تطبيق تكنولوجيا الحوسبة السحابية في كافة المجالات يدعم الابداع

القيمة الحقيقية للحوسبة السحابية بالنسبة لقادة أفريقيا وروادها تكمن في فاعليتها التي لا مثيل لها كمنظومة فريدة تشجع على التطوير والابداع السريع بشكل جديد وغير مسبوق. الحوسبة السحابية تقدم لجموع المبدعين المبتدئين–من كل الفئات سواء كانوا مطورين أو أصحاب مبادرات أو رواد مشرعات كبيرة أو باحثين-الفرصة من أجل تطوير واختبار حلولهم في وقت أقل وبطريقة فعالة من حيث التكلفة مقارنة بعملية اختبار الحلول وتطويرها فيما سبق. عن طريق تطبيق " أفكارهم الفريدة " على شبكات و أنظمة الحوسبة السحابية, لن يتمكن فقط هؤلاء المتطلعين المبدعين سواء كانوا أفراد أو شركات من تطوير حلولهم بشكل أكثر فاعلية بل سيتمكنون أيضاً من تعديل تلك الحلول بصورة أسرع و أكثر احترافية لتلبي كافة المتطلبات –السرعة في تطوير الحلول و التطبيقات تعد عامل غاية في الأهمية و الذي سيسمح لقارة أفريقيا بالظهور على الساحة العالمية.
سواء في أفريقيا أو على مستوى العالم فإن الحوسبة السحابية ستحدث طفرة كبيرة لتجعلنا على وشك تغيير كل شيء حولنا سواء في العمل أو الاتصالات أو في كيفية حل مشكلاتنا فهي تقدم فرص كثيرة وفريدة لكافة الشركات والمؤسسات لاختراق الأسواق العالمية.الأبحاث التي أجرتها منظمة IDC تشير إلى أن الأرباح التي تعود من إبداعات وتطوير التطبيقات والحلول باستخدام الحوسبة السحابية قد تصل إلى 1.1 تريليون دولار سنوياً في عام 2015. لقد وفرت الحوسبة السحابية فرص مذهلة أمام مطوري البرمجيات في عالم الإبداع من خلال تذليل العقبات التي تواجه الشركات الصغيرة وأصحاب المبادرات وتوفير إمكانيات مذهلة بدون تكاليف باهظة. لا يستطيع أي شخص أن يتنبأ بالشكل الذي ستتخذه تلك الإبداعات لكن من المؤكد أنها ستكون محورية بالنسبة للشركات الأفريقية المبتدئة التي تتطلع لتحقيق نجاح على المستوى للعالمي.
الخصائص الأساسية للحوسبة السحابية تجعلها قادرة على دعم كافة أنواع وأشكال الإبداعات من حلول و تطبيقات. من خلال تقديم طاقة حوسبية فعالة من حيث التكلفة وسرعة وسهلة ولا تعتمد على أجهزة خادم ثابته أو أي أصول أو أجهزة تكنولوجيا المعلومات التقليدية، الحوسبة السحابية تقدم للمبدعين سواء كانوا أفراد أو شركات منظومة من السهل جداً أن تطبق عليه إبداعاتهم و حلولهم التي يقوموا بتطويرها و التوسع فيها. نموذج"distributed computing" الذي تعتمد عليه الحوسبة السحابية في الحقيقة يعد مثالي للشركات المبتدئة و مطوري البرمجيات و أصحاب المبادرات :حيث توفر لهم إمكانية استخدام أفضل بنية تحتية لتكنولوجيا المعلومات و تسمح لهم بتطوير و تحسين منتجاتهم و حلولهم في الوقت الحقيقي وذلك بدون إلزامهم بشراء أي أصول رأسمالية أو أي تكاليف أخرى. والذي يعد مناسب جداً للشركات الصغيرة وأصحاب المبادرات الناشئة في أفريقيا و التي تفتقر معظمها لتأسيس أو حتى إمكانية استخدام بنية تحتية قوية لتكنولوجيا المعلومات و يعتمد عليها كأي شركات مماثلة لهم في أي مكان في العالم.
فقط بإستخدام الحوسبة السحابية ستتمكن مجتمعات تكنولوجيا المعلومات الإبداعية بإفريقيا من الوصول لتشكيل منصة تكنولوجية إبداعية مماثلة لـ”Silicon valley” الذي يقع في أمريكا او أي مركز من مراكز تكنولوجيا المعلومات الرائدة في العالم .على مطوري البرامج بإستخدام الحوسبة السحابية كأكبر منصة لتدعم كافة مجالات تكنولوجيا المعلومات من الأجهزة المتنقلةو الإعلام الاجتماعي و كم البيانات الضخم و الكثير من المجالات التكنولوجية الأخرى التي قامت بالفعل بتشكيل مستقبل القارة التجاري و الاجتماعي.
تطبيقات الموبايل مثل M-PESA على سبيل المثال : تعتمد على الحوسبة السحابية لتوفير خدماتها لأجهزة المستخدمين :M-PESA شهد ثمانية ملايين عميل- و الذي يمثل أكثر من 40% من تعداد سكان البالغين في كينيا –التي بدأت في إستخدام الحوسبة السحابية منذ عام واحد فقط. على أصحاب المبادرات إدراك أن تطوير الحلول "للحوسبة السحابية" ليست الوسيلة الوحيدة فقط بل أيضاً توجد في الحوسبة السحابية : تحليل كم البيانات الضخمة و الذي تعطيه الحوسبة السحابية قيمة تجارية على سبيل المثال من الممكن أن يحدد المنتجات و الشبكات الأكثر فاعلية.
تم تطوير حل يسمى TwendeTwende أو "Let’s Go" بالسواحلي باستخدام منظومة الحوسبة السحابية ذات المصدر المفتوح في معمل IBM الذ تم إفتتاحه حديثاً بأفريقيا ذلك التطبيق الذي يقوم بإجراء تحليلات و لوغاريتمات معقدة باستخدام الحوسبة السحابية من أجل استقراء و تحليل الحركة المرورية باستخدام البيانات التي تحصل عليها من 36 كاميرا من كاميرات المراقبة CCTV Cameras.العمليات الحسابية المعقدة التي يتطلبها تطبيق هذا الحل ليست متوفرة تجاريا على جهاز تكنولوجي بعينه و لا يمكن إرسال معلومات عن الحالة المرورية في الوقت الحقيقي إلى أجهزة المحمول سواء الذكية أو العادية الخاصة بالمستخدمين بدون الإستعانة ببنية تحتية قوية مثل التي تقدمها الحوسبة السحابية.و حينما قرر مطوري برنامج TwendeTwende تطبيق هذا الحل في العديد من المدن –في أفريقيا و على مستوى العالم-تمكنوا بالفعل من تحقيق غرضهم باستخدام الإمكانيات التي توفرها الحوسبة السحابية لتلبية متطلباتهم و بدون الحاجة لإضافة أي تعديلات لنموذج عملهم أو أي مصروفات إضافية التي كان من شأنها بالطبع تعطيل عملية التوسع التي رغبوا في تنفيذها.