الباشا السيرك " 3 "

رؤية
الباشا السيرك " 3 "
بقلم : د/ ناصر فؤاد

جلس " أمين الصالح" على مكتبه بمركز الشرطة بعد عناء يوم طويل محملقا في سقف حجرة النوبتشيه متذكرا الأيام الخوالي عندما كان يقضى أول أيام حياته الشرطية بأقصى الصعيد وكم كان نقيا لايقبل للحق بديلا .
لم يتدهور به الحال كما هو الان كان اقصي طموح له ان يقضي الامسية مع طبيب الوحدة في شي الذرة علي ضفة الترعة يتجاذبا الحديث حتي يحين موعد صلاة الفجر. الآن يركب سيارته الخاصة يتغذي باطيب الطعام يستمتع بمذاق احلي الشراب ويصلح جميع الاجهزة بما فيها سيارته وكل ذلك مجانا خوفا من حلته العسكرية كم هو احساس مخيف اسود تذكر يوم يترك تلك الحلة لابد ان اظل متشيثا بعسكريتي انها قوة وجبروت السلطة حتي في احلامه يحلم وهو مرتدي زيه كاملا.
ازاح امين صحوة ضميره النادرة الحدوث جانبا سريعا ولا يدري لماذا قفز الي ذهنه ذلك الشاب اليافع الذي قبض عليه بتهمة القتل وظل في محبسه بنشد ما صاغه وأوصاه أن ينقله إلى أمه وزوجته وابنه الذي ولد ولم يره حيث ارتكب فعلته بعد زواجه بأيام تعد على أصابع اليد الواحدة مازال صوت كلمات "رحيم حميده" التي يحفظها يتردد في اسماعه كانه اليوم ذاته.
طلبت التار يا مايا لولد الخال ولعمي
حجر قلبك يا مايا علي ولدي ال من دمي
سبوع فرحي مكملته وشلت الفرد في كمي
ليالي طويلة ضميته وطعم المر في فمي
"لتارك سيب دفا حبك" طنين قولك يزيد سني
عروستي فبيتي بردانة قتيلي فجنة متهني
ضنايا ما شفته يا مايا دفا حضنه بعيد عني
ببدلة حمرا يا مايا لحبل موتي مستني
وليدي وفاته يا مايا كتبتيها وزاد غمي
كفني يشيله يا مايا فدا روحي يزيل همي
مكاني عرفته يامايا في نار الأخرة ده ظني
اكتشف امين فجأة ان الصول ( قرني السالك) يقف على باب الحجرة ماددا يده بوريقات ملونه وينظر اليه بنظره جامدة لا تستطيع ان تحدد معناها.
استجمع ( أمين ) اشلاء نفسه الممزقة وتنهد كمن يحاول أن يزيح من على كتفيه إثقال تزداد كلما زادت رتبته فهي تحمل الآن نسر ونجمة.
وقال مخاطبا قرني ( خير في إيه)
قرني _ الكوبونات يا فندم
امين - أيوه كوبونات البنزين عال كل يوم اسأل عنها والباشا كمان وبقالي حوالي شهر بمون عربتي على حسابي وحشنا بترول الحكومة البلوشي مين اللي بعتهم لينا)
قرني _ معاليك يا فندم دى مش كوبونات البنزين دى كوبونات لوج فاخر ل 5 أفراد في السيرك ربنا يفرح الأولاد.
تذكر ( أمين) انه جائه بلاغ إثناء الفترة الصباحية فامضي اليوم في معاينه بالسيرك بسبب الحادثة التي وقعت وانه استدعى الشهود ليقصوا عليه ملابسات الواقعة وتم تحويل الموضوع برمته للنيابة ووعد افراد السيرك بالزيارة.
فقد دبت الخلافات بين ( كاسر الناشف) و( مشاوير) بسبب تدنى نوعية اللحوم المقدمة للوحوش واختلاف وتناقض الأوزان مما تسبب في إيقاف توريد اللحوم لمدة يومين فتناقص المخزون وبالتالي الكمية المقدمة للوحوش وفى ذات الوقت قام ( كاسر الناشف) تقليلا للنفقات بطرد احد معاونيه بحجه أن كل ما يفعله هو الإمساك ببندقية المخدر طوال فترة العرض تحسبا لاخطار الوحوش.وبالطبع تم وضع مرتب معاونه المسكين في خزائن كاسر واصبح جيب المعاون ناشف.
أهم جزء في فقرة ترويض الوحوش أن يقوم كاسر بوضع لحم على خنجر صغير ويمسك بالخنجر في فمه ويقوم الأسد بأكل اللحم من الخنجر ولكن الأسد بجوعه الشديد بعد ان اتي علي قطعة اللحم اصر أن يكمل طعامه بطريقة أخرى ..