تطبيق"إيجابي" أحد أدوات التواصل لتوثيق شكاوى المواطن.. والعبرة باستجابة المسئولين وتوديع "فوت بكرة"

كتبت : فاتن الخولى
أكد المهندس حسام الجمل رئيس مركز المعلومات واتخاذ القرار بمجلس الوزراء في تصريحات لـ " عالم رقمي " أن المركز أطلق تطبيق " إيجابي " للهواتف الذكية للتواصل مع المواطنين للتعبير عن مشاكلهم ورصدها التي تواجههم عند التعامل مع موظفي الحكومة والإبلاغ عنها موضحا أن القانون ألزم الجهات الحكومية بإنشاء إيجاد مكتب لشكاوى المواطنين والتعامل معها والاستماع لشكاوى المواطن وانطلاقا من حرص مركز المعلومات على التعاون مع كل الجهات جاءت فكرة البوابة الإلكترونية لشكاوى المواطنين ، والتي أطلقت منذ عام 2011 حيث تم تخصيص رقم 16528 كخط ساخن للمواطن في عام 2014 ، واستقبلت المنظومة 650 ألف شكوى ، بما فيها 193 ألف شكوى تم تسجيلها خلال عام 2016 فقط بزيادة 33 % في تسجيل الشكاوى وذلك نتيجة زيادة وعي المواطن ، كما بلغ متوسط عدد الشكاوى 727 شكوى يوميا ونسبة الإنجاز للشكاوى الموجهة للجهات بلغت 74 % تقريبا ، في حين أن نسبة الشكاوى الجماعية تصل إلى 40 % من إجمالي الشكاوى المقدمة مشيرا إلى أن غالبية الشكاوى تتركز في طلبات البحث عن عمل ووظيفة.
أضاف البوابة الإلكترونية للشكاوى الحكومية تأتى ضمن منظومة متابعة الجهات الحكومية لتحسين الخدمة المقدمة للمواطن واستكمالا لهذا الدور قام مركز المعلومات بإطلاق تطبيق" إيجابي " ، الذي تمت تجربته منذ شهر ونصف ، ويستهدف العمل على الهواتف المحمولة ، العاملة أنظمة أندر ويد ، إذ يمكن التطبيق المواطن من رصد أي سلوكيات غير صحيحة بالجهات الحكومية وتقديم شكاوى وكذلك متابعة شكواه وهو أحد الآليات التي تهدف إلى التقارب أكثر بين الجهات الحكومية والمواطن لحل المشاكل التي يتعرض لها أثناء تعامله مع الجهات الحكومية وتوصيل صوته للمسئولين الحكوميين .
من ناحيته أكد المهندس حسام صالح خبير تكنولوجيا الإعلام الرقمي أن مثل هذه التطبيقات في البداية يكون استخدامها بسيطا ومع انتشارها من خلال التفاعل الإيجابي من جانب المسئولين فإن هذا يكسب مصداقية كبيرة ويؤدي إلى زيادة استخدامه من جانب المواطنين ومن ثمة فإن النجاح يكون في ملعب المسئول الحكومي .
أضاف ليس هدف التطبيق مجرد تجميع المشاكل وتفريغ طاقة المواطن ولكن المواطن أصبح ذكيا جدا للحكم على مدى كفاءة هذه التطبيقات في تحقيق الهدف منها ، 30 مليون مستخدم لمواقع التواصل الاجتماعي العالمي ، ولا تستطيع أن تقوم بتوجيه .. ناهيك عن كونه أسرع في التواصل موضحا أن الكثير من الخدمات الحكومية الإلكترونية غير معروفة بالنسبة للمواطن نظرا لعدم الترويج والتسويق لهذه الخدمات.
من جهته قال الدكتور عبد النبي عبد المطلب الخبير الاقتصادي أن التطبيق من الممكن أن يفيد الاقتصاد القومي من خلال سرعة إصلاح الخدمات " على غرار كسر ماسورة مياه أو انقطاع الكهرباء عن المناطق الصناعية، والتي تؤدي إلى إهدار موارد الدولة وضرر كبير للمجتمع ومن هنا فإن وجود مثل هذا التطبيق يعد بمثابة أداة مهمة لنقل شكوى المواطن سيؤدي لسرعة تعامل المسئول الحكومي مع أي مشكلة ، والذي ربما يكون لا يعلم بوجود مشكلة أصلا ، والمساعدة في تقليل التكلفة المتعلقة بإصلاح هذه الخدمة موضحا أن كثرة المستخدمين وإصرار المواطن على إرسال الشكوى سيؤدى للضغط على المسئول الحكومي للتجاوب مع شكاوى المواطن نظرا لما يتيحه التطبيق للمسئول الحكومي ،على أعلى مستوى، لمعرفة أداء الموظف الحكومي حيال أي مشكلة يتم تقديمها من خلال المواطن .
من ناحية أخرى أكد د. حمدي عرفه ـ خبير الإدارة العامة والمحلية أن المتابعة هي جزء أساسي من علوم الإدارة وتطوير التطبيق " إيجابي " يعد خطوة مهمة جدا تتناسب مع إيقاع العصر ولكن لا نريد مجرد تحويل الشكوى للجهة الحكومية المعنية ولكن المتابع وأيضا حتى يتم إنجاز الشكوى وللأسف فهي تطبق فقط على أجهزة الهواتف الذكية فقط وجزء كبير من مواطنين لا يمتلكون هذه الهواتف الذكية .
أضاف هذه الخطوة مطبقة بالفعل في العديد من دول العالم المتقدم وستلغى فكرة مقولة " عدى بكرة " ونأمل أن يتم تعميمها على كل المحافظات لمساعدة المسئولين على إيجاد حل للمشكلة وسرعة حلها ومواجهة الفساد والطريقة البشعة لاستنزاف موارد الدولة ويرى أن الموضوع ليس مجرد قناة لتقديم الشكوى حيث إن المواطنين يتقدمون بملايين الشكاوى للجهات الحكومية وبالتالي المشكلة ليست تسهيل تلقي الشكوى ولكن للأسف إنه لا أحد من المسئولين يجيب ولا أحد يتحرك بسبب التجاهل الحكومي لهموم المواطن .