
وتؤكد الدكتور غادة عامر ـ نائب رئيس مجلس إدارة المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا ، أن الاستثمارات الصغيرة تشكل نسبة كبيرة تقوم عليها اقتصاد الدول ، وهو ما يدفع المؤسسة عادة لتأهيل الكودار الشبابية على بدأ أنشطة واستثمارات صغيرة تكون قابلة للاتساع وتوفير البيئة المناسبة لنجاحها فيما بعد ، مشيرة إلى عدد من المسابقات التي تقوم المؤسسة بتقديمها على مستوى مصر والدول العربية ، مثل مسابقة صنع في الوطن العربي الموجهة لطلاب الجامعات العربية ، ومسابقة أفضل خطط أعمال تكنولوجية لتسويق الأبحاث العلمية ودعم الشركات الابتكارية ومسابقة جاليليو التي يتم تنفيذها مع الاتحاد الأوروبي في علوم الفضاء ، مؤكدة أن الكوادر العربية دائماً قادرة على المنافسة وتستطيع بالفعل تقديم أعمال متميزة على مستوى العالم..
وأشارت إلى أن مسابقة "الباز" التي يتم تنفيذها بمصر تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي والتي تستقبل المؤسسة طلبات المشاركة بها حتى اليوم 5 أبريل 2015 ، عبر موقع المؤسسة على شبكة الإنترنت ، موضحة أن المسابقة التي يتم تنفيذها تكريماً للعالم المصري الدكتور فاروق الباز ، تستهدف كل الشرائح العمرية .
، وسيتم اختيار أفضل عشر أفكار مقدمة للمسابقة ، لرعايتها من حيث التدريب والتأهيل لسوق العمل ، ثم عرض الفكرة على المستثمرين العرب لتنفيذها ، بهدف التوصل لحلول مشكلات المجتمعات المصرية والعربية ، محددة أربعة مجالات للمسابقة ، في مجال "تحلية المياه والطاقة والصحة العامة والزراعة ، بجانب حلول متحدي الإعاقة".
وأشارت إلى أن الكوادر العربية في تخصصات عديدة ، هم من يقودون التكنولوجيا والابتكار حلول العالم ، بنتائج أبحاثهم العلمية ، كما أن المواطن العربي له جينات وراثية فيما يتعلق بالقدرة على الإبداع ، وإيجاد الحلول لمشاكلنا ، بشرط توافر البيئة الصالحة لتنمية الإبداع والابتكار ، وهو ما تقوم المؤسسة بتنفيذه كحلقة وصل بين أفكار الشباب العربي وميدان الاستثمار ، مشيرة إلى أن نحو 15 % من شركات امريكا الشمالية من الدول العربية.
وأكدت في حديثها مع طلاب جامعة المستقبل ، إما أن تبتكر أو أن تكون خارج السوق "تجدد أو تبدد"، مشيرة إلى أن شركة سوني تعد أهم النماذج الناجحة من خلال تقدم نحو 800 منتج جديدة كل عام ، معتبرة أن المجتمع العربي يواجه مشكلات الخوف من الريادة والتجربة ، الأمر الذي يتطلب بحث الفجوات والمشكلات والتحديات والبحث عن الحلول والتجديد والابداع والابتكار وثم ريادة الأعمال بوصول الفكرة المبتكرة إلى السوق ، مؤكدة أن رائد أعمال لابد أن يكون شخصا مبتكرا.
وأضافت أنه من الضروري تجسيد الابتكار والإبداع نحو خدمة المجتمع ، مشيرة إلى أن عملية ريادة الأعمال تساعد المجتمعات على مواجهة أزمة البطالة بقدرتها على تحقيق فرص عمل جديدة في المجالات الإبداعية ، من خلال ما يعرف بـ اقتصاد الوفرة القائم على المعرفة ، الذي وصلت من خلاله دول عديدة إلى مصاف الدول المتقدمة حول العالم مثل الصين واليابان التي لا تمتلك أي مقومات للاستثمار سوى "المعرفة" ، وبالتالي علينا كدول عربية توطين الإبداع ، وتوفير البيئة الصالحة لذلك.
وشددت على صورة التركيز في الفكرة والجرأة والمثابرة والتعليم ، حتى نتمكن من تحويل تلك الأفكار إلى مشروعات قائمة تخدم المجتمع ، مشيرة إلى أن الفكرة الابتكارية تمثل 20% من قيمة المشروع و80% عمل وتنفيذ ، بجانب القدرة على التسويق لتلك الأفكار والمنتجات ، من خلال دراسة احتياجات السوق الفعلية.