قريباً: القرصنة البيولوجية تحت رقابة حكومية في أمريكا

اقرأ لهؤلاء

التكنولوجيا .. وثورة في العلاج الذاتي
لا شك أن التكنولوجيا الحديثة باتت تلعب دورا استراتجيا في تطوير الخدمات الصحية العالمية بصورة تشكل قفزات نوعية كبيرة بداية من الأبحاث المتعلقة بتطوير
	تكنولوجيا محاربة الفساد  .. وصبر الشعب
التعلم خطوة خطوة في ممارسة الديمقراطية هو أحد أهم مكتسبات الشعب المصري خلال السنوات الستة الماضية لاسيما بعد أن نجح
الشباب .. واستراتيجية قومية للإبداع
يدرك الجميع أن مصر واحدة من الدول التي وهبها الله قوة بشرية لا يستهان بها ، إذ إن 60 % من السكان في عمر الشباب أقل من 25 عاما
تحديد حقوق وواجبات الروبوتات
كما يقال، لا قيمة لشيء بدون إثبات وتوثيق ورقي، وفي خضم الضجة العالمية حول النتائج المحتملة لدخولنا ثورة صناعية من نوع جديد، يقودها
الأمن الفضائي .. والتنسيق العربي المطلوب " 1- 3 "
يشكل الأمن والاستقرار، وحماية حقوق الملكية الفكرية أحد أهم متطلبات عملية التنمية الاقتصادية وإقناع المستثمرين

أصدقاؤك يفضلون:

قريباً: القرصنة البيولوجية تحت رقابة حكومية في أمريكا

تُثبت الهندسة الوراثية يوماً بعد يوم أنها أداة متزايدة الفائدة وفعّالة في جوانب متعددة، ابتداءً من حماية الأنواع النباتية، وصولاً إلى مساعدة البشر في مقاومة الأمراض. فضلاً عن أن تسخيرها يزداد سهولة باطّراد، ويفسر ذلك ما نشهده اليوم من ظهور مجتمع متنامي من متخصصي الهندسية الوراثية الذين يعتمدون على جهودهم الفردية في هذا المجال. ويهتم العديد منهم بتحسين الأنواع الحيوانية لاستيلادها بصورة أفضل، إلا أن بعض المشككين يخشون من إمكانية أن يعمل عالمٌ ما من أصحاب النية الحسنة، وبمحض الصدفة، على إعداد عاملٍ مُمرضٍ قاتل في مختبره الخاص، أو أن يفتح الباب على ما يشبه جحيماً من المصائب الجينية.
لمعالجة هذه المخاوف، تتجه إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) نحو تنظيم أعمال من يُسمَّون بمهندسي الجينات المستقلين. وأصدرت مؤخراً مسوّدة مشروع بالتوجيهات التي تهدف إلى تنظيم الحيوانات ذات الحموض النووية الوراثية المعدّلة اصطناعياً. وأعد المسوّدة مركز طب الحيوانات التابع لإدارة الغذاء والدواء، ويغطي كافة الحيوانات المنتجة باستخدام أي تقنيات لتعديل المورثات أو الهندسة الوراثية.
ورد في المسوّدة: «تتعامل هذه التوجيهات مع الحيوانات المعدلة مورثاتها اصطناعياً، باستخدام التقنيات الجزيئية الحديثة، والتي قد تتضمن تغييرات تتابع الحمض النووي العشوائية أو المستهدفة، ويشمل ذلك إقحام النيوكليوتيدات واستبدالها وحذفها، أو أي تقنيات أخرى تحدث تغييرات محددة في مورثات الحيوان. تنطبق هذه التوجيهات على المورثات المعدلة اصطناعياً في الحيوان الأب الذي طُبقت عليه أول عملية تعديل، وكامل السلسلة الناتجة عنه من الحيوانات المتضمنة التعديل الوراثي.»

لم يستقبل اختصاصيو المورثات المنفردون هذه التوجيهات بالترحاب، وهذا متوقع. فمثلاً يستخدم القرصان البيولوجي ديفيد إيشي الهندسة الوراثية لتخليص الكلاب من كثير من الاضطرابات الموافقة لاستيلاد السلالات الأصيلة. وفي مقابلة مع موقع جيزمودو، قال إنه يعلم أن ما يفعله (الهواة) من أمثاله ينطوي على فائدة فعلية، بالإضافة إلى أنه ليس معقداً جداً ويقول: «إن الموضوع بسيط ومباشر. نطبق على الحيوانات جراحة جزيئية لإصلاح مورث مصاب يتسبب بانفجار مثاناتها، فتتمكن من إنجاب جيل صحي من الكلاب الدلماسية، ويتم القضاء على المرض بالاستيلاد خلال بضعة أعوام».
غير أن قواعد إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الجديدة تعوق متابعة جهود إيشي وزملائه من القراصنة البيولوجيين. ومن المسلّم به أن التوجيهات التي تقترحها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تسمح لهم بالاستمرار بالعمل في مختبراتهم الصغيرة، لكن يطلب منهم إخضاع منتجاتهم المعدلة وراثياً لتدقيق إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، بطريقة مشابه للتعامل مع الأدوية الجديدة. وعبر العلماء عن قلقهم من أن يُتاح هذا العمل في مجال الجينوم الحيواني فقط أمام الشركات الكبيرة التي تمتلك سيولة ضخمة، ما يقلل فرص تحقيق ابتكارات مفيدة. ويقول إيشي: «تهدف هذه التوجيهات إلى التحكم بمن يمكنه استخدام هذه التقنيات الجديدة ومقدار المال المطلوب لاستخدامها، وليس تقليل المخاطر.»
من ناحية أخرى، تقول إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إن ما تفعله لا يهدف إلى إعاقة عمل القراصنة البيولوجيين. مثلما ورد في تصريح نشره موقع جيزمودو: «لطالما بذلت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية جهوداً متواصلة لفهم حاجات أوساط المطوّرين بصورة أفضل، وأقامت العديد من النشاطات الهادفة لتقديم المساعدة في تنظيم عمل المؤسسات الصغيرة.»
لكن متخصصي المورثات الفرديين لا يعملون فوضوياً كيفما اتفق، بل يمارسون التنظيم الذاتي، ويلتزمون بأخلاقيات راسخة وسياسات سلامة لضمان عدم أذى الناس أو البيئة بتجاربهم. واليوم وبعد دخول إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في مجال الهندسة الوراثية ضمن المختبرات الفردية، لا يملك القراصنة البيولوجيون مثل إيشي إلا أن يشعروا بعدم الارتياح. يقول إيشي: «لو كان التعامل مع إدارة الغذاء والدواء الأمريكية سهلاً، لانخرطت المنظمات الصغيرة في هذا الجهد، لكنني لا أستطيع أن أدفع نصف مليون دولار بدل أتعاب خبير يساعدني في هذه العملية.»
هل يحدّ الذكاء الاصطناعي من الاختراعات البشرية الأخرى؟

تمثّل تقنية الذكاء الاصطناعي مجالاً ينمو بزخم متسارع، ويثير حماسة الناس بقدر ما يثير ذعرهم. ويبدو أن الفكرة الشائعة التي تسيطر على قصص الخيال العلمي - بأن تقنية الذكاء الاصطناعي ستطور ذكاءها، حتى يصل بالتدريج إلى مستويات الذكاء البشري، لتتفوق علينا في النهاية، تتحول اليوم سريعاً إلى واقع ملموس، وليست إلا مسألة وقت فحسب، حتى يتمكن الذكاء الاصطناعي الذي نبتكره، من أن يبتكر بدوره ذكاءً اصطناعياً يفوق قدراتنا.

وفقاً للدكتور بن جورتزل، عالم الروبوتيات ورئيس إحدى الشركات الخاصة ببرمجيات الذكاء الاصطناعي، فإنّه بمجرد حدوث ذلك، ستصبح الاختراعات البشرية خارج الخدمة. وبمجرد أن تصبح أجهزة الذكاء الاصطناعي قادرةً على تزويد البشر بالطعام والماء والمأوى وجميع الاحتياجات البشرية الأساسية الأخرى؛ عندها لن نجد بعد ذلك أشياء كثيرة لننجزها بأنفسنا. ويرى الدكتور جورتزل، أنَّ البعض ممن يسعون وراء مستويات أعلى من الوعي، قد يسعون نحو التحول إلى بشر خارقين (وهي نظرية محتملة، بسبب الاهتمام المتزايد بالتقنية الحيوية)، إلا أن ذلك سيشكّل نقطة تحول، تتفوق فيها التقنية ذاتها التي صنعناها بأيدينا على البشر.
ونُقل عن الدكتور جورتزيل تصريحاً قال فيه: «أمامنا كثير من العمل قبل الوصول إلى النقطة التي تنفجر عندها قدرات الذكاء، لكنني أظن وباحتمال معقول، أن بإمكاننا الوصول إلى تلك النقطة وأنا على قيد الحياة، وهو أمرٌ مشوق فعلاً.»

مشاركات القراء