
وأكد الكاتب الصحفي خالد حسن ـ رئيس تحرير جريدة عالم رقمي ، والمحلل التكنولوجي لدى قناة BBC العربية ، أن الإبداع هو "جواز المرور" إلى سوق العمل ، وبالتالي لابد من أن يبحث كل شخص من دارسي التخصصات الهندسية عما بداخله من إبداع وابتكار حتى يتمكن من المنافسة داخل هذا المجال ، محدداً تعريف الإبداع ، وهو مجموعة من الأفكار يمكن الاستعانة بها لحل ومواجهة مشكلات المجتمع ، بشرط أن تكون تلك الأفكار قابلة للتطبيق ، مؤكداً أن الهدف من مبادرة عالم رقمي "الإبداع طريقك للنجاح" هو عمل جسر من التواصل بين الدارسين والمتخصصين في مجالات الهندسة والعلوم والتكنولوجيا من ناحية ، وأسواق العمل التكنولوجية من ناحية أخرى ، كمحاولة لسد الفجوة القائمة بين الطرفين ، ومحاولة توجيه شباب المهندسين في الجامعات والكليات نحو تحديد مسار العمل الصحيح بما يتناسب مع احتياجات أسواق العمل.
وأضاف الجامعات تعتبر معمل لتفريغ طاقات الشباب ، وبالتالي فإن أهداف المبادرة تنصب نحو إقامة جسر من التواصل بين الجامعات وأسواق العمل المختلفة من خلال حرص المبادرة على مشاركة الشركات العاملة بالفعل داخل سوق العمل ، وهو ما شهدته فاعليات المبادرة على مدار الثمانية اعوام السابقة
وأشار إلى أهمية الشهادات الدراسية التي يحصل عليها الطالب بعد تخرجه ، ولكن تأتي الدورات التدريبية والتخصص الدقيق في المجالات التكنولوجية المختلفة بنفس الأهمية ، معتبراً أن توطين ثقافة الإبداع المحلي لابد أن تأخذ مكانها داخل الجامعات المصرية.
وأضاف رئيس التحرير أن الإبداع هو مجموعة من الأفكار قابلة للتنفيذ ويمكن من خلالها حل مشكلة المجتمع
مثل مشكلة المرور وإهدار الطاقة والزحام وغيرها الكثير من المشكلات بسبب سوء تنظيم المرور ، مشيراً إلى أحد التطبيقات التي ساهمت في حل جزء من تلك المشكلة من خلال تطبيق "بيقولك" الذي يقوم بمشاركة المعلومات لجميع المشتركين ، وهو أحد قصص النجاح التي أصبحت حالياً استثمارات ضخمة تصل إلى 3 ملايين جنيه ، وغيرها الكثير من المشكلات التي يمكن مواجهتها من خلال تفعيل تلك التطلبيقات في مجال الزراعة والصحة والصناعة ، معتبراً أن مواجهة تلك المشكلات أصبحت مسئولية طلاب تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، مشيراً إلى أهم تصريحات بل جيتس مؤسس شركة مايكروسوفت العالمية ، خلال المقابلة التي جمعتهما ، وهي أن العامل بمجال تكنولوجيا المعلومات عليه أن يتمتع بـ 3 صفات أساسية للنجاح في هذا المجال ، وهي أن تكون لديه القدرة على العمل وسط فريق ، وأن يكون محبا ، ولديه القدرة على توظيف التكنولوجيا في حل مشكلات المجتمع.
وأشار إلى أهم الجهات الداعمة لأفكار الشباب وأهمها مبادرة ايتاك التي تقوم بتنفيذها هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات ITIDA وهي عبارة عن 6 برامج لدعم مشروعات التخرج والكوادر الطلابية منها 4 برامج خاصة بالطلاب و2 للخريجين وهي عبارة عن دورات تدريبية خلال فترة الإجازة الصيفية لمدة شهرين يحصل خلالهما الطالب على منحة مالية تقدر بنحو 500 جنيه شهرياً بشرط أن يوجد الشركة المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي تقوم بالتدريب والتي تقوم الهيئة من خلالها بالموافقة على إعطاء الطالب هذه المنحة هذا بالإضافة إلى إمكانية الحصول على دعم قدره 10 آلاف جنيه لتنفيذ مشروعات التخرج مشيراً بذلك إلى أن هذه المبادرة تتميز بأنها لا تفرق بين جامعات الأقاليم والجامعات الموجودة بمحافظات القاهرة الكبرى وأن الفيصل الوحيد في هذا الصدد هو قدرة الطالب على الإبداع وتقديم مشروع تخرج على مستوى مناسب وقابل للدعم بشرط أن يكون لدى هذه المشروعات القيمة المضافة التي يمكن من خلالها تبني المشروع هذا بالإضافة إلى مبادرة "حي" التي يقوم بتنفيذها مركز الإبداع وريادة الأعمال التي تهدف إلى تدعيم الشركات الصغيرة والمتوسطة العاملة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وذلك من خلال ثلاثة محاور رئيسية وهي عمل الحضانات التكنولوجية لدعم الأفكار والإبداعات الشبابية لطلاب الجامعات لمدة عامين وتعليم أسس كيفية تحويل تلك الأفكار إلى شركات صغيرة بداية من دراسات الجدوى وتنفيذ المنتج وصولاً إلى تسويق المنتجات بهدف إيجاد حلول للمشكلات المجتمعية التي تظهر بشكل مستمر هذا بالإضافة إلى أن مركز الإبداع وريادة الأعمال يقوم بتنفيذ مسابقة لاختيار أفضل الحلول التكنولوجية كل عام ويمنح بصددها المركز مكافأة مالية قدرها 60 ألف جنيه لأفضل ثلاث مشروعات ، هذا بالإضافة إلى صندوق العلوم والتكنولوجيا بوزارة الاتصالات الذي يدعم كل عام نحو 50 مشروعا لمدة عامين من خلال حضانات تكنولوجية ، وتوفير البيئة المناسبة والتسهيلات للوصول إلى إنتاج هذه الأفكار من خلال الأدوات والوسائل العملية بالشراكة مع الشركات العالمية العاملة في مصر بشرط تكوين شركة بهدف إخراج مجموعة شركات صغيرة في ضوء ريادة الأعمال ، هذا بالإضافة إلى بروتوكول تعاون بين هيئة إيتيدا والبنك الأهلي وبنك المصرف المتحد لتوفير نحو 2 مليون جنيه لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة ،بجانب دعم غرفة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وجمعية اتصال اللذان قاما بالاتفاق مع الشركات العالمية في مصر في إطار بروتوكول تعاون لتدريب الطلاب على مجموعة دورات تدريبية محددة ، هذا بالإضافة إلى مركز الإبداع وريادة الأعمال الذي حقق طفرة داخل الوزارة منذ أربع سنوات لتطوير صناعة الإبداع والتطوير بهدف التأهيل والتدريب للكوادر العاملة داخل سوق العمل والتفكير بطريقة إبداعية ، بالتعاون مع الشركات التكنولوجية من خلال مراكزها البحثية واستاضافة الطلاب للتعرف على تقنيات تلك الشركات ، مشيراً إلى إطلاق مسابقات "تمكين" مؤخراً لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة وتوظيف التكنولوجيا والحلول والتطبيقات في خدمتهم .