تكنولوجيا جديدة للأرضيات تولد الكهرباء اعتماداً على خطواتك

اقرأ لهؤلاء

التكنولوجيا .. وثورة في العلاج الذاتي
لا شك أن التكنولوجيا الحديثة باتت تلعب دورا استراتجيا في تطوير الخدمات الصحية العالمية بصورة تشكل قفزات نوعية كبيرة بداية من الأبحاث المتعلقة بتطوير
	تكنولوجيا محاربة الفساد  .. وصبر الشعب
التعلم خطوة خطوة في ممارسة الديمقراطية هو أحد أهم مكتسبات الشعب المصري خلال السنوات الستة الماضية لاسيما بعد أن نجح
الشباب .. واستراتيجية قومية للإبداع
يدرك الجميع أن مصر واحدة من الدول التي وهبها الله قوة بشرية لا يستهان بها ، إذ إن 60 % من السكان في عمر الشباب أقل من 25 عاما
تحديد حقوق وواجبات الروبوتات
كما يقال، لا قيمة لشيء بدون إثبات وتوثيق ورقي، وفي خضم الضجة العالمية حول النتائج المحتملة لدخولنا ثورة صناعية من نوع جديد، يقودها
الأمن الفضائي .. والتنسيق العربي المطلوب " 1- 3 "
يشكل الأمن والاستقرار، وحماية حقوق الملكية الفكرية أحد أهم متطلبات عملية التنمية الاقتصادية وإقناع المستثمرين

أصدقاؤك يفضلون:

تكنولوجيا جديدة للأرضيات تولد الكهرباء اعتماداً على خطواتك

مستقبل الأرضيات

بدأت بيف جين - وهي شركة بريطانية للتقانة النظيفة - باتخاذ مقاربة إبداعية نحو الاستدامة، وذلك بتوليد الطاقة من شيء يقوم به أغلب الناس يومياً: المشي.

هذه التقنية، بشكل أساسي، هي عبارة عن نظام أرضيات قابل للتعديل ومتعدد المهام، مزود بجهاز بث لاسلكي، مما يسمح بالتقاط البيانات من كل بلاطة، إضافة إلى مولدات تقوم باستخلاص الطاقة الحركية من حركة المشي. قد يبدو هذا معقداً، ولكن طريقة عمله بسيطة: عندما يمشي الناس فوق هذه الأرضية، يسبب الضغط الناتج إزاحة المولدات عمودياً من مكانهاً الأساسي، ويؤدي إلى توليد طاقة حركية عبر التحريض الكهرطيسي، ويمكن لهذه الطاقة أن تستخدم للإضاءة أو أي شيء آخر.

باختصار، تقوم الشركة بتحويل الطاقة الحركية الناتجة عن خطواتك إلى كهرباء.

يلاحظ المدير التنفيذي لشركة بيف جين، لورنس كيمبال-كوك، في مقابلة مع مرصد المستقبل أن هذا العمل يمثل قطاعاً جديداً من توليد الطاقة، وهو ذو احتمالات كثيرة ومثيرة للاهتمام: "عندما يمشي الإنسان، فإنه يولد 5 واط من الطاقة باستمرار. أي أن كل شخص منا يمثل محطة توليد باستطاعة 5 واط. الآن، تخيل تأثير 10 أشخاص، أي 50 واط." قد لا يبدو هذا مقداراً كبيراً من الطاقة، ولكنه يكفي لتأمين الكهرباء لعدد من الاحتياجات. يمكن مثلاً استخدام هذه التقنية لإنارة الطرقات أثناء مشي المارة عليها، مما قد يقلل من نسبة حدوث الجرائم.

تقوم هذه التقنية بأكثر من مجرد توليد الكهرباء أثناء المشي على البلاط، كما قال كيمبال-كوك: "يمكن أيضاً تخزين الطاقة الناتجة عن المشي. لنقل مثلاً إنه يوجد 40,000 شخص يمرون في محطة القطار المركزية الكبرى في لندن كل ساعة، يمكن تخزين الطاقة الناتجة عنهم في بطاريات، وفي الليل، يتم استخدام هذه الطاقة، ويمكن أن نفعل هذا بشكل مثالي في أي مكان يمر فيه الكثير من الناس، مثل المجالس البلدية، ومحطات القطار، والمكاتب، والمدارس"

يمكن استخدام هذه التقنية أيضاً لتزويد أجهزة الراديو وغيرها من الأدوات بالكهرباء. وقد تم تصميم نظام الأرضيات هذا - والذي يعتمد حالياً على بلاطات مثلثة الشكل - حتى يمكنك إدماجه بسهولة في المساحات العامة، إضافة إلى تحقيق أعلى قيمة لاستخلاص وتوليد الطاقة. ويقال إن آخر إصدار من هذه التقانة أكثر فعالية، وقدرة على التحمل، كما أنه أكثر قدرة على توليد الطاقة بمقدار 200 ضعف من الإصدار الأولي، والذي تم تصميمه في 2009، ببلاطات مربعة الشكل.

كما ذكرنا سابقاً، فإن نظام V3 مناسب أكثر، من ناحية الاستخدام والتطبيق، للمناطق الحضرية ذات الكثافة العالية للمارة، ونظراً لتطور المدن وتوجهها أكثر نحو الطاقة النظيفة، يبدو هذا النظام ذا جاذبية خاصة لمن يبحثون عن خيارات أكثر استدامة في الطاقة، ويقول كيمبال-كوك إن هذا هو الهدف الأساسي لشركة بيف جين.

إن الاستدامة تتجاوز مجرد الاعتماد على الطاقة النووية. إنها تتمحور في الواقع حول طريقة تغيير تصرف الناس وتفكيرهم. يواجه الناس في نيويورك قرارات يومية: هل يستقلون سيارة أجرة، أم يركبون قطار الأنفاق، أو الباص؟ القرار لهم. ما نشتريه، وطريقة استخدامنا للطاقة، كلها قرارات نحتاج أن يبدأ المجتمع بالتفكير بها بجدية... وبالتالي، فإن جزءاً من أهدافنا يتمحور حول الربط بين المجتمعات، وجعل الناس يشعرون بالطاقة. عندما يقفز طفل على إحدى بلاطات بيف جين، فإن وجهه يشرق بالابتسامة، لأنه يرى فعلياً ما يحققه، ويرى الطاقة التي قام بتوليدها.

إذاً، نحن نحاول تغيير طريقة تفكير الناس بالاستدامة، لأنه حتى لو تمكنا من الاعتماد في المدينة على الطاقة النظيفة بشكل كامل، وإن كان الناس غير مبالين، سيستمرون بتوسيخ الشوارع... وسيستمرون بتجاهل البيئة التي يعيشون فيها.

يتابع كيمبال-كوك بتأكيده على أن هذه "الطاقة البشرية" قد تصبح يوماً ما مفيدة بقدر مصادر الطاقة النظيفة الأخرى الأكثر شعبية، ولكنه يقر بأن هذا قد يتطلب بعض الوقت: "ما نحاول تحقيقه يشبه ما فعلته الطاقة الشمسية على مدى السنوات السبعين الأخيرة. بيف جين تحتل موقع الريادة في مجال الطاقة الحركية، ولا توجد قواعد ثابتة في هذا المجال."

ويبدو أن هذه الطاقة البشرية بدأت تكتسب زخماً.

بعد أن ضمنت بيف جين تركيب نظامها في ويستفيلد، أضخم مركز للتسوق في أوروبا، تستعد الآن للتوسع نحو الولايات المتحدة، حيث تأمل بجذب المزيد من الاهتمام إلى أهمية الطاقات المتجددة. وفي وقت سابق من هذا الشهر، أطلقت بيف جين وترايبال بلانيت أول حفل استقبال (بسجادة حمراء) في سان فرانسيسكو.

يقول كيمبال-كوك إن هذه التطورات أتت كمحصلة تراكم لسنوات من العمل.

"لقد خصصتُ السنوات الخمس أو الست الأخيرة من حياتي لتحويل هذا المشروع إلى حقيقة واقعة، وقد بدأ أخيراً يكتسب زخماً كبيراً. فقد تم تركيب هذا النظام على مسافة قريبة من البيت الأبيض في منطقة دوبونت. وسيتم تركيبه في أكثر الشوارع التجارية ازدحاماً في لندن، قرب شارع أوكسفورد. كما يستم تركيبه أيضاً في مركز ويست فيلد للتبضع، وهو من أنشط أماكن البيع بالتجزئة في لندن، حيثُ يمر فيه 45 مليون شخص سنوياً. لقد دبت الحياة في أوصال عملنا الشاق ومنتجاتنا الجديدة، وبشكل مفاجئ."

مشاركات القراء