باحثة بالمركز القومى : الكرنب الأحمر يقضي على سمية الكبد والمخ فى حيوانات التجارب

أكدت الباحثة عبير حامد بقسم الكيمياء الحيوية شعبة الهندسة الوراثية والبيوتكنولوجي بالمركز القومي للبحوث ان الكرنب الاحمر يقوم باستخلاص السموم الناتجة عن كبريتات النحاس.
وقالت لمحررة أخبار مصر أن مستخلص الكرنب الأحمر يستخدم عادة كمكملا غذائيا غنيا بمادة الأنثوسيانين وغيرها من مضادات الأكسدة، كما أنه مصدر هام للألياف التي لها العديد من الفوائد، ويمكن استخدام مستخلص الكرنب الأحمر كمضاد للأكسدة على الأنسجة الكبدية وأنسجة المخ لحيوانات التجارب من السمية الناتجة عن المعاملة بمادة كبريتات النحاس (والتي تضاف الى حمامات السباحة وترش على الخضراوات والفاكهة لقتل البكتريا والفطريات).
وأوضحت الباحثة إن تواجد المعادن الثقيلة مثل النيكل، الكوبالت ،الكادميوم، النحاس ،الرصاص والزئبق في الهواء والتربة والمياه يمكن أن يسبب التراكم الحيوى الذي يؤثرعلى مجمل النظام البيئي ويشكل عواقب صحية خطيرة لمختلف أشكال الحياة ومن أمثلتها: فقدان الشهية، الشعور بالتعب والقلق والاكتئاب، الصداع النصفي، الحساسية، فرط النشاط في مرحلة الطفولة ومشاكل التعلم. وعلى الرغم من أن معدن النحاس يعتبر واحدا من المعادن الضرورية للعديد من الوظائف الحيوية والأنشطة الأنزيمية ٳلا أنه من أكثر المعادن الثقيلة المسببة للتسمم عندما يزيد عن الحد الذي يحتاج اليه الجسم. كما ان التعرض المزمن له يؤدي ٳلى التسمم الكبدىي والعصبي.
وقد أجريت هذه الدراسة على عدد 48 من الجرذان تم تقسيمها ٳلى 6 مجموعات اشتملت كل منها على عدد 8 من الجرذان. المجموعة الأولى وتمثل المجموعة الضابطة، المجموعة الثانية تم معالجتها بمستخلص الكرنب الأحمر بمقدار (200 مجم لكل كجم من وزن الجسم) يوميا عن طريق الفم لمدة 60 يوما، المجموعة الثالثة تم حقنها بمادة كبريتات النحاس بمقدار (3 مجم لكل كجم من وزن الجسم في التجويف البريتونى) 5 أيام أسبوعيا لمدة 60 يوما، المجموعة الرابعة تم معالجة الجرذان بمستخلص الكرنب الأحمر لمدة أسبوع قبل حقنها بمادة كبريتات النحاس بنفس الجرعات السابقة، المجموعة الخامسة تم حقنها بمادة كبريتات النحاس لمدة أسبوع قبل معالجتها بمستخلص الكرنب الأحمر بنفس الجرعات السابقة لمدة 60 يوما، المجموعة السادسة تم حقنها في نفس الوقت بكلا من مادة كبريتات النحاس ومستخلص الكرنب الأحمر بنفس الجرعات السابقة لمدة 60 يوما. وفى نهاية فترة التجربة تم سحب عينات الدم وعينات من الكبد والمخ لإجراء الدراسات البيوكيميائية والهستوكيميائية المختلفة.
وقد أظهرت النتائج أن حقن الجرذان بمادة كبريتات النحاس قد أدى ٳلى نقصا حاداً في مستوى الأحماض النووية الديوكسى ريبوزية وكذلك نقصا حاداً في المستوى البروتيني لخلايا كبد ومخ حيوانات.
وأوضحت أن التجارب تثبت أن مستخلص الكرنب الأحمر وهو من المصادر الطبيعية المتوفرة له القدرة على تعديل مستوى الأحماض النووية والمحتوى البروتيني في خلايا الكبد والمخ وكذلك له كفاءة عالية فى زيادة نشاط الأنزيمات المضادة للأكسدة وتقليل الجهد التأكسدي في أنسجة كبد ومخ حيوانات التجارب. كما أنه يمكن أن يساعد على التخلص من النحاس من الجسم. ويمكن الاستفادة من هذا البحث في إمكانية استخدام هذه المواد الطبيعية المتوفرة واستخدامها فى صورة مستحضرات طبية ذات تأثير علاجى مفيد.