"التارديجرادا" : طفرة خاصة وراء قدراتها وليس نقل الجينات

اقرأ لهؤلاء

التكنولوجيا .. وثورة في العلاج الذاتي
لا شك أن التكنولوجيا الحديثة باتت تلعب دورا استراتجيا في تطوير الخدمات الصحية العالمية بصورة تشكل قفزات نوعية كبيرة بداية من الأبحاث المتعلقة بتطوير
	تكنولوجيا محاربة الفساد  .. وصبر الشعب
التعلم خطوة خطوة في ممارسة الديمقراطية هو أحد أهم مكتسبات الشعب المصري خلال السنوات الستة الماضية لاسيما بعد أن نجح
الشباب .. واستراتيجية قومية للإبداع
يدرك الجميع أن مصر واحدة من الدول التي وهبها الله قوة بشرية لا يستهان بها ، إذ إن 60 % من السكان في عمر الشباب أقل من 25 عاما
تحديد حقوق وواجبات الروبوتات
كما يقال، لا قيمة لشيء بدون إثبات وتوثيق ورقي، وفي خضم الضجة العالمية حول النتائج المحتملة لدخولنا ثورة صناعية من نوع جديد، يقودها
الأمن الفضائي .. والتنسيق العربي المطلوب " 1- 3 "
يشكل الأمن والاستقرار، وحماية حقوق الملكية الفكرية أحد أهم متطلبات عملية التنمية الاقتصادية وإقناع المستثمرين

أصدقاؤك يفضلون:

"التارديجرادا" : طفرة خاصة وراء  قدراتها وليس نقل الجينات

التارديجرادا - والتي تعرف أيضاً باسم "بطيء الخطو/المشية" ،"دب الماء" و"خنزير الطحلب" - هي بدون شك أحد أغرب الكائنات الحية على وجه الأرض.
الملفت في هذه الكائنات ليس عاداتها الأرضية الغير مألوفة، ولكن قدرتها على تحمل الظروف أو البيئات القاسية - بما في ذلك فراغ الفضاء الخارجي - حيث أنها تظهر متانة مذهلة.
كل هذا بفضل قدرة التارديغرادا على الدخول في حالة تسمى "cryptobiosis"، وهي حالة سبات يتم فيها تعليق جميع وظائف الحياة عند التعرض إلى البيئات القاسية، التجميد، الإشعاع، ظروف نقص الأكسجين، والفراغ، إلخ.
إن امتلاك الميتازويّات حقيقية النواة نفس النوع من قدرة التحمل المتوقع من أحد أنواع البكتيريا البدائية، جعل التارديغرادا هدفاً رائعاً للدراسات الجينية؛ وأحد هذه الدراسات، والتي نشرت في العام الماضي، بدا أنها ألمحت إلى سبب القدرات الرائعة لهذا الحيوان.
الدراسة التي كشفت عن تسلسل جينوم التارديغرادا (Hypsibius dujardini)، وجدت أن ما يقرب من 17٪ من الحينوم مشتق من خلال "نقل الجينات الأفقي الوظيفي" (fHGT)، وهذا يعني، الاستيعاب الجانبي للجينات مباشرة من كائن حي آخر.
والذي يبدو أنه يقدم تفسيراً أنيقاً لقدرات التارديغرادا المذهلة - أنهم "حملوا" الخصائص الوراثية الجديدة مباشرة من بكتيريا أخرى، عتائق، نباتات، وحتى فطريات، بدلاً من أن تتطور وتكتسب هذه الصفات بنفسها. أي أنها نوعاً ما من "اللصوص الوراثية".

ولكن ليس بهذه السرعة، تقول دراسة جديدة نشرت في دورية الأكاديمية الوطنية للعلومProceedings of the National Academy of Sciences.
حيث قام فريق آخر بالكشف عن تسلسل جينوم H. dujard، ولم يتمكنوا من تكرار النتائج السابقة. وبدلاً من ذلك، فإنهم وجدوا أدلة تشير إلى أن علامات النقل الجيني الأفقي الوظيفي التي وجدت في السابق، ما هي إلا مجرد نتائج خادعة - نتيجة لملوثات لم يتم إلتقاطها.
ووفقاً للورقة البحثية، "نحن نستنتج أن النقل الجيني الأفقي الوظيفي إلى H. dujardini يمثل 1-2٪ من الجينات بحد أقصى، وأن الاقتراح الذي يشير إلى أن سدس جينوم التارديغرادا ناشئٌ من هذه الظاهرة هو نتاج تلوث في العينات لم يتم اكتشافه".
الأمر الذي قد يكون مخيباً للآمال لبعض الذين كانوا يأملون في أن يحتوي جينوم التارديغرادا على دليل لوجود أصل غريب وأجنبي، ولكن الواقع يشير إلى احتمالات أكثر إثارة.
بدلاً من أن يكون نتاج سرقة وراثية، قدرات التارديغرادا هي نتيجة من تطورها نفسها – وهذا ما قد يجعل إدراجها في جينومات الكائنات الحية الأخرى أسهل، وربما حتى جينوم البشر.

مشاركات القراء