الدكتور عادل دانش رئيس مجلس إدارة القرية الذكية في حواره مع "عالم رقمي"

10 مليارات جنيه حجم استثماراتنا .. ونستهدف دائماً الريادة وتقديم تجارب التنمية لخدمة المجتمع
ثلاثة مشروعات للاستفادة من مصادر الطاقة الشمسية .. ونقدم نموذجا متكاملا للمدينة الذكية
خدمات القرية الذكية تناسب كل أغراض المستثمرين والشركات الصغيرة والمتوسطة والعملاقة

حوار أحمد رشاد
"القرية الذكية" هي نموذج استثماري مصري ناجح ، يدعو دائماً إلى الفخر والاعتزاز بقدرة مجتمعنا على النهوض والتنمية والمنافسة العالمية ، هذا ما أكد عليه الدكتور عادل دانش ـ رئيس مجلس إدارة شركة تنمية وإدارة القرى الذكية، خلال حواره مع جريدة "عالم رقمي" ، مؤكداً أن كل العاملين بالشركة لديهم رؤية واحدة ، وهي أن يكون لنا السبق والريادة في مجال تأسيس وإنشاء المدن الذكية المتكاملة ، وتقديم تجارب يمكن أن يستفيد منها المجتمع في كل المجالات ، كان أهمها مجال الطاقة الشمسية وقدرة القرية على تقديم هذا النموذج بشكل مثالي تم العمل به وجاري استكماله حالياً ، وتفاصيل أخرى عن أنشطة القرية الذكية المصرية وأهدافها والمشروعات التي تقوم بتنفيذها حالياً .. سيوضحها الحوار التالي:

......................................؟
تأسست شركة تنمية وإدارة القرى الذكية في أغسطس 2001 ، كاستثمار بين القطاعين العام والخاص بغرض تأسيس وإدارة وتنمية أكبر سلسلة من مجمعات الأعمال في مصر ، والتي تعتبر الآن أيقونة حدائق التكنولوجيا في مصر والمنطقة العربية والأفريقية . الهدف الرئيسي للشركة هو تأسيس وإدارة سلسلة من المجتمعات تستطيع الشركات والمؤسسات التعاون والعمل والابتكار والتميز في بيئة عمل خالية من المتاعب ، من خلال خدمات ومرافق القرية الذكية، ونفتخر بأنه يتوافر لدينا العديد من المرافق المتميزة مثل مركز المؤتمرات والمعارض وقاعات الاجتماعات المجهزة ، بالإضافة إلى نادي القرية الرياضي والاجتماعي والفندق ، بالإضافة إلى الحضانة والمدرسة المتعددة اللغات والجامعات ومراكز الأبحاث ، بجانب وحدة إسعاف أولية تعمل 24 ساعة ووحدة إطفاء ، بالإضافة للخدمات العامة التي تشمل خدمة النقل الداخلي والخارجي وأيضاً الحافلة ذات الطابقين الجديدة ، ومن القطاعات الرئيسية التي شهدت إضافات جديدة داخل القرية الذكية ، هي قطاعات الإنترنت والبرمجيات ، وخدمات الاتصالات السلكية واللاسلكية وخدمات تكنولوجيا المعلومات والاستثمار والمعامل الطبية والمؤسسات المالية والبنوك.
......................................؟
تعتبر القرية الذكية أحد الرواد في تبني رؤية مصر التي تسعى دائماَ إلى المضي قدماً بالبلاد والانتقال إلى الاقتصاد القائم على المعرفة مع قدرتها على الوصول إلى مجموعة واسعة من المواهب في جميع أنحاء العالم
، مع تزايد اهتمام القرية الذكية بدعم ورعاية الشركات الصغيرة والمتوسطة وتشجيع تطوير الأفكار المبتكرة ، بجانب الشركات العالمية ، حيث تعتبر القرية الذكية من الوجهات المفضلة للاستثمار الأجنبي المباشر داخل السوق المصرية.
......................................؟
حجم استثمارات شركة القرى الذكية وصل إلى ما يقرب من 10 مليارات جنيه مصري ، بعيداً عن استثمارات الشركات الموجودة داخل القرية الذكية ، وهي على مساحة 651 فدان ، تحتوي على 72 مبنى ، وأكثر من 165 شركة محلية وعالمية ، بالإضافة إلى 14 بنكا محليا ودوليا و10 منظمات وهيئات حكومية ، ويقوم بالعمل داخل القرية الذكية حوالي 45 ألف موظف بالشركات والهيئات المختلفة ، بجانب 2300 فرد من العمالة الفنية "صيانة ، أمن ، نظافة".
