شركة تقوم باستخدام الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين لتحديد النظام الغذائي الأمثل للشخص

يعدّ الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين هو الشفرة التي تحدد مظهر كل جزء من الشخص. كما يحدد كيفية قيام كل خلية في الجسم بوظائفها، بل إنه يحدد الأمراض التي قد تصيب الشخص أثناء حياته. فالحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين هو الذي يجعل الشخص على ما هو عليه، وتقوم حالياً إحدى الشركات المتخصّصة بالتغذية والخدمات الغذائية - والتي تتخذ من سان فرانسيسكو مقراً لها - باستخدام تلك المعلومات الوراثية لتحديد الغذاء الذي يحتاجه الجسم في الواقع.

وتعِدُ شركة هابيت مستخدميها بتخصيص تغذيتهم اعتماداً على الفكرة المتمثّلة بأن المشورة الغذائية الموضوعة لمجموعات معمّمة من الناس - والتي عادة ما تعتمد على مؤشر كتلة الجسم والعمر - لا يمكن أن تكون جيدة بما فيه الكفاية لأي فرد بجسم معقد جداً.

وتبدأ هذه الخدمة بمجموعة اختبار منزلية والتي تتطلب من الزبون تقديم عينات دموية عن طريق وخز الإصبع وذلك قبل وبعد تناولهم لمشروب يحتوي على السكريات والدهون والكربوهيدرات والذي تم تصميمه لتكرار النظام الغذائي الأميركي النموذجي، ثم يتم إرسال عينات الدم إلى المختبر حيث يتم تحليلها للكشف عن الاختلافات الوراثية وقياس أكثر من 60 مؤشراً حيوياً.

وتساعد هذه المؤشرات والمعلومات -كالعمر ووزن الجسم والطول ومحيط الخصر ومستوى النشاط والأهداف الصحية- شركة هابيت بتحديد النظام الغذائي الأفضل لكل زبون. ثم يمكن للطباخين إعداد وجبات طعام مخصّصة، كما يتوفر للمستخدم أخصائيو تغذية ومدربون لأنماط الحياة وتطبيق للجوال للحصول على تجربة كاملة. ويذكر بأن الشركة ستنطلق في العام المقبل، حيث سيتم بيع مجموعة الاختبار مقابل 299 $ بينما ستبلغ تكلفة الوجبات بحدود 12 $ إلى 15 $ لكل وجبة.

وفي حين أن أكاديمية التغذية وعلم النظم الغذائية لم تنصح بعد بإجراء الاختبارات الوراثية كأساس للمشورة الغذائية، قائلة بأن هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات المستندة إلى الأدلة لإثبات صحتها، حيث يعدّ التحليل الجيني بالفعل قوة دافعة في دراسة الطب.

ويمكن للحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين أن يُعلِمنا بالآفات التي ولدت معنا أو تلك التي يمكن أن تتطور أثناء حياتنا، حيث يرتبط التوحّد بحدوث طفرات في جينات معينة، وقد ينجم الاكتئاب الشديد عن مجموعات متعددة من الجينات، كما يمكن أن تشير الشذوذات في تطور الخلايا في مناطق الدماغ إلى وجود أحد أسباب مرض باركنسون، وتكشف الجينات عن كيفية التقدم بالعمر، وتُقدّم إمكانيات لتأخير تدهور الجسم، وقد استخدمت بعض الدراسات تحديد النمط الجيني لتعزيز قوة الرياضيين.

ربما تقوم الشفرة الوراثية بإعلامنا بقصة حياتنا حتى قبل أن نعيشها ، ولكننا نستغرق حالياً بعض الوقت لتعلّم كيفية قراءتها. فعندما نصبح أكثر طلاقة بلغة الحمض النووي، فيمكن للتطورات المشابهة لشركة هابيت أن تستخدم مخطط المستقبل هذا لتحسين حياتنا في الوقت الحاضر.