الصحافة " الإلكترونية " تضيف مسمار جديد فى نعش الصحافة " الورقية"

كتب : أحمد شحاتة
تعتبر الصحافة الإلكترونية هي لغة العصر الحديثة حيث تم استخدامها حيث تعد صحيفة (هيلزنبورج داجبلاد) السويدية هي الصحيفة الأولى في العالم والتي نشرت إلكترونياً بالكامل على شبكة الإنترنت عام 1990 وفي عام 1992 أنشأت شيكاغو أونلاين أول صحيفة إلكترونية على شبكة أمريكا أونلاين.
وانطلق أول موقع للصحافة الإلكترونية على الإنترنت عام 1993 في كلية الصحافة والاتصال الجماهيري في جامعة فلوريدا وهو موقع بالو ألتو أونلاين، جاء بعده موقع آخر في 19 يناير 1994 هو ألتو بالو ويكلي؛ لتصبح الصحيفة الأولى التي تنشر بانتظام على الشبكة .
وفي مصر تم انتشار الصحافة الإلكترونية منذ أكثر من 15 عاما ولكن هل الصحافة الإلكترونية هي بمثابة مسمار في نعش الصحافة الورقية ؟ وجدنا منذ ما يقارب من 5 أعوام اهتمام بالغ من قبل القراء وبداية الاستغناء عن الجرائد الورقية مقابل الاستعانة بالجرائد الإلكترونية فالسبب الرئيسي لاهتمام القراء بقراءة الأخبار عبر المواقع الإخبارية هو سهولة ويسر الوصول إلى الخبر حيث قامت شركات البحث ببث الكلمات الدلالية من أجل سهولة الوصول إلى الخبر بصورة سليمة الأمر الذي أدى إلى ظهور استغلالات عدة من قبل مسئولي تسويق المواقع الإخبارية الإلكترونية بقيامهم بكتابة كلمات الدلالية خاطئة ولكنها مستخدمة بكثرة في محركات البحث .
ويعتبر من الأسباب الرئيسية المهمة في اهتمام القراء بالصحف الإلكترونية هو وجود عدم وجود أسعار محددة من أجل قراءة الأخبار حيث حرصت الصحف الإلكترونية على تقديم خدماتها بصورة مجانية من أجل جذب أكبر عدد من القراء الأمر الذي أدى إلى زيادة الحركة المرورية على تلك المواقع "ترافيك" ومن الأسباب المهمة أيضا القدرة على متابعة الأخبار مصورة سواء من خلال بث الفيديوهات أو الصور وهذا الأمر قد تم استغلاله أيضا بصورة سيئة حيث قامت بعض الصحف الإلكترونية بقيامها ببث فيدوهات مخلة ومنافية للسلوك والعادات بغرض مخي وهو قيامهم بزيادة عدد المشاهدين والهدف الظاهر أمام القراء والمتابعين هو إظهار الحقيقة ولكن أي حقيقة في أخبار تنال من سمعة البلاد . وقد اتجه العديد من الصحف الورقية إلى الاهتمام في عرض أخبارها بطريقة تكنولوجيا من أجل تخفيض التكلفة والاعتماد على الأخبار المترجمة ففي الآونة الأخيرة قامت إحدى الصحف بوقف العدد الورقي نظرا لزيادة التكلفة الخاصة بإصدار العدد الورقي فكلنا نعلم أن تكلفة إصدار عدد ورقي واحد تقدر بتكلفه إصدار موقع إلكتروني شامل لمدى عام ؟ والغريب في الأمر هو اتجاه القراء إلى الأخبار غير الصحيحة ونشرها بصورة سريعة دون العلم بمصداقية الخبر .
وعلى المستوى العالمي أعلنت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" عن إيقاف نسختها الورقية نهائيًّا (بعد انخفاضها إلى 200 ألف نسخة)، والاكتفاء بنسختها الإلكترونية (التي يتجاوز زوَّارها المليون قارئ)، أما صحيفة اللوموند الفرنسية، فوصلت إلى حافَة الإفلاس؛ (اذ وصلت ديونها إلى 150 مليون يورو العام الماضي)، في حين تحقق نسختها الإلكترونية نجاحات متواصلة بين الشعوب الناطقة بالفرنسية.
وتنقسم الصحف الإلكترونية على شبكة الإنترنت إلى نوعيين رئيسيين؛ أولهما الصحف الإلكترونية الكاملة : on – line newspaper، وهي صحف قائمة بذاتها وإن كانت تحمل اسم الصحيفة الورقية (الصحيفة الأم والنوع الثاني هو النسخ الإلكترونية من الصحف الورقية: وهي مواقع الصحف الورقية النصيَّة على الشبكة، والتي تقتصر خدماتها على تقديم كل أو بعض مضمون الصحيفة الورقية، وخدمة تقديم الإعلانات لها، والربط بالمواقع الأخرى .