استطاعت الهندسة الوراثية إنتاج صغار خنزير تتمتع بمناعة ضد مرض قاتل

لقد استمر النقاش حول الأعضاء المعدلة وراثياً منذ أن بدأ العلماء بالتدخل بمورثات الغذاء، ولكن يعتبر البعض أن تغيير الوحدات البنائية للحياة أمر غير أخلاقي إطلاقاً، إلا أنها تمثل أفضل أمل تجاه منتجات غذائية أكبر، أفضل وأكثر أمناً.

ولكن يفيد التعديل الوراثي في أشياء مختلفة إلى جانب الاستخدامات الغذائية، حيث يسمح لنا بمحاربة الأمراض والقضاء عليها نهائياً.

وقد قام باحثون من جامعة ميزوري وجامعة كانساس بتطوير خنازير مقاومة لمتلازمة الجهاز التنفسي والتناسلي في الخنازير (PRSS)، والذي كان (سابقاً) مرضاً يصيب مزارع الخنازير وغير قابل للشفاء.

إن الخنازير التي تصاب بهذا المرض تواجه صعوبة بالغة في الإنجاب، لا تكتسب كثيراً من الوزن ولديها معدل وفاة مرتفع. لم يتم الوصول إلى لقاح فعّال حتى الآن، ويكلف هذا المرض المزارعين أكثر من 660 مليون دولار سنوياً، والأكثر من ذلك أنه ينتشر بشكل سريع ضمن قطعان الخنازير مما يدفع أصحاب هذه المزارع إلى قتل حظائر بأكملها بشكل رحيم.

تقول كريتسين وايتورث، عالمة باحثة عملت في المشروع، "إن مرض (PRSS) مدمّر ويصيب بالتهابات مزمنة، كما يسبب حصول إجهاضات لدى الخنازير فتخسر صغارها، ويؤدي أيضاً إلى كثير من السعال وتصبح الخنازير مريضة جداً."

عندما يدخل فيروس PRSS جسم الخنزير ينتشر بمساعدة بروتين يدعى CD163، وقد قام الفريق بتعديل المورثة التي تؤدي إلى إنتاج هذا البروتين وراثياً بحيث لا يتم إنتاجه أساساً، وبذلك لا يستطيع الفيروس الانتقال من خنزير لآخر بعد إزالة هذه المورثة.

معركة الأعضاء المعدلة وراثياً

لا تزال الهندسة الوراثية تواجه عقبات قانونية مع منظمة الغذاء والأدوية بالرغم من إظهار هذا التقدم استخداماً مفيداً واحداً على الأقل للهندسة الوراثية، ولا تزال الأعضاء المعدلة وراثياً قضية شائكة خاصة في الولايات المتحدة. فقد تمكّن العلماء حتى الآن من إنتاج وتعديل عدد كبير من الحيونات المضيفة، ولكن ما تزال الموافقة لتسويق هذه المنتجات قيد الإجراءات البطيئة.

وقد حصل حيوان واحد معدل وراثياً حتى الآن على موافقة منظمة الغذاء والأدوية: سمك السلمون سريع النمو الذي أنتجته شركة AquaBounty Technologies Inc.، وقد استغرقت الشركة 20 عاماً حتى حصلت على موافقة المنظمة.