"بنك المعرفة" نواة التحول للمجتمع الرقمي .. ثورة نوعية للتعليم .. وقفزة نحو عالم العلم

كتب: محمد عادل – احمد شحاته
كشف مؤخرا الرئيس عبد الفتاح السيسي عن إطلاق الموقع الإلكتروني لمشروع " بنك المعرفة " ،والذي يعد جزءا من المبادرة التي أعلن عنها في أواخر 2014 والتي حملت شعار " نحو مجتمع مصري يتعلم ويفكر ويبتكر " وجاء ذلك خلال احتفالية يوم الشباب ، مشيرا أن بنك المعرفة يعد أكبر مكتبة رقمية في العالم تتكون من المحتوى المعرفي لأكبر دور النشر بالعالم ، موضحا أن المجلس التخصصي للتعليم والبحث العلمي قام بتوقيع عدة اتفاقيات مع 25 من دور النشر العالمية، نوفمبر الماضي، ضمن مشروع "بنك المعرفة" المصري.
من جهته قال الدكتور طارق شوقي ـ رئيس المجلس التخصصي للتعليم برئاسة الجمهورية، إن الإقبال غير المتوقع في التسجيل على بوابة " بنك المعرفة " فاق كل التوقعات وأنه تجاوز عدد المشاركين حتى الآن بنحو مليون مشارك تقريبا ، وهو ما لم يكن يتوقعه أحد. الأمر الذي يؤكد شغف مختلف فئات الشعب المصري إلى المعرفة وأنه جاد في البحث عنها وكان يحتاج إليها بقوة مما يؤكد على إيجابية هذه الخطوة وأنها نواة استراتيجية لتطوير عملية التعليم والتعلم المستمر .
أضاف البوابة تضم شتى أنواع المعارف بالتنسيق مع كبرى دور نشر بالعالم في صورة كتب إلكترونية ودوريات علمية وقواعد بحثية ومكتبات رقمية للفيديو والصور مستهدفا بها الوصول إلى كل المواطنين من مصر إذ تعتبر هذه الباقة الإلكترونية حجر الأساس لإطلاق العديد من المشروعات والمبادرات المعتمدة على توافر هذه المواد والأدوات المعرفية، وستشهد السنوات الأربعة للبرنامج مشروعات لتطوير مناهج التعليم الأساسي، ولا سيما تدريس العلوم والرياضيات، وتطور كبير في جودة مقررات التعليم العالي، وأنشطة كبرى على مستوى الجمهورية في مجالات زيادة الوعي والثقافة والتعليم المستمر.
من ناحيته قال حسام صالح خبير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إنه رغم أن البوابة في مرحلة البث التجريبي ، كما هو مكتوب عليها الآن ، إلا أن من يتصفحها سواء من خلال الكمبيوتر المحمول أو اللوحي أو الهاتف الذكي أو يسجل في أحد أقسامها يستمتع بكل من معلومات ذات قيمة عالية إلا أنه نوه إلى أهمية وجود عنصر المتابعة والتطوير لضمان الحفاظ على مستوى الكفاءة والقدرة الدائمة على مواكبة التطورات في مختلف النواحي العلمية والتكنولوجية وإتاحتها للمواطن المصري .
وفيما يتعلق بوجود أبرز دور النشر والتي وقعت الاتفاقيات هي المشروع ، ومنها "سبرنجر- نيتشر، ناشونال جيوجرافيك، ديسكفري، إيلسفير، كامبريدج، أكسفورد، بريتانيكا، أميرالد، ثومسون رويترز" أكد أن هذه الحهات والمؤسسات تعرف أن هناك السوق المصرية قوامها 90 مليون مواطن ونحو 100 مليون مستخدم للمحمول و45 مليون مستخدم للإنترنت وبالتالي فهي سوق تتمتع بمعدلات نمو كبيرة وفرص كبيرة غير عادية للنمو .
أكد المهندس حسام الجمل ت رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء أن إطلاق "بنك المعرفة " يعد أول خطوات التحول للمجتمع الرقمي الذي تسعي الدولة للوصول إلى تحقيقه منذ عدة سنوات ، مشيرا أن المشروع هادف لمختلف الأعمار والطبقات، سواء داخل مصر أو على مستوى العالم كله، حيث إن هناك تنوعا للمشروع في مصادر المعرفة التي يقدمها الناشرون، ومن أهم أهداف المشروع هو النهوض علمياً وثقافياً في كل المجالات، مؤكدًا أن المشروع سيساهم في توفير الكثير من المال والجهد وخاصة للباحثين العلميين.
أضاف الباقة الإلكترونية ليست لفئة معينة بل هي باقة متاحة لكل مثقف في مختلف المجالات، مؤكدة أن المشروع سينطلق بمصر نحو مجتمع المعرفة، وتطويره، وإعادة رصد أفكاره، وتنميته علمياً، متوقعة أن يحصل الموقع الإلكتروني على اهتمام كل المواطنين وخاصة الباحثين العلميين بمختلف اهتماماتهم مشيرا أن المشروع يضم نحو ما بين 30 أو 50 ضعفًا من مصادر المعرفة التي كانت تحصل عليها مصر ليكون متاحًا لكل المواطنين وليس الباحثين إذ تحتوي الدوريات العلمية لهم في كل مجالات المعرفة من كتب ومجلات إلكترونية، ومناهج دراسية للتعليم الأساسي والجامعي، وقواعد بيانات ومحركات بحث، وستستفيد منها أطياف المجتمع من مختلف التخصصات والاهتمامات، ومختلف الأعمار.