إجازات الفضاء، الخيال العلمي يصبح حقيقة بفضل تعاون جديد

نحن على وشك استعمار الفضاء حرفياً بعد الإعلان الأخير الذي صدر في ندوة الفضاء الثانية والثلاثون والذي تضمّن عقد شراكة بين شركتي بيغلو أيروسبيس و يونايتد لانش ألينس.
ينص الاتفاق على تسليم شركة بيجلو أيروسبيس اثنين من وحداتها السكنية القابلة للنفخ (بي 330) إلى شركة يونايتد لانش ألينس كي تطلقها إلى المدار الأرضي المنخفض (LEO) بحلول العام 2020.
لقد كانا يومين عظيمين بالنسبة لشركة بيغلو أيروسبيس. حيث تم إطلاق نموذجها بيم (BEAM) بنجاح إلى محطة الفضاء الدولية الجمعة الماضية وذلك بعد سنوات طويلة من العمل على وحداتها السكنية القابلة للنفخ. ومن الجدير بالذكر أن كفاءة تصميم تلك الوحدات وانخفاض تكلفتها سيساعد في تغيير وجهة نظرنا عن رحلات الفضاء، بل سيسهل مهمة السفر بين الكواكب.
يبلغ الحجم الداخلي لوحدة بي 330، وهي من أفكار مشروع وكالة ناسا الفضائية ترنس هاب (TransHab)، حوالي 330 متراً مكعباً (أي 12,000 قدماً مكعباً). كما ويبلغ طولها 17.3 متر (أي 57 قدماً) ويمكنها استيعاب ستة أفراد.
واستعمالاتها متنوعة بالتأكيد، حيث يمكن استعمالها كفنادق مخصصة للمدار الأرضي المنخفض (كما في فلم أوديسيا الفضاء 2001)، أو كوحدة بحث مفردة أو مزدوجة، كما يمكن دمجها لتشكيل هياكل أكبر خاصة بالمدار الأرضي المنخفض، أو القمر، أو محطات الفضاء المريخية، أو لتوسيع حجم الوحدات السكنية لتلائم البعثات الفضائية المأهولة بين الكوكب.
لم يتم الاتفاق على التفاصيل الدقيقة للمواقع المدارية الخاصة بوحدتي بي 330 (المعروفة تجارياً باسم إكسبيس)(XBASE) بمعنى تحسينات بيغلو الفضائية المتقدمة القابلة للتمدد (Expandable Bigelow Advanced Space Enhancement)، حتى الآن. وهي بانتظار موافقة وكالة ناسا الفضائية لكي يتم إرسالها على متن محطة الفضاء الدولية. سيوسع ذلك حجم محطة الفضاء بنسبة 30%. وفي حال لم يتم الاتفاق، فستستخدم الوحدات في مشاريع تجارية، أو كوجهات سياحية، أو مساكن، أو محطات بحثية من القطاع الخاص.
وكما أوضح توني برونو، مدير شركة يونايتد لانش ألينس "سيزيد هذا التقدم التكنولوجي المبتكر فرص إجراء البحوث الفضائية المتعلقة بمجال المواد والطب وعلم الأحياء بشكل كبير. وسيوفر وجهات فضائية للبلدان والشركات بل وحتى الأفراد بشكل أبعد مما هو متاح اليوم، واستعمار الفضاء بشكل فعال".
سيتم إيصال وحدتي السكن إلى المدار الأرضي المنخفض بواسطة صواريخ من نوع اطلس 5 (Atlas V) المُصنّعة من قبل شركة يونايتد لانش ألينس- ضمن تكوين من نوع 552 (بحمولة تصل إلى 5 متر، وخمسة أجهزة حاملة للصواريخ، ومحركين من نوع سنتور).
سيمثل ذلك خطوة كبيرة للوصول إلى الفضاء. وسيتطلّب الأمر بعض الوقت قبل أن نرى مشاريع تجارية وتطور ملحوظ في رحلات الفضاء مستغلةً الزيادة الحجمية في وحدات السكن الفضائية التي تسعى شركة بيغلو لتوفيرها.
وأضاف برونو "لا يمكن تخيل الإمكانات المستقبلية في توفير عقارات بأسعار معقولة في الفضاء".