ادلة على كويكب كبير الحجم ضرب الأرض قبل 3.5 مليارات سنة

اقرأ لهؤلاء

التكنولوجيا .. وثورة في العلاج الذاتي
لا شك أن التكنولوجيا الحديثة باتت تلعب دورا استراتجيا في تطوير الخدمات الصحية العالمية بصورة تشكل قفزات نوعية كبيرة بداية من الأبحاث المتعلقة بتطوير
	تكنولوجيا محاربة الفساد  .. وصبر الشعب
التعلم خطوة خطوة في ممارسة الديمقراطية هو أحد أهم مكتسبات الشعب المصري خلال السنوات الستة الماضية لاسيما بعد أن نجح
الشباب .. واستراتيجية قومية للإبداع
يدرك الجميع أن مصر واحدة من الدول التي وهبها الله قوة بشرية لا يستهان بها ، إذ إن 60 % من السكان في عمر الشباب أقل من 25 عاما
تحديد حقوق وواجبات الروبوتات
كما يقال، لا قيمة لشيء بدون إثبات وتوثيق ورقي، وفي خضم الضجة العالمية حول النتائج المحتملة لدخولنا ثورة صناعية من نوع جديد، يقودها
الأمن الفضائي .. والتنسيق العربي المطلوب " 1- 3 "
يشكل الأمن والاستقرار، وحماية حقوق الملكية الفكرية أحد أهم متطلبات عملية التنمية الاقتصادية وإقناع المستثمرين

أصدقاؤك يفضلون:

أدلة على كويكب كبير الحجم ضرب الأرض قبل 3.5 مليارات سنة

تقترح أدلة جديدة وجدت شمال غرب أستراليا (Australia)، بأن كويكباً هائلاً بقطر 20 – 30 كم ضرب الأرض قبل حوالي 3,5 مليارات سنة، وقد فاق تأثير هذه الضربة كل ما اختبره البشر والديناصورات على الإطلاق، حيثُ حرر هذا الاصطدام طاقةً تعادل ملايين الأسلحة النووية، ويمكن لتأثيرات بهذا الحجم التسبب بحدوث هزات أرضية وموجات تسونامي وتغيرات في التاريخ الجيولوجي للأرض.

تم الكشف عن الأدلة من قبل أندرو جليكسون وآرثر هيكمان من الجامعة الوطنية الأسترالية (Australian National University)، أثناء عمليات التنقيب التي قاما بها لهيئة المسح الجيولوجي غرب أستراليا (Geological Survey of Western Australia)، فقد نقب الاثنان في أقدم الترسبات المعروفة على الأرض، وقد وجدت بعض الخرز الزجاجية الصغيرة والتي سميت بالكريات (spherules) بين طبقتين من الرواسب تشكلت من المواد المتبخرة بسبب تأثير الاصطدام.

كان هذا الاصطدام هائلاً، "فقد حدثت هزات أرضية أكثر تدميراً من الزلازل، ومن المحتمل أنها تسببت بحدوث موجات تسونامي هائلة، فضلاً عن انهيار الصخور" هذا ما صرح به الدكتور جليكسون، من معهد أبحاث الكواكب والأقمار (ANU Planetary Institute.).

ويُعد اصطدام هذا الكويكب ثاني أقدم اصطدام نعلم بوجوده، والأكثر تدميراً حتى الآن، إذ يبلغ قطر الكويكب 20 إلى 30 كم، أي إنه يبلغ ضعف أو ثلاثة أضعاف حجم الكويكبتشيكسولوب (Chicxulub) الذي ضرب جزيرة يوكاتان (Yucatan) في المكسيك (Mexico)، والذي يُعتقد أنه تسبب بإنهاء عصر الديناصورات على الأرض.

امتدت الحفرة التي خلفها الاصطدام لمئات الكيلومترات، ولكن تلاشت جميع الآثار التي تقود إليها الآن، وأوضح الدكتور جليكسون: "يبقى الموقع الدقيق للكويكب الذي ضرب الأرض غامضاً "، وأضاف: "فقد طُمرت جميع الحفر التي شكلها الاصطدام على سطح الأرض بفعل تأثير النشاط البركاني والحركات التكتونية".

واستمر موضحاً: "انتشرت المواد حول العالم بفعل تأثير هذا الاصطدام، فقد عُثر على كريات صغيرة في رواسب قاع البحر يعود تاريخها إلى 3,46 مليارات سنة مضت".

وقع الاصطدام قبل 3,46 مليارات سنة، أي قبل 4,1 إلى 3,8 مليارات سنة، ضمن مرحلة زمنية تعرف باسم القصف الشديد المتأخر (Late Heavy Bombardment)، عندما ضرب عدد من الكويكبات الأرض والقمر وربما عطارد والزهرة والمريخ أيضاً، وقد يكون القصف الشديد المتأخر نتيجة لوجود كواكب غازية عملاقة في نظامنا الشمسي، وأثناء انجراف هذه الكواكب سببت جاذبيتها حدوث اضطراب هائل أدى إلى سحب الكويكبات من حزام الكويكبات وحزام كايبر (Kuiper Belt) نحو مسارات داخل النظام الشمسي.

تغطي الحفر سطح كوكب عطارد والقمر أيضاً، حيث تم تحليل عينات صخرية من سطح القمر جلبها رواد فضاء بعثة أبولو (Apollo) لمعرفة المرحلة الزمنية التي تعود إليها، وتم تحديد عمرها ضمن نطاق زمني ضيق يتزامن مع مرحلة القصف الشديد المتأخر، ومن الواضح تعرض الأرض لنفس هذه الظروف، ولأن الأرض كانت نشطة جيولوجياً آنذاك فقد تلاشت جميع آثار الاصطدام، ولكن وجود الترسبات الطبيعية يشير إلى حدوث تلك الاصطدامات.

تعد أستراليا قديمة من الناحية الجيولوجية، فهي تحتوي على أقدم الصخور الموجودة على الأرض، حيث وجد جليكسون وهيكمان كريات زجاجية أثناء عمليات الحفر في مدينة ماربل بار (Marble Bar) الواقعة شمال غرب أستراليا، ولأن الطبقة الرسوبية التي احتوت على الكريات كانت محفوظة بين طبقتين من الصخور البركانية، تم تحديد عمرها بدقة أكبر.

كان الدكتور جليكسون يبحث باستمرار عن تأثير المذنبات لأكثر من عشرين عاماً، وعندما وجد هذه الكريات الزجاجية في العينات توقع أنها تشكلت بفعل كويكب، ثم أكدت الاختبارات التي أُجريت عليها وجود مستويات عالية لعناصر كالبلوتونيوم والنيكل والكروم بنفس المستويات الموجودة في الكويكبات.

لا يُعد هذا الدليل الأول الذي كشفه الدكتور جليكسون حول وقوع اصطدام كويكب، فخلال عام 2015 اكتشف جليكسون دليلاً على وقوع اصطدام كويكب كبير في حوض اربورتون (Warburton Basin) وسط أستراليا، ففي ذلك الموقع وجد دليلاً على عمق 30 كيلومتراً داخل صخرة يتراوح عمرها ما بين 300 إلى 500 مليون سنة، حيث وجد حفرة تدل على حدوث اصطدامين مزدوجين بلغت مساحتها 400 كم.

ومن المعتقد تشكل الحفرة نتيجة لانقسام الكويكب إلى جزئين قبل أن يرتطم بالأرض، وقال الدكتور جليكسون: "قد يتجاوز قطر الكويكب الواحد 10 كم، ويُعتقد أنه تسبب بانقراض العديد من الأنواع الحية الموجودة على الأرض آنذاك".

قال الدكتور جليكسون: "من المحتمل وقوع العديد من الاصطدامات المماثلة والتي لم نجد دليلاً على حدوثها"، وأضاف: "لم نجد سوى جزءٍ بسيطٍ من هذه الاصطدامات، حتى الآن وجدنا أدلة على وقوع 17 اصطداماً قبل حوالي 2,5 مليار سنة، ولكن قد تكون هناك المئات من الاصطدامات التي لم نكتشفها حتى الآن".

تحديد مواقع حدوث الاصطدامات القديمة ليس مهمة سهلة، ولكن ساعد التقدم في مجال التصوير بالأقمار الصناعية على تحديد مكان حفرة تشيككسولوب وحُفر أخرى، ولكن هناك المئات من هذه الاصطدامات الكوكبية الهائلة على حد قول الدكتور جليكسون، ومن المتوقع أن يكون لها تأثير مهم على تطور كوكب الأرض، ولكن يبقى أمر تحديد موقع هذه الاصطدامات بعيدَ المنال.

مشاركات القراء