-
IT DATA تعلن عن منحة MCITP في مراكزها المعتمدة للطلبة والخريجين بتكلفة منخفضة
-
الفيسبوكبون يشنون هجوم الكترونيا على موقع توفيق عكاشة
-
اشترك في مسابقة 2012 جنيه دهب من " موبينيل " واكسب جنيهات ذهبيةيومياً واسبوعياً وشهرياً
-
كيونت تطرح "بيور هوم" لمواجهة تلوث مياه الشرب فى مصر بعد الثورة
-
فى مذكرة ل شرف : سكان مدينة العبور يطالبون بنقلهم اداريا لمحافظة القاهرة
-
ب 5000 دولار : "امراة الية " لاقامة علاقات عاطفية مع الرجل
-
من ابناء القطاع : 3 مرشحين لتولى منصب وزير الاتصالات
-
اقبال كبير على التعليم الالكترونى فى مصر لقدرته على ايصال المعلومة اسرع وأقل تكلفة
-
"فودافون" تنفى القبض على 3 من موظفيها لبيعهم كروت بأسعار مخالفة للتسعيرة.. وتبحث تعديل عرض "الكارت كارتين" بما يتوافق مع مصلحة عملائها
-
"Hitech4all.com"يفوز بجائزة ثقافة الجودة بالإعلام العربي من جامعة حمدان بن محمد الإلكترونية
اقرأ لهؤلاء
أصدقاؤك يفضلون:
تقنية " بروكسيمى " قفزة نوعية في تطوير خدمات العلاج عن بعد في منطقة الشرق الأوسط
خاص : رويترز
اخترق جهازا كمبيوتر لوحيان وكاميرتان متناهيتا الدقة حصارا مفروضا منذ عشر سنوات على قطاع غزة حيث نقلت تقنية علمية جديدة لطاقم طبي في القطاع الفلسطيني يد جراح لبناني وخبرته عبر الحدود ليستعين بها زميل له في غرفة عمليات تبعد مئات الكيلومترات.
ويشرح الدكتور غسان أبو ستة ـ رئيس قسم جراحة الترميم في مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت التقنية بقوله "المهم في هذه التكنولوجيا أنها قادرة على أن توفر في الأماكن- حيث لا مياه ولا كهرباء - الخبرات الطبية اللازمة عبر الإنترنت والأقمار الاصطناعية."
واستخدمت تقنية بروكسيمي (Proximie) للمرة الأولى في لبنان والمنطقة في مطلع الأسبوع في إرشاد الطبيب حافظ أبو خوصة في غرفة عمليات في مستشفى العودة في قطاع غزة إلى الخطوات الدقيقة التي يتعين عليه اتباعها في ترميم يد مريض تعاني من تشوه خلقي أدى إلى قصر المسافة بين الإبهام والسبابة وأفقدها القدرة على الإمساك بالأشياء بطريقة صحيحة.
ومن غرفة اجتماعات عادية مكتظة بالمتفرجين في مستشفى الجامعة الأمريكية رسم أبو ستة بقلمه على يد المريض البادية أمامه على شاشة الجهاز اللوحي الشق الذي يتعين على أبو خوصة إحداثه لإطالة المسافة بين الإصبعين دون المس بأعصابهما بينما كانا يتشاوران مباشرة حول عمق الشق الجراحي المطلوب وطريقة لأم الجرح بعد الانتهاء من العملية.
وخلال العملية التي استغرقت نصف ساعة تقريبا كانت الجراحة الترميمية نادين حشاش حرم مبتكرة فكرة "بروكسيمي" ومهندس البرمجيات طلال علي أحمد الذي حولها إلى حقيقة يواكبان التفاصيل وسير الخطوات تفاديا لأي انقطاع في التواصل بين الطرفين.
وشرحت حرم نشأة الفكرة بالقول "قبل عامين دعونا جراحين من العراق واليمن وسوريا لنعلمهم كيفية إجراء عمليات معينة وتطوير قدراتهم لكن لم يتمكن أحد من الحضور بسبب الأوضاع في المنطقة فشعرنا أن فرصة ثمينة قد ضاعت هباء ولم نتمكن من مساعدتهم."
وأضافت "من هنا فكرنا في تقنية جديدة يمكن أن تفيد الجراحين وتملأ هذه الفجوة في التواصل معهم فخرجت فكرة برنامج بروكسيمي فطورتها بالتعاون مع الزميل طلال وباتت الآن مستخدمة في الأمريكيتين وبريطانيا وفيتنام وها هي تطبق في الجامعة الأمريكية لمساعدة غزة وإن شاء الله تتطور لتستخدم في المنطقة بأكملها."
ومضت حرم في الحديث بحماس عن التقنية العابرة للصراعات والحدود قائلة "ما يميز بروكسيمي أنها يمكن أن تستخدم في كثير من المجالات.. في الحرب والجراحات الميدانية وفي المستشفيات التي تعاني نقصا في الكادر الطبي وتحتاج لآراء استشارية ومع طلاب كليات الطب الذين سيتمكنون بفضلها من التعلم بشكل مباشر."
وأشارت إلى أن منظمات دولية مثل أطباء بلا حدود والصليب الأحمر أبدت اهتمامها بهذه التقنية وتتفاوض مع المعنيين لبدء اعتمادها نظرا لما يحدث في المنطقة.
ومن الناحية التقنية أكد أحمد أن ضعف الإنترنت في أي منطقة لا يؤثر على الإطلاق على القدرة على التواصل إذ يمكن تعديل حجم الشاشة التي يظهر عليها مكان الجراحة ليتلاءم مع الظروف المتوافرة.
نقل الخبرة
من جهته أوضح أبو ستة أن "أهمية هذا البرنامج هي في عدم اعتماده على أكثر من جهاز لوحي موجود في مستشفى المتلقي للاستشارة. وهذا يعني أننا في المستشفيات المتقدمة تقنيا يمكن أن نقدم للمستشفيات الميدانية أو المستشفيات الأخرى في مناطق الصراع.. حيث الإنترنت ضعيف.. خبراتنا أن ندعم الطواقم الجراحية التي تجد نفسها أمام عمليات لا خبرة لها بها."
وأشار إلى أن أهميته مع قطاع غزة تحديدا في ظل الحصار المفروض عليه هو "توفير التواصل بين الأطباء في القطاع وزملائهم خارجه بسبب عدم قدرتهم على مغادرة منطقتهم وبالتالي فإن جزءا من أهمية هذا البرنامج تكمن في تقديم الدعم من ناحية التواصل رغم الحصار إلى أن تنتهي الأزمة ويقدرون على التنقل ليمارسوا ما يقوم به أي طبيب وهو التطوير المستمر للقدرات الطبية."
وفرضت إسرائيل حصارا على قطاع غزة عام 2006 وجرى تشديده بعد أن سيطرت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) على القطاع عام 2007.
التكنولوجيا جزء من الحل
ومن غزة قال أبو خوصة لرويترز عبر الهاتف "المشكلة عندنا تكمن في الافتقار إلى الخبرات. وعبر هذه التقنية بات يمكن مثلا ربط مستشفى الشفاء في غزة مع مستشفى جامعة النجاح في نابلس.. وممكن أن يقوم الجراح وهو في بيته بتوجيه الطاقم الطبي في غرفة العمليات."
أضاف ممكن أن تساهم هذه الطريقة أيضا في علاج بعض الحالات الصعبة الموجودة وحتى نبدأ في تعميمها يجب أن ندرب الطاقم الطبي بمشاركة أطباء من الخارج .. لتتم الاستعانة لاحقا بالخبراء في أي مكان للمساهمة في علاج هذه الحالات."
ومضى يقول "في الوضع الذي نعيشه في غزة يمكن أن تحل هذه التقنية جزءا من المشكلة التي نعانيها" في إشارة إلى صعوبة مغادرة القطاع وحضور المؤتمرات والاطلاع على الجديد في عالم الطب.
ويعاني المجال الصحي في قطاع غزة مثل غيره من المجالات تدهورا كبيرا جراء الحصار وبعد حروب متتالية باتت الحاجة إلى الخبرات والمهارات الخارجية أكثر إلحاحا.
معوقات إسرائيلية
وقال عمر النصر المتحدث باسم وزارة الصحة بالسلطة الفلسطينية لرويترز إن الإجراءات الإسرائيلية تعوق عمليات التحويل الطبية التي تجري عبر منفد واحد من قطاع غزة. وأضاف "بكل تأكيد قطاع غزة يخضع لحصار جائر يؤثر على كل نواحي الحياة ومن ضمنها الوضع الصحي."
وسلط النصر الضوء على صعوبة خروج الأطباء من القطاع نظرا للحصار وقال "هناك صعوبة في تنظيم دورات الأطباء أو العاملين في القطاع الصحي خارج قطاع غزة."
وأضاف "نجحنا في إرسال بعض الأطباء إلى دورات ومؤتمرات علمية في الخارج لكنها قلة وعددهم غير كاف. ربما تسهل هذه التقنية إجراء بعض الجراحات المعقدة فنحن بحاجة إلى خبرات خارجية.. كما أنها مهمة في اكتساب الخبرات سواء من الأطباء العرب أوالأجانب حتى نستطيع التخفيف جزئيا عن المرضى خاصة في قطاع غزة."
ويعاني كثير من سكان غزة من إصابات تحتاج إلى متابعة أو ترميم جراء الحروب المتتالية التي شهدها القطاع.
وربما لا تستطيع التقنية الطبية الجديدة أن تذلل كل المصاعب أو تلين مواقف حكومات وجيوش في مناطق النزاع والحصار لكنها قد تكون الملاذ الأخير في ظروف مستحيلة ليتحايل الأطباء من أجل إنقاذ جريح أو مريض بمشرط جراحي يمسك به زميل لهم في مكان ما من العالم ليخط على جهاز لوحي رسما قد يمنح الكثيرين حياة جديدة.