......................................؟
القرية الذكية هي أحد مشروعات الدولة القومية ، وليست مجرد مباني أو مكان لتجمع مجموعة من الشركات والكيانات المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، وبالتالي فإن الريادة والأسبقية في تطبيق الأفكار التكنولوجية والإبداعية في كل المجالات تعد ضمن أهم أولوياتنا ، الأمر الذي يدفعنا دائماً للبحث والتجربة وتطبيق الأفكار الإبداعية والوصول إلى أفضل الحلول ، وتنفيذها داخل القرية ، للوصول إلى نتائج علمية يمكن من خلالها خدمة المجتمع ككل.
......................................؟
نحاول دائماً أن يكون لنا السبق والريادة في تنفيذ مشروعات الطاقة الشمسية ، من خلال أكثر من محور، بداية من طلمبات المياه الموجودة داخل القرية التي تعمل بالطاقة الشمسية ، وترشيداً للتكلفة العالية التي تحتاجها عملية تخزين الطاقة الشمسية نقوم بتشغل الطلمبات مباشرة من الطاقة الشمسية الناتجة ، وخاصة أن معظم أعمال القرية الذكية تكون بالنهار ، ونوفر من خلال ذلك ثلث احتياجات القرية الذكية من استخدامات طلمبات المياه عن طريق الطاقة الشمسية ، من خلال محطة توفر حوالي 60 كيلووات ، وجاري اختبارها لتطبيقها بشكل كامل داخل القرية لتوفير 200 كيلووات وهي الاستخدامات الكلية لطلمبات المياه بالقرية الذكية.
......................................؟
هذا بالإضافة إلى أن القرية تدرس حالياً الشكل الاستثماري الأمثل للاستفادة من خلايا الطاقة الشمسية داخل جراجات وأماكن تجمع السيارات بالقرية ، إما أن يكون عن طريق قرض من أحد البنوك لتمويل المشروع ، أو مشاركة أحد الشركات المتخصصة في هذا المجال ، لتركيب الخلايا الشمسية وتوصيل الناتج من الطاقة بالشبكة القومية للكهرباء مقابل 86 قرشا للكيلووات تدفعها الحكومة للكيان المستثمر في هذا المجال ، على أن يتم الاتفاق على توزيع العائد من المشروع مع الشركة ، وهو ما يجري بحثه حالياً.
......................................؟
أما بالنسبة للاستفادة من الواجهات الزجاجية لمباني القرية في توليد الطاقة الشمسية ، فهي إحدى الخطوات التي ليس لها جدوى اقتصادية بالنسبة للمباني الموجودة بالفعل ، بالإضافة إلى أن الجانب القبلي الأكثر عرضة للشمس عبارة عن حوائط تقليدية وليس واجهات زجاجاية في معظم مباني القرية ، وبالتالي فإن الواجهات الزجاجية تعتبر أقل تعرضاً للشمس ، الأمر الذي يتم بحثه في المباني الجديدة داخل القرية الذكية لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من تلك الواجهات في المباني الجديدة.
......................................؟
كما نقوم بالاستفادة من بواقي زيوت الطعام داخل كل المطاعم بالقرية الذكية ، وتحويله إلى مادة تسمى بايوديزيل ، بعد خلطه ببعض الكيماويات ، ومن ثم استخدام هذه المادة كوقود لتشغيل عربات قص الحشائش ومولدات الكهرباء داخل القرية ، حيث تهدف القرية الذكية من خلال هذه الأفكار والتجارب البسيطة إلى أن تكون رائدة في عملية ترشيد استهلاك الطاقة.
......................................؟
العدادات الذكية تعتبر من أهم عناصر المدن الذكية ، من خلال كم المعلومات والأدوات التي توفرها تلك العدادات لضبظ منظومة الطاقة والاستهلاك بشكل مثالي داخل الحي أو المدينة ، بجانب أدوات التنقل ووسائل المواصلات داخل المدينة ، ومن ضمن الخطوات التي نستعد لتنفيذها حالياً ، توفير وسائل نقل متطورة داخل القرية الذكية ، تعمل بالطاقة الشمسية ، من خلال وضع خلايا شمسية في الجراجات وأماكن تجمع السيارات للاستفادة منها في هذا الغرض ، بجانب شاشات عرض في كل محطة توضح لزوار القرية أماكن تجمع السيارات ومواعيدها وخط سيرها ، من خلال وضع جهاز GPS داخل كل سيارة ، تقوم تلك الأجهزة بإرسال إشارات بهذه المعلومات للمحطة الرئيسية أو مركز التحكم ، الذي يقوم بدوره بعرض هذه المعلومات عن طريق الشاشات في كل محطة ، بالاضافة إلى تحديد خط سير كل سيارة والأعطال وغيرها من المعلومات ، وهو ما يمكن تطبيقه والاستفادة منه في المدن السياحية داخل المجتمع المصري مثل مدينة شرم الشيخ وغيرها.
......................................؟
كما تعتبر عوامل التأمين من أهم عناصر المدن الذكية ، والتي بدأنا بالفعل تطبيقها داخل القرية الذكية ، بهدف تسهيل عملية الدخول والخروج من القرية بشكل آمن وخاصة أثناء ساعات الذروة التي تتزايد خلالها أعداد السيارات على بوابة القرية ، وفي هذا الصدد قمنا بعمل تجربة هي الأولى من نوعها داخل القرية الذكية ، بعمل علامة مميزة "استيكر" توضع على كل سيارة من السيارات التي تدخل القرية يومياً ، بالإضافة إلى جهاز يقوم بقراءة بيانات السيارة من خلال هذا الاستيكر ، وبالتالي توفير معلومات كافية عن السيارة ونوعها ولونها وبيانات رخصتها وسائقها ، وتسجيل مواعيد دخول وخروج السيارات بالفيديو ، وذلك بهدف توفير المزيد من عوامل الآمان داخل القرية الذكية ، وخاصة خلال تلك الفترة التي تشهد العديد من أعمال الإرهاب والعنف ، ونقوم حالياً بتجريب هذه المنظومة على بوابة 2 بالقرية الذكية ولاختبار جودة العمل بها خلال ساعات تكدث السيارات ، ومن ثم سنقوم بتنفيذ هذا النوذج على كل بوابات وكل السيارات التي تدخل القرية الذكية.
......................................؟
نشارك وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في تنفيذ مشروع المنطقة التكنولوجية بمدينة دمياط على أرض مساحتها 100 فدان ، 10% منها لشركة القرى الذكية ، و7% للوزارة والمساحة الباقية للطرق والجراجات والحدائق وغيرها من المرافق داخل هذه المنطقة ، وتجري حالياً دراسة أهم المباني المقترحة للتنفيذ داخل هذه المنطقة ، ومن المتوقع أن تشمل خدمات ومباني إضافية مثل مستشفى وناد ومباني إدارية ومراكز تجارية ووحدات سكنية وفندق ومدرسة وحضانة وجامعة وقاعات مؤتمرات وغيرها من مستلزمات القرى والمناطق الذكية التي تتم دراستها حالياً ، بما يلائم الطبيعة المختلفة لمدينة دمياط.
......................................؟
من ضمن أهم المشروعات التي نستعد لتنفيذها داخل القرية الذكية هي فندق 4 نجوم ، أقل من 200 غرفة بجوار البحيرة وقاعة المؤتمرات والنادي ، بهدف توفير خدمة سياحية متكامل لزوار الشركات الأجنبية الموجودة داخل القرية الذكية ، ولتخفيف العبء عليهم في التنقل من القرية إلى الأماكن السياحية بوسط البلد أو مدينة السادس من أكتوبر ، كما يمكن الاستفادة من هذا الفندق في أغراض أخرى مثل استيعاب الفرق الرياضية لقربة من النادي الرياضي الموجود داخل القرية ، بالإضافة إلى قربة من قاعة المؤتمرات واستيعاب الحضور في المؤتمرات التي تتم داخل القرية ، بجانب وجود أماكن سياحية عديدة على الطريق الصحراوي ، ولا توجد فنادق في هذه المنطقة ، وهو ما يمكن أن يخدم هذه المناطق ، وغيرها من الأغراض السياحية التي تتطلب وجود فندق داخل القرية الذكية.
......................................؟
القرية الذكية تستوعب عددا كبيرا من الشركات بمختلف شرائحها وأحجامها ، وبالتالي فإن القرية تحاول توفير خدمات استثمارية تناسب كل أغراض تلك الشركات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة والشركات العالمية والهيئات الحكومية ، فهناك داخل القرية شركات تعمل موجودة على مساحات كبيرة ، بالإضافة إلى مكاتب مجهزة على مساحة 20 مترا داخل جناح Smart Zoon ، مفروشة ومجهزة من كل المرافق والخدمات ، لتوفير خدمة متكاملة وبيئة عمل مناسبة أمام المستثمر ، تجعله أكثر تركيزاً في مجال عمله فقط ، بالإضافة إلى خدمات التأجير لمدة يوم واحد أو عدة أيام