يقدّر الباحثون أن هناك ما قد يصل إلى تريليون نوع يستوطن الكرة الأرضية، ويتم اكتشاف المزيد كل عام. ومن بين الأماكن التي قصدها العلماء للبحث عن أنواع جديدة غير موثقة، كانت منطقة ميكونغ الكبرى (GMS) وذلك لسبب وجيه جداً، حيثُ تُعدّ المنطقة التي تمتد على مساحة 2.6 مليون كيلومتر مربع (1 مليون ميل مربع) منجماً بيولوجياً.
وتجد العديد من الأنواع النادرة والمهدّدة بالانقراض ملاذاً ضمن النظام البيئي المحيط بالنهر، والذي يمتدّ على ست دول (كمبوديا والصين ولاوس وميانمار وتايلاند وفيتنام)، ويضمّ أربعة من أصل ستة من أكبر أسماك المياه العذبة على كوكب الأرض، كما أنه أكبر مصائد الأسماك الداخلية في العالم، بقدرة إنتاج ما قيمته 3 مليارات دولار أمريكي من الأسماك سنوياً، وذلك وفقاً للصندوق العالمي لدعم الحياة البرية.
ويذكر بأنه قد تمّ بين عامي 1997 و2015 العثور على 2409 أنواع جديدة في المنطقة، كما يتم هناك اكتشاف نوعين جديدين تقريباً كل أسبوع. وأسفرت في العام الماضي إحدى الدراسات للمنطقة عن اكتشاف 163 نوعاً جديداً، بما فيها الأفعى ذات رأس قوس قزح، والسحلية التي تشبه التنين، والسمندل المائي الذي يشبه إلى حدّ بعيد شخصية كلنغون من مسلسل "ستار تريك" والذي تم تسميته باسم سمندل كلنغون المائي. وتتكون المجموعة الجديدة من 9 حيوانات برمائية و11 سمكة و14 زاحفاً و126 نبتة و3 حيوانات ثدية.
في عام 1992، قام بنك التنمية الآسيوي (ADB) بالمساعدة في ترسيخ برنامج للتعاون الاقتصادي دون الإقليمي بين دول منطقة الميكونغ في محاولة لتنفيذ المشاريع ذات الأولوية في قطاعات مختلفة، بما في ذلك الحفاظ على البيئة. وعلى الرغم من ذلك، فإن منطقة الميكونغ الكبرى تعدّ معرّضة لتهديد التنمية الصناعية، حيث إن ورقة بيانات مشروع بنك التنمية الآسيوي لممرات حفظ التنوع البيولوجي في منطقة الميكونغ الكبرى - والذي يؤيد الحفاظ على أراضي الغابات - لا يرد فيها سوى ثلاث دول فقط كمشاركين من بين الدول الست لمنطقة الميكونغ الكبرى، وهي كمبوديا ولاوس وفيتنام.
كما أصبح الصيد غير المشروع وإزالة الأحراج وقطع الأشجار بصورة غير قانونية متفشياً، بالإضافة إلى التدهور الناجم عن تغير المناخ. ووفقاً لمنظمة الحفظ الدولية، فإن هناك أكثر من مئة سدّ يتم التخطيط له أو يجري بناؤه بالفعل في الوقت الراهن، وذلك حتى في الدول المشاركة في مشروع الممرات لبنك التنمية الآسيوي. وتقول منظمة الحفظ الدولية: "إنه مكان رائع، ونحن نعتمد عليه. ولكننا أيضاً نقوم بتغييره، وليس دائماً نحو الأفضل".
وفي حين يعدّ كوكبنا في الوقت الحالي في خضم الحدث السادس من الانقراض الجماعي، إلا أنه يجب علينا أن نفعل ما في وسعنا لضمان بقاء المناطق ذات التنوع البيولوجي مثل منطقة الميكونغ الكبرى لأطول فترة ممكنة، وإن لم يكن من أجل نظامنا البيئي، فمن أجل البشرية. ومن الجدير بالذكر أن أحد هذه الأنواع التي اكتشفناها هناك قد يكون الأساس في حل بعض المشاكل مثل السرطان أو البكتريا المقاومة للمضادات الحيوية.