
يعد الهايبرلوب (فكرة إيلون ماسك) التطور المقبل لوسائل النقل العامة، وهو نظام ينقل المسافرين عبر أنبوبٍ محكمٍ تماماً، وبسرعاتٍ تقاربٍ سرعات الطائرات. وتوجد حالياً مشاريع لبناء الهايبرلوب في كلٍّ من كندا وروسيا ودبي وأجزاءٍ من أوروبا. ويتوقع أن يجعل الهايبرلوب مدة التنقل بين دبي والعاصمة أبوظبي في الإمارات العربية المتحدة - وهي مسافةٌ تتجاوز 125 كم- لا تتجاوز 12 دقيقةٍ فقط.
يحمل الهايبرلوب كثيراً من الآمال لمستقبل النقل، لكن اتضّح أن فكرته ليست جديدة تماماً. ففي العام 1965، أظهرت قصةٌ مصورةٌ شكل قطارٍ مستقبلي مشابه لتصاميم نظام إيلون ماسك، وهو أمرٌ يدل مرةً أخرى على عدم وجود أفكار جديدة كلياً.
في ذلك الوقت، بدأ آثليستان سبيلوس برسم قصةٍ مصورةٍ بعنوان «عصرنا الجديد،» كردٍّ على إطلاق روسيا لقمرها الصناعي سبوتنيك. وتمنّى سبيلوس أن تسترعي قصته انتباه الأطفال إلى العلوم. وشرح ذلك بقوله: «عوضاً عن الجدال مع أطفالي بشأن حبّهم لقراءة القصص الهزلية، قررت إدخال أمرٍ جيدٍ في القصص المصورة؛ أمرٌ مسلٍ وتعليميّ بشكلٍ غير مباشر.» لم يخطر بباله أبداً أنه كان بذلك يستشرف المستقبل.
تتضمن تلك القصة المصورة وصفاً لقطارات المستقبل، وهي مشابهٌة إلى درجة عجيبة للهايبرلوب، مثل تسميتها «القطار العجيب بلا عجلات» وقدرة هذه المركبة الخيالية على «السفر مئات الأميال في الساعة،» حتى أن تصميم القطار المُتخيّل في القصة يشابه كثيراً شكل الهايبرلوب.
ما زلنا نكتشف باستمرار بأن التقنية الجديدة مرتبطةٌ بالخيال العلمي، وبأن أحلام الأمس تتحول إلى حقائق اليوم. تكمن روعة الخيال العلمي في أنه يعمل كمنارةٍ تتيح للجيل الحاضر أن ينير بها درب أجيال المستقبل.