طريقة مبتكرة للقضاء على البعوض: إنتاجه (وإطلاقه) بمعدل المليونين اسبوعياً

يتمحور التعامل مع فيروس زيكا في أغلب الأحيان حول صنع لقاحات للوقاية ضد الفيروس، ولكن ماذا لو تركزت الجهود على الطرف الآخر من السلسلة، مصدر الفيروس: البعوض؟ على ما يبدو، هذا ما نفعله بالضبط، حيث يقوم العلماء بإنتاج البعوض في المخبر وإطلاقه في الجو، بمعدل مليونين أسبوعياً.

هذا ما يقوم به علماء في الصين وبلدان أخرى بهدف الحد من هذه الحشرات الطفيلية المزعجة، وربما القضاء عليها، وذلك بإطلاق ذكور بعوض يؤدي تلقيحها للبيوض إلى عدمتفقيسها.

على ما يبدو، فإن تطعيم ذكور البعوض البالغة ببكتيريا وولباكيا وإطلاقها في الجو يؤدي إلى انتقال العدوى إلى الإناث، فتضع الإناث بيوضاً لا تفقس. يستهدف العلماء بهذه العملية بعوضة آيديس ألبوبيكتوس، أخطر بعوضة في العالم والمسؤولة عن نشر زيكا، دينجي (أحد أنواع الحمى الاستوائية) والحمى الصفراء حول العالم.

بدأ العلماء من مركز مراقبة الكائنات ناقلة الأمراض الاستوائية في غوانغزو، الصين، بإطلاق البعوض في الجزر القريبة منذ أربع سنوات حتى الآن، وقد حققوا نسبة إبادة تصل إلى 99%.

لإنتاج هذا البعوض، يتم أولاً حقن البيوض بالبكتيريا، وما أن تفقس، يقوم المخبريون بفصل الذكور عن الإناث الأكبر حجماً، ومن ثم يقضى على الإناث ويترك الذكور حتى وصولهم إلى الطور الانتقالي، وبعد أسبوعين، ينقلون الذكور في طورهم الانتقالي إلى أقفاص، حيث يتم تغذيتهم بدم الحيوانات.

ما أن يصل الذكور إلى مرحلة البلوغ، يتم أخذهم في أوعية مختومة إلى جزيرتي شازاي وداداو، وإطلاقهم في الهواء.

تقوم العديد من الفرق حول العالم بتقليد هذا الأسلوب، أي إنتاج بعوض يتسبب بتقليل أعداده. وهناك باحثون في كينتاكي وأستراليا يقومون بعمل مشابه أيضاً. إنه في الواقع حل صديق للبيئة، ولا يثير الجدل بقدر البعوض المعدل جينياً.