أول وجبة معدّة بتقنية كريسبر لتعديل الجينات

يعدّ أحد أصناف المعكرونة - والذي يدعى تاغلياتيلي على وجه الدقة - من وجبات المستقبل. ولكن ليست المعكرونة هي التي جعلت من تلك الوجبة مستقبلية، بل إنها الخضروات.

وبالرغم من أن الخضروات المقصودة - والتي هي من أنواع الملفوف - لا تختلف كثيراً عن أي نوع من الملفوف العادي، إلا أن مصدرها هو حديقة النباتات المعدّلة في جامعة أوميا. حيث تمّ تعديلها بواسطة تقنية خارقة لتعديل الجينات وتدعى كريسبر (CRISPR-Cas9)، والتي تشير إلى "التكرارات العنقودية المتناوبة منتظمة التباعد"، وتسمح هذه التقنية - التي تعتبر الأكثر دقة في تعديل الجينات - بتعديل جينوم الكائن الحي (أو التسلسل الجيني الكامل) وذلك من خلال فصل أجزاء منه بهدف إزالتها أو استبدالها.

وقد تم تقديم التاغلياتيلي مع الخضروات المقلية إلى المراسل الصحفي في راديو السويد، والذي كان يقوم بإجراء برنامج خاص عن النباتات المعدّلة. وكان ستيفان جانسون، وهو أستاذ البيولوجيا الجزيئية والخلايا النباتية في جامعة أوميا، هو المضيف السخيّ الذي قام بإعداد هذه الخضروات بتقنية كريسبر. وقد تكون هذه هي الخطوة الأولى لإنتاج نباتات صحيّة للمزارعين والمستهلكين في جميع أنحاء العالم.

أفاد المجلس السويدي للزراعة عام 2015 أنه لا يعتقد ذلك، وأقرّت ذلك الهيئات الأميركية عام 2016. حيث لا تعتبر هذه الخضروات من الكائنات المعدّلة وراثياً، لأنه لم يتم إدخال أي جين غريب إلى التسلسل الجيني، وهذا ما فعله "عمّال الحدائق" بدقة في جامعة أوميا. فلم يتم ربط أي جين غريب بالتسلسل الأصلي للنبات، ولذلك لا يوجد ما يدعو إلى القلق!

علاوة على ذلك، فإنه يمكن زراعة النباتات المعدّلة بتقنية كريسبر بنفس طريقة النباتات العادية. حيث تمت زراعة هذه الخضروات بنجاح لأول مرة خارج المختبر في هذا الصيف. ويذكر أن هذه الخضروات يمكن زراعتها وحصادها بسهولة، مما يمهّد الطريق إلى إنتاج خضروات صحيّة في المستقبل.