 الريادة في الأعمال من الصناعة للمجتمع. (1)

 د. أحمد الحفناوى
ندرك جميعا أن العالم المتغير الذي نعيش فيه ينتقل بقوة إلى عالم رقمي إلى عالم معرفي .. فهل نحقق هذا في مجتمعنا بشكل فعال؟ وما الذى يعوق هذا؟ سنحاول الإجابة على هذا الطرح من خلال هذا العمود (كنت أظن).
سيتعرض لما ظننت يوما أنه حقيقي وتبين لي بالوقت أنه غير حقيقى . أتوقع أن تثير هذه الآراء الكثير من النقاش , وهذا مطلوب حيث إن كثيرا من هذه الآراء سائدة لدى شريحة كبيرة ومؤثرة.
أبدأ برأي ظننت أنه حقيقي لسنوات، وهو أهمية أن تقوم الصناعة في أي مجال وبالذات الصناعات التكنولوجية على الريادة في الأعمال، أو ما نسميه Entrepreneurship . ولا شك أن الريادة في الأعمال مطلوبة فكما نعلم أن الإبداع هو أساس للتطور . إذ تسعى الدول المتقدمة بشدة لتشجيع الريادة في الأعمال من خلال منظومة متكاملة تتعامل مع العديد من المحاور و من أهمها :
حماية المبتكرين من خلال نظم حماية الملكية الفكرية وعلى رأسها قوانين البراءات والعلامات التجارية.
توفير التمويل المطلوب من خلال نظم توافر رأس المال المخاطر.
توفير البيئة المناسبة لتبادل المعارف والمعلومات من خلال نظم معلومات وزيارات مباشرة للمعارض.
التوازن بين الأعمال الإبتكارية والقياسية من خلال استخدام نظم المواصفات القياسية واليات تنظيمية مرنة.
بناء رأس المال البشري في كل المحاور السابقة من خلال تدريب وتأهيل لكل المعنيين بالأمر.
إذن ما الذي تغير في مفهومي عن الريادة في الأعمال ؟ ظننت لفترة طويلة تقارب الـ30 عاما أن الريادة في الأعمال تبدأ بل قل أنها قاصرة على الأعمال التجارية والتصنيعية والخدمية أو ما نطلق عليه إجمالا أعمالا صناعية Industrial Business.
وقد تغير هذا المفهوم لدى.. فالريادة في الأعمال يجب أن تبدأ بالأعمال الفكرية والتنظيمية والإجتماعية .. قد لا نطلق على المفكرين في عصرنا الحالي لقب رواد , فالتقليد تحت مسمى الاستقرار صار طبعا في مجتمعنا للأسف. وقد يكون السبب أن العمل المؤسسي - وهو المؤثر في العصر – قد غاب عن مجتمعنا إلا للمؤسسات الرأسية (التى تعتمد على نظم تحكم تنبع من فكر القائد أو رأس المؤسسة).
سنعرض في مقالاتنا اللاحقة كيف نحقق ريادة حقيقية بدلا من الجري وراء السحاب بأحلام وأفكار مستوردة لا تتوافر لها في مجتمعنا الأسس اللازمة وتعجز عن تحقيق تنمية حقيقية تؤثر في حياتنا بشكل جذري.
د. أحمد الحفناوي
Dr.elhefnawy@gmail.com