دراسه :البكتيريا المغناطيسية الأساس في استهداف الأورام

اقرأ لهؤلاء

التكنولوجيا .. وثورة في العلاج الذاتي
لا شك أن التكنولوجيا الحديثة باتت تلعب دورا استراتجيا في تطوير الخدمات الصحية العالمية بصورة تشكل قفزات نوعية كبيرة بداية من الأبحاث المتعلقة بتطوير
	تكنولوجيا محاربة الفساد  .. وصبر الشعب
التعلم خطوة خطوة في ممارسة الديمقراطية هو أحد أهم مكتسبات الشعب المصري خلال السنوات الستة الماضية لاسيما بعد أن نجح
الشباب .. واستراتيجية قومية للإبداع
يدرك الجميع أن مصر واحدة من الدول التي وهبها الله قوة بشرية لا يستهان بها ، إذ إن 60 % من السكان في عمر الشباب أقل من 25 عاما
تحديد حقوق وواجبات الروبوتات
كما يقال، لا قيمة لشيء بدون إثبات وتوثيق ورقي، وفي خضم الضجة العالمية حول النتائج المحتملة لدخولنا ثورة صناعية من نوع جديد، يقودها
الأمن الفضائي .. والتنسيق العربي المطلوب " 1- 3 "
يشكل الأمن والاستقرار، وحماية حقوق الملكية الفكرية أحد أهم متطلبات عملية التنمية الاقتصادية وإقناع المستثمرين

أصدقاؤك يفضلون:

دراسه :البكتيريا المغناطيسية الأساس في استهداف الأورام

استخدم الباحثون البكتيريا التي تتحرّك باتجاه الحقول المغناطيسية لاستهداف الأورام مباشرة بالأدوية القاتلة للسرطان، ويذكر أن علاج الأورام قد يكون صعباً للغاية، لأنه يجب استهداف الخلايا داخلها بطريقة مختلفة عن الخلايا السطحية، وذلك لأن المنطقة داخل الورم منخفضة الأكسجين، ما يعني أن الاستقلاب الغذائي لهذه الخلايا الداخلية مختلف جداً عنه في الخلايا السطحية التي تتكاثر بشكل سريع.

وقد استخدم الباحثون من جامعة مونتريال وجامعة ماكغيل وبوليتكنيك مونتريال في كندا أحد أنواع البيكتريا المغناطيسية (أو البكتيريا الانجذابية المغناطيسية) لمحاولة معالجة هذه المشكلة، ولا تتحرك هذه الجراثيم المغناطيسية باتجاه الحقول المغناطيسية فقط، لكنها تميل أيضاً للانتقال باتجاه الأوساط ذات التركيز المنخفض من الأكسجين. حيث تغلغلت 55% من هذه البكتيريا ضمن المناطق منخفضة الأكسجين للورم عندما قام الباحثون باستخدام حقل مغناطيسي صغير موجّه بواسطة الكمبيوتر.

ويوضّح سيلفين مارتيل، وهو من بوليتكنيك مونتريال ورئيس فريق البحث: "كانت هذه الحشود من العوامل الروبوتية النانوية مؤلفة من أكثر من 100 مليون من البكتيريا السوطية، وبالتالي ذاتيّة الدفع، كما كانت محمّلة بالأدوية التي تتحرك من خلال أكثر الطرق استقامة بين مكان حقن الدواء والمنطقة المراد علاجها في الجسم. كما كانت القوة الدافعة للدواء كافية للتنقّل بكفاءة والدخول عميقاً ضمن الأورام."

وقام الباحثون بتزويد إحدى أنواع البكتيريا الانجذابية المغناطيسية التي تدعى "MC-1" بالأدوية القاتلة للسرطان، ثم قاموا بحقنها في المنطقة المجاورة للأورام عند 20 فأراً مصاباً بالسرطان، وتستخدم هذه البيكتريا التي تحمل كبسولات دوائية صغيرة تدعى الجسيمات الشحمية، حقلاً مغناطيسياً لتوجيه نفسها إلى لبّ الورم.

وقد صرّح سيلفين مارتل لمجلة ناشونال بوست: "نقوم أولاً بإنتاج حقل مغناطيسي ضعيف موّجه نحو الورم لتوجيه البكتيريا المزوّدة بالأدوية وجعلها تتحرك باتجاه الورم، وتدعى هذه العملية بالانجذاب المغناطيسي، وبمجرد دخولها إلى الورم واقترابها بشكل كافٍ من المناطق ناقصة الأكسجين، نقوم بإزالة الحقل المغناطيسي لنسمح للبكتيريا باستخدام مشعراتها الداخلية للأكسجين وتتبّع تدرّج الأكسجين المتناقص في الورم حتى يصبح مستوى الأكسجين 0.5%."

ويذكر أن هناك تقنيات مشابهة كانت فعّالة في السابق، عندما كان العلماء يتطلعون إلى مجموعة من الجزيئات النانوية لتقليل سميّة العلاج الكيميائي.

وتكمن الفكرة في أنه إن كان بالإمكان استهداف خلايا الورم، فلن يضطر المريض إلى الخضوع للاستئصال الجراحي للورم، كما يحدّ ذلك من كمية العلاج الكيميائي اللازم. ويعدّ استخدام البكتيريا الانجذابية المغناطيسية طريقة جديدة لاستهداف هذه الخلايا الورمية.

ويقول سيلفين مارتيل: "إن الاحتمالات كبيرة جداً، حيث إن جميع العوامل العلاجية للأورام الصلبة تشترك في نفس المشكلة، وهي الإيصال الفعّال إلى منطقة العلاج، فالعلاج الكيميائي الذي يعدّ ساماً جداً لجسم الإنسان بأكمله، يمكنه الاستفادة من هذه الروبوتات النانوية الطبيعية لنقل الأدوية مباشرة إلى المنطقة المستهدفة، وبالتالي القضاء على الآثار الجانبية الضارة، وبنفس الوقت تعزيز فعاليته العلاجية."

وكما ذكر سابقاً فقد أثبت هذا البحث نجاحه عند الفئران فقط، ولا يزال الطريق طويلاً قبل إجراء التجارب السريرية على البشر، كما أنه لن يعالج مشاكل جميع أنواع السرطانات.

وسيحتاج الأطباء أيضاً إلى معرفة المكان التقريبي للورم ، ليتمكنوا من توجيه البكتيريا إليه، ولن يكون بالإمكان استهداف أية أورام ثانوية وصغيرة جداً بحيث لا يمكن تمييزها، ولكن عند التفكير بمدى صعوبة وأذيّة العلاجات الحالية للسرطان، فإننا نتطلع إلى رؤية المزيد من هذه التقنيات الجديدة أثناء تطبيقها.

مشاركات القراء