رواد وادي السيليكون يعززون “خصوصية” المستخدمين في تحد صريح للسلطات الأمريكية

يعمل رواد “وادي السيليكون”, “فيسبوك” و”جوجل” و”سناب شات”على تعزيز التكنولوجيا المتعلقة بالخصوصية في الوقت الذي تحارب فيه شركة “أبل” الحكومة الأمريكية في قضية التشفير.

وقالت صحيفة “الجارديان” البريطانية في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الإثنين- إن تلك المشاريع قد تعادي السلطات كما هو الحال مع الشركة المصنعة لهواتف “آي فون” الأكثر تأمينا التي تواجه مشاكل بسب عدم مساعدتها السلطات في فك تشفير هاتف يخص متهما بإطلاق النار في سان برناردينو وأودى بحياة 14 شخصا.

وألمحت تلك الشركات إلى أنها على استعداد لحشد الدعم الشعبي لدعم “أبل” من خلال إجراءات ملموسة.

وتخطط خدمة “واتس آب” التابعة لعملاق شبكات التواصل الاجتماعي “فيسبوك” في غضون أسابيع بتوسيع خدماتها الآمنة للرسائل وستقوم بتشفير المكالمات الصوتية بالإضافة إلى ميزات الخصوصية الحالية. ولدى الخدمة مليار مستخدم شهريا وتدرس “فيسبوك” أيضا تعزيز أمن برنامج الماسنجر الخاص بها.

وتعمل “سناب شات” على نظام المراسلة الآمنة, وتستكشف “جوجل” استخدامات إضافية للتكنولوجيا بعيدا عن مشروع تشفير البريد الإلكتروني.
وبدأت هذه المشاريع الجديدة قبل دخول “أبل” في معركة قضائية مع وزارة العدل الأمريكية بشأن ما إذا كان ينبغي أن تساعد السلطات في فك تشفير جهاز “آي فون” خاص بمشتبه به.

ومن المقرر أن تمثل “أبل” أمام محكمة اتحادية في ولاية كاليفورنيا في وقت لاحق من هذا الشهر للطعن على قرار المحكمة.

وينقسم الرأي العام حول القضية وأي جهود جديدة للتشفير تضع شركات التكنولوجيا في موقف تصادمي مع واشنطن وقال اثنان من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي الديمقراطي ديان فينشتاين والجمهوري ريتشارد بور إنهما كتبا مشروع قانون يقضي بفرض عقوبات على الشركات التي لن توفر بيانات مستخدميها للسلطات.

وأوضح الرئيس الأمريكي نفسه باراك أوباما أن بعض شركات التكنولوجيا تتمادي بعيدا جدا حيث قال “اذا لم تتمكن الحكومة من الحصول على المعلومات فقد يتجول أى شخص ومعه حساب مصرفي سويسري في جيوبه أليس كذلك?”.

وتعمل “واتس آب” على تقوية تشفيرها لمجموعة من مستخدميها منذ عام 2014 مما يجعل من الصعب على نحو متزايد بالنسبة للسلطات الوصول إلى خدمات رسائلها.

وأعتبر مؤسس “واتس آب” جان كوم,الأوكراني, أن القضية أصبحت شخصية عندما أعلن الرئيس التنفيذي لشركة “أبل” تيم كوك في فبراير الماضي أن شركته سوف تتصدي للحكومة في المحكمة حيث قال على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: “حريتنا أصبحت على المحك”.

واعتقلت السلطات البرازيل الرئيس التنفيذي لشركة “فيسبوك” في البرازيل في أول مارس بعد أن أبلغت “واتس آب” المحققين أنها تفتقر إلى القدرة التقنية لتقديم رسائل تجار المخدرات وعلقت فيسبوك قائلة إن هذا الاعتقال “متطرف وغير مناسب”.

وتقدم “واتس آب” بالفعل لمستخدمي أجهزة “أندرويد” و”آي فون” خدمة الرسائل المشفرة.

وقال مصدران مطلعان على المسألة في الأسابيع المقبلة إن “واتس آب” تخطط لتوفير مكالمات صوتية مشفرة ومجموعة رسائل مشفرة لمستخدميها, ومن شأن ذلك أن يصعب جدا على السلطات التجسس عليه.