﺣﻀﺮﺗﻚ وﻋﺪﺗﻨﻲ أن الشهر ده حيبقى اﻟﺪور علىّ وتجيبلي اﻟﺠﺰﻣﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ، ﺣﻀﺮﺗﻚ اﺷﺘﺮﻳﺖ ﻟﻜﻞ اﺧﻮاﺗﻲ اﻟﺒﻨﺎت والصبيان وصبيان ﻋﻤﺘﻲ وﻗﻠﺖ ﻟﻲ اﺻﺒﺮ ﺑﺎﻟﺠﺰﻣﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻋﻠﺸﺎن أﻧﺎ الكبير وأﺳﺘﺤﻤﻞ ، وﺣﻀﺮﺗﻚ وﻋﺪﺗﻨﻲ ﻟﻮ طﻠﻌﺖ اﻷول حتجيب ﻟﻲ كوتشي ، وأﻧﺎ أوﻋﺪك إن ﺟﺒﺘﻪ أﺣﺎﻓﻆ عليه زي عنيه .
ﺷﺪﻳﺪ : اﷲ ﻳﺤﻈﻚ ﻳﺎ ﺳﺎﻟﻢ ﺗﺤﺎﻓﻆ عليه ازاي ده أﻧﺖ ﺣﺘﺪوس عليه ، ﺑإذن ﷲ النهارده ﻗﺒﻞ النوبتشية هروح أﻧﺎ وﻋﻤﻚ "ﺗﺎدرس"ﻧﻘﺒﺾ ، وآﺟﻲ أﺣﻂ اﻟﻈﺮف ﻓﻲ إﻳﺪ أﻣﻚ ، وﺑﻌﺪ اﻟﻐﺪا واﻟﺮاﺣﺔ ، ﻧﻨﺰل أﻧﺎ وأﻧﺖ وﻋﻤﻚ "ﻋﺒﺪ الشهيد " واﺑﻨﻪ "مينا" ﻋﻠﺸﺎن ﺗﻨﻘﻮا اﻟﻜﻮﺗﺶ اﻟﻠﻲ على ﻣﺰاﺟﻜﻢ ما هو ﺑﺮﺿﻪ حيشتري لاﺑﻨﻪ ، وﻳﻌﺮف ﺗﺎﺟﺮ ﻛﻮﻳﺲ وبيقسط ، وابقى ﺣﺎﻓﻈ على الكوتشي أﻧﺖ ومينا واﻧﺘﻮ ﺑﺘﻠﻌﺒﻮا ﺑﻘﻮاﻟﺢ اﻟﺪرة واﻟﺪوم .
ﺳﺎﻟﻢ : ﻳﺎﺑﺎ ﺣﻀﺮﺗﻚ ﻣا ﺘﺨاﻔﺶ ، ﻣﻌﻈﻢ الأرض الزراعية اﻟﻠﻲ ﻛﻨﺎ ﺑﻨﻠﻌﺐ فيها ، اﺗﺒﻨﺖ ﺑﯿﻮت ﺑﻌﺪ 25 ﻳﻨﺎﻳﺮ
مشهد 4 : ﻧﻔﺲ مشهد 1 وﻟﻜﻦ ظهرا واﻟﻤﻨﺰل ﻣﺰدﺣﻢ ﺑﻨﺴﺎء ﻳﻮﻟﻮﻟﻦ واﻷم واﻟﺒﻨﺖ ﻣﻐﺸﻲ عليهما وزوﺟﺔ "ﺷﺪﻳﺪ" وزوﺟﺔ "ﻋﺒﺪ الشهيد" ﺗﺤﻤﻠﻘﺎن ﻓﻲ ﻻ ﺷﺊ وﺗﻨﻈﺮان إلى اﻟﺴﻤﺎء وﻓﻲ يديهما ظرفان ﻣﺨﻀﺒﺎن ﺑﺎﻟﺪﻣﺎء بهما ﻣﺮﺗﺐ الزوجين
مشهد 5 : ﻧﻔﺲ مشهد 3 وﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ أذان اﻟﻌﺼﺮ وأهل اﻟﻘﺮﻳﺔ ﻳﺤﻤﻠﻮن ﻧﻌﺶ ﺑﻪ "ﺷﺪﻳﺪ" وﻧﻌﺶ ﺑﻪ "ﻋﺒﺪ الشهيد" وﺳﺎﻟﻢ ومينا يمشيان ﺧﻠﻒ اﻟﻨﻌشين واﻟﻌﻤﺪة وﻣﺪﻳﺮ اﻷﻣﻦ واﻟﻤﺤﺎﻓﻆ ﺑﺠﻮارھﻤﺎ ﻳﺘﻤﺘﻤﺎن لهما ﺑﻜﻠﻤﺎت "ﺷﺪوا حيلكم اﻟﺼﻮل ﺷﺪﻳﺪ واﻟﺼﻮل عبد الشهيد أﺑﻄﺎل.. ﻣﺎﺗﻮا شهداء ﻣﺎﺗﻮا وهمّا واقفين ﻓﻲ الكمين على ﻣﺪﺧﻞ اﻟﻤﺮﻛﺰ، وﺑإذن اﷲ حنجيب حقهم " ﺗﺘﺴﺎﻗﻂ دﻣﻮع ﺳﺎﻟﻢ ومينا ﺑﻐﺰارة ﻓﺘﺴﻘﻂ وﺗﺒﻠﻞ حذاءيهما القديمين .

مشاركات القراء