حلال مؤتمر"أيام الابتكار:"هواجس"حكومية من الشبكات الاجتماعية، و"الحكومة الإلكترونية" لم تغير الكثير

على صانعي القرار في الحكومة التغلب على مخاوفهم من الشبكات الاجتماعية لتطوير نماذج عمل جديدة للحكومة شرط أن تتمتع هذه بالمرونة وسرعة الاستجابة بحسب الدكتور ياسر جرار الشريك في شركة "بين أند كومباني"، والزميل في كلية محمد بن راشد للإدارة الجكومية خلال جلسة في أيام الابتكار التي تستضيفها كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية و "إس إيه بي" شركة برمجيات الأعمال.
يؤكد جرار أن قنوات التواصل الاجتماعي بالغة الأهمية لنماذج الحكومة المستقبلية لكنها لا تزال في بداياتها الأولية ومن المهم جدا أن تتفهم الحكومة كيفية التأقلم معها. ويتابع قائلا إن الشبكات الاجتماعية بالغة الأهمية لأسلوب عمل الحكومة لكنها لا تزال في بداياتها " لا نزال غير قادرين على فهم الشبكات الاجتماعية والحكومة ولا ندرك فعلا ما نفعله بهذه الأداة، ونحن نجرب ونمر في مرحلة التجارب".
ويضيف بالقول:" عندما أرى وزيرا أو نائب وزير أو مدير، فلدى سماعه عبارة الشبكات الاجتماعية، نرى أن رد فعله الأولي هو الخوف، فالخوف يتملكهم ويتصنعون الإعجاب بالشبكات الاجتماعية وأن لديهم أدواتها لكنهم يتوجسون منها، ولا يعرفون كيف يتصرفون أمام ردود الفعل".
يقول جرار إن حجم الاستجابة وسرعة الرد من المواطنين الذي يجري عبر الشبكات الاجتماعية هو وسيلة تمكين لهم وهي أداة تتسب بقلب الأمور لدى الحكومات حول العالم، وليس فقط في المنطقة العربية لكن نظرا لحجم انتشار الشبكات الاجتماعية والأجهزة المحمولة في الخليج فمن المهم أن ندرك التغييرات التي ستجلبها للحكومة. ولفت إلى ما جرى مؤخرا من إقالة وزير الصحة السعودي أحمد الخطيب عقب نشر فيديو له وهو يشيح بوجهه غاضبا من شكوى مواطن، وتعد هذه الحادثة مثالا على قوة الشبكات الاجتماعية. ويقول جرار:" لم يسبق لنا أن شهدنا أي شيء مثل ذلك في المنطقة هنا وهو ليس بتغطية صحفية بل رشقات من المعلومات التي تخضعنا لمساءلة فورية مباشرة، بصفتنا مواطنين أو مسؤولي حكومة، فما الذي يجب فعله معها؟"
يؤكد جرار على الإمكانيات الإيجابية من الشبكات الاجتماعية في مجالات مثل تحسين التفاعل مع المواطنين مع القدرة على إشراك الناس في عملية اتخاذ القرار الحكومي. ويلفت جرار إلى ما قام به حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عندما قام سنة 2013 بالطلب من متابعيه على تويتر إجراء عصف ذهني للتقدم بأفكار لتحسين القطاع الصحي والتعليم في الإمارات، مما ساهم في الحصول على قرابة 80 ألف اقتراح من أولياء الأمور والتربويين. لا يوجد نموذج لأفضل الممارسات وعلى الحكومة التأقلم مع الهيكلية المناسبة للعمل بحسب رأي خبير من كلية محمد بن راشد للادارة الحكومية، بحسب قول جرار لكن على الحكومة التعلم من جوانب الفشل في الحكومة الإلكترونية لتبدل نماذج العمل لاستيعاب الشبكات الاجتماعية والحاجة للاستجابة بسرعة أكبر لردود وتوقعات المواطنين.
يقول جرار:" لنكن صريحين، لم تفي الحكومة الإلكتروني بوعدها أبدا لا يعود سبب ذلك لأمر سيء فيها بل لأننا لم نعيد هيكلة الحكومة. قمنا بوضع مواقع إنترنت فوق هيكليات الحكومة القديمة، ولا يعد ذلك مفهوم الحكومة الإلكترونية ، بل الحكومة التقليدية بنوافذ أفضل، فيما لم يتغير الجوهر، وأخشى أن يكون مصير الشبكات الاجتماعية لدى الحكومة مصيرا مشابها لذلك ما لم نبدل جذريا سياسة التعاطي معها".
وفي هذا السياق، يلفت دانتي ريتشي، كبير مديري إدارة الخدمات العامة لدى "إس إيه بي"، إلى فوائد ممكنة للشبكات الاجتماعية لدى الحكومة ، وكمثال فهي تتيح تحليلا لمشاعر الجمهور وتولد تعاطيا أكثر قربا من الناس لتزود بأقنية متعددة للتفاعل الفوري سواء كان للتواصل مع المواطنين أو للحصول على ردود أفعالهم واستجاباتهم.
ويقول:" يمكن للنتائج أن تكون بالغة الأهمية كما نشهد حول العالم حيث تستخدم الشبكات الاجتماعية لتحسين أحوال المجتمع ويمكن للنتائج أن تقدم مستويات أفضل من المحاسبة والشفافية والجمع بين مشاعر الناس مع السماح بالمشاركة على المعلومات تلك داخليا". كما يوضح ريتشي أنه على الدوائر الحكومية التي تخطط للاستفادة من الشبكات الاجتماعية، أن تقوم أولا بتطوير خارطة طريق للنتائج التي تسعى إليها من خوض غمار الشبكات الاجتماعية، مع تحديد حالات مثالية للدراسة لاستخدامها كضوابط للوصول إلى أهدافها.
تجدر الإشارة إلى أن سلسلة فعاليات "أيام الابتكار" التي تستضيفها كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية و "إس إيه بي" شركة برمجيات الأعمال العالمية الرائدة تضمّ قادة فكر دوليين وإقليميين يتصدون لأبرز القضايا، ولا سيما الأهمية المتزايدة للحوسبة التنقلية والحوسبة السحابية وتطبيقات الجوال والبيانات الكبيرة والتواصل الاجتماعي وتحليلات الأعمال.