اكتشاف علاج يدمر خلايا السرطان

طور باحثون من جامعة ولاية جورجيا بروتيناً جديداً صمم لاستهداف مستقبلات على سطح الخلايا مرتبطة بكثير من الأمراض. هذا البروتين الجديد لديه إمكانيات قد تؤهله للاستخدام لعلاج عدد كبير من الأمراض أبرزها السرطان.

لكن، وكما هو الحال دائماً، هناك فرق كبير بين البحوث الأولية وتطوير علاجات جديدة. موافقة إدارة الغذاء والدواء في حد ذاتها عملية قد تستغرق عقداً من الزمان، وهذا حتى لا يأخذ بعين الاعتبار جميع التجارب السريرية المطلوب إجراؤها قبل الموافقة، ومع ذلك، يضيف هذا البحث معلومات جديدة إلى فهمنا لهذا المرض.

ويطلق على هذا البروتين المطور حديثاً بروآجيو (ProAgio)، وهو بروتين بشري مشتق قادر على حث موت الخلايا الأخرى، وهي العملية المسماة "الموت الخلوي المبرمج" أو الاستماتة، وهي طريقة عمل العلاجات المشابهة الأخرى. يستهدف بروآجيو على وجه التحديد مستقبلات على سطح الخلايا تسمى إنتجرين αVβ₃ ، والتي عندما تنتج بكميات غير طبيعية داخل الجسم يمكن ربطها بظهور مجموعة واسعة من الحالات المرضية.

يرى الباحثون أيضاً إمكانية استخدام بروآجيو في علاج السرطان، حيثُ ينتج الإنتجرين αVβ₃ بشكل طبيعي في أجسامنا من خلال الأوعية الدموية الجديدة، والبلاعم (macrophages)، وخلايا العظام، وقد أظهرت الدراسات أيضاً أن الإنتجرين αVβ₃ ينتج بوفرة من الخلايا السرطانية التي تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، واعتمدت الطرق العلاجية السابقة لبروآجيو على ارتباط البروتين بالموقع النشط في الإنتجرين، ولكن هذه العلاجات ثبت عدم فعاليتها.

طور الباحثون بروآجيو ليستهدف موقعاً مختلفاً في الإنتجرين، وفور ارتباط البروتين بالإنتجرين، يتم تفعيل الاستماتة، ما يؤدي إلى قتل الخلايا المرضية وتعطيل تفاقم الحالة المرضية.

نتائج المعامل وآثارها

درست المختبرات التفاعل بين بروآجيو والإنتجرين المذكور سابقاً، وتشير النتائج إلى أن بروآجيو يرتبط بشكل جيد بالإنتجرين، ما يسمح للبروتين الجديد بتفعيل الاستماتة عن طريق إطلاق إنزيم يسمى كاسباس 8 (caspase 8) في سيتوبلازم الخلايا المستهدفة، وقد أثبتت هذه الدراسات فعالية بروآجيو في تفعيل موت الخلايا بالمقارنة مع العلاجات الأخرى المشابهة.

أظهرت الاختبارات المعملية الأخرى أيضاً قدرة بروآجيو على منع نمو الأورام في الفئران. واكتشف بعد تحليل الأنسجة التي تم جمعها من الفئران أن البروتين كان قادراً على منع نمو الأوعية الدموية الجديدة في الأورام دون التأثير على الأوعية الدموية الطبيعية المحيطة بها. وبالإضافة إلى ذلك، أظهرت التجارب أيضاً عدم سُميّة بروآجيو بالنسبة لأعضاء الفئران المصابة أو خلايا أنسجتها.