هاديسون مصر تنظم مؤتمر عالم المرأة بمشاركة ١٤ دولة

صلاح الدين: نسعى لتدريب ١٠ آلاف شاب بمجال الأعمال.. ومصر لن تتقدم إلا بجيل جديد مدرب
الإعلام لا يهتم بنماذج ريادة الأعمال.. والمناهج الدراسية تشجع على التمييز
أشهر النماذج الاقتصادية النسائية العالمية تكشف أسرار نجاحهن على مدار يومين

على مدار يومين، نظمت مؤسسة "هادسون. مصر"، مؤتمر "عالم المرأة 2015 ، بحضور ممثلين عن 14 دولة حول العالم وتواجد مكثف من أهم رائدات الأعمال على مستوى العالم، بهدف تبادل الخبرات والاستفادة من تجارب ريادة الأعمال الناجحة على الصعيد العالمي.
نجح المؤتمر في جلب الخبرات العالمية التي اكتسبتها السيدات من جميع أنحاء العالم لمشاركة خبراتهن وقصص نجاحهن، بجانب جذب انتباه الحكومة للمساعدة في دعم وتطوير ريادة أعمال السيدات، بجانب تدريب وإلهام وتحفيز السيدات لتحقتق مشاريع أحلامهن، وخلق قوة دافعة لتشجيع قدرات والمواهب الفنية للسيدات لاستثمارها لخلق أنواع غير تقليدية من الأعمال الحرة.
وأكد عبد العزيز محمد صلاح الدين، العضو المنتدب لشركة هاديسون مصر، أن المؤتمر نجح في جذب خبرات من خارج مصر للمشاركة في وضع رؤية للمرحلة المقبلة، وتشجيع المؤسسات النسائية والمجتمع المدني والحكومة ورجال الأعمال والشركات الرائدة على التعاون بما يصب في خدمة اقتصاد البلاد
وشدد على أهمية دعم ريادة الأعمال للسيدات خصوصًا في الفترة الحالية، فمعظم الاقتصاديين يرون أن الاقتصاد عندما ينزف، فإنه الوضع المناسب لزيادة الأعمال ، موضحًا أن المشاكل الاقتصادية للبلاد تؤكد أن الحكومة ورجال الأعمال لن يستطيعوا وحدهم دفع البلاد للأمام، الأمر الذي يتطلب جيل جديد من الشباب المتدرب في مجال ريادة الأعمال.
وأوضح أن "هاديسون مصر" استطاعت تجهيز ١٠٠ فتاة معظمهم من الصعيد ليكن رائدات أعمال وتخطط إلى الوصول إلى مستوي تدريب ١٠ آلاف كل عام في مجال ريادة الأعمال كل عام.
وأضاف أن المؤتمر أطلق مبادرة لتكوين شبكة لسيدات الأعمال بمصر تضم المنظمات النسائية العاملة في مصر والبالغ عددها ١٣١ منظمة نسائية.
وضرب عبد العزيز مثالاً بالتجربة الصينية التي بدأت ١٩٧١ ببناء ٣١ ألف مبنى كل منها تضم ٥٠ وحدة إنتاج ، ارتفعت بعد ٩ سنوات فقط، لتبلغ ٤٦٠ ألف وحدة، تضم ٣٢ مليون وحدة إنتاج توظف ٦٠٠ مليون شخص.
وأضاف أن لا يوجد اي برنامج تليفزيوني في مصر يحفز على ريادة الأعمال ولا يوجد أي برامج أو جوائز يتم تقديمها في هذا المجال، كما أن رجال الأعمال لا يلقون خطابات حول تجاربهم في الجامعات، مثلما يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية
وأشار إلى أن المناهج الدراسية لا تتضمن أيضاً تجارب بهذا الخصوص، الأمر الذي يتطلب دعما حكوميا اكبر في هذا السياق لكن لا يمكن إلقاء الأمر كله على عاتقها ويجب ان توجد مشاركة اكبر من المجتمع المدني.
وقالت نجوي الميهي، المستشار الاعلامي للمؤتمر، إن المؤتمر تضمن العديد من ورش العمل بعناوين: التنمية للذات والمهارات الشخصية.. كيف تنظري إلى نفسك أول الطريق للنجاح؟... الابتعاد عن الأشخاص السلبيين سر النجاح.. فخورة اني امراة.. التوازن بين الحياة والعمل تحدي للمرأة.. النساء قادرات على العمل أكثرهن مهمة في نفس إلوقت.. النساء قادرات على احتواء المواقف وحل المشاكل.
وأكدت أن النساء مثلما كانوا العمود الفقري للبيت فإنهم أساس العمل بأي كيان اقتصادي، مشددة على أن المسئولية الاجتماعية للشركات ليست مجرد تبرع وإنما تمويل مشروع يستفيد منه المجتمع ويحقق تنمية مستدامة"، مشددة على ضرورة دعم مشروعات تنمية ريادة الأعمال والاستعانة بخبرات الشركات في دعم المرأة من حيث الاستشارات والدعم المالي وأيضا الدعم الفني.
ولفتت إلى أن المؤتمر تضمن ورشة عمل ضمت 6 فتيات حققن نجاحًا في مجال ريادة الأعمال حيث أقمن مشروعات متنوعة في مجالات مختلفة، ومن الاسماء التي حققت هذا النجاح في فترة زمنية قليلة: فريدة تمراز مصممة الأزياء العالمية،
وسلمى أبو ضيف عارضة الأزياء المصرية .
خلص المؤتمر إلى أن مصر لن تنهض وتتعافي إلا إذا تظافرت الجهود من أجل إعداد جيل واع ومدرب وراغب في أن يعمل بجدية وحماس يملؤه الأمل.. جيل يعي ويقدر دوره الإستراتيجي في رسم مستقبل أفضل للبلاد، كما خلص إلى ضرورة قيام المؤسسات الريادية والمسؤلين في المؤسسات الحكومية والمجالس القومية المتخصصة "سيدات ورجال الأعمال" وأعضاء الجمعيات والرابطات النسائية وسيدات المجتمع المهتمات بشئون المرأة وأعمال خدمة المجتمع والمؤسسات غير الحكومية بدعم مبادرة "هادسون مصر" حتي يكتب لها النجاح وأن تحقق مستهدفها في تدريب 10 آلاف شاب وفتاة على ريادة الأعمال سنويًا ليشاركن إيجابيًا في تحقيق الرفاهية والتوازن للمجتمع.
واتفق الحضور في المؤتمر على أن التحدي الرئيسي أمام المرأة هو عدم المساواة بين الرجال والنساء خصوصًا في الرواتب، بجانب وجود مواد قانونية تحظر على المرأة أنماطًا معينة من الأعمال، واحتياج السيدات للتحفيز في العمل أو التأهيل حال تعرضهن للعنف المرتبط العمل.
وأوصى المؤتمر الحكومات بضرورة تغيير المناهج الدراسية التي تكرس ثقافة التمييز بين الفتيات والذكور، خصوصًا في ظل خطورة ذلك الأمر على الاقتصاد العالمي الذي فقد قرابة 12 تريليون دولار بسبب ثقافة التمييز، بجانب اهتمام برامج التليفزيون والإذاعة في مصر بتجارب ريادة الأعمال، علاوة على قيام رجال الأعمال الرائدين والرائدات بشرح تجاربهن في محاضرات بالجامعات، الأمر الذي يحفز الشباب والفتيات على العمل والإنتاج بما يصب في صالح اقتصاد البلاد عمومًا.