سنودن للبرازيليين: تجسس الاتصالات اقوى اساليب انتهاك حقوق الانسان

كَتب إدوارد سنودن صاحب التسريبات التي هزت العالم عن برنامج التجسس الأمريكي على الاتصالات خطاب مفتوح للمسئولين البرازيليين نشرته صحيفة فولها دي ساوباولو.
يطالب سنودن الحكومة البرازيلية اعطائه اللجوء السياسي ويعرض خدماته لمساعدة أمريكا الاتينية على مكافحة تجسس الولايات المتحدة. ويشير إلى فضيحتين اثاراتا حفيظة المواطن البرازيلي: التجسس على ديلما روسيف رئيسة البلاد واختراق معلومات شركة النفط الوطنية بتروبراس. ويسخر من إجابة الإدارة الأمريكية بأن التجسس كان "لحماية المصالح والمؤسسات البرازيلية".
ويقول سنودن أن: "هذه الرقابة أكبر انتهاكات حقوق الإنسان في عصرنا هاذا". ويضيف: "تلك الممارسات ألغت حق الإنسان في خصوصية حياته لمراقبته بشكل مستمر دون الاستئذان من تلك الشعوب، بما فيها الشعب الأمريكي".
ويحاول سنودن رسم صورة مألوفة للبرازيليين في مقاله قائلا: "عندما تتنزهون في ساوباولو بهاتفكم المحمول يمكن لوكالة الأمن القومي تتبعكم وهي تفعل ذلك 5 مليار مرة في اليوم. وعندما يدخل أحد سكان فلوريانوبوليس على موقع تقوم بتسجيل كل ما يفعله. وعندما تتصل إحدى أمهات بورتو اليجري بابنها قبل اختبار تسجل مكالماتها لخمسة سنوات".
ويضيف أن الوكالة تحتفظ بأدلة عن العلاقات الغير شرعية واستخدام المواد الإباحية لتبتز وتشهر بها كل من يقف في طريقها.
ويشير إلى القوة الاقتصادية المتصاعدة للبرازيل مؤكدا أن التجسس عليه ليس بهدف مكافحة الإرهاب و إنما للتجسس الاقتصادي والتحكم في الرأي العام والتلاعب الدبلوماسي.
ويطالب سنودن الحكومة البرازيلية اعطائه حماية اللجؤ السياسي كي يساعدها على حماية معلوماتها. ويشير إلى أن الكثير من نواب البرلمان البرازيلي إتصلوا به بالفعل لمساعدتهم في تحقيقات عن التجسس. ويقول "لقد فقدت وطني لكني لن أفقد صوتي" متذكرا إجبار الولايات المتحدة طائرة الرئيس البوليفي إيفو مرالس على الهبوط كي لا يتمكن من تهريبه إلى أمريكا اللاتينية.
والجدير بالذكر أن رئيسة البرازيل ديلما روسيف أعربت عن غضب شديد عند اكتشف التجسس على مكالماتها من الجانب الأمريكي وأمرت بدراسة كيفية تأمين المعلومات في بلادها. لكن قد لا يجد سنودن ردا على نداءه حيث أن السياسة البرازيلية مع الولايات المتحدة منذ تولي الرئيس لولا دا سيلفا (وهو عراب ديلما روسيف) تعتمد على مبدأ الندية دون الصدام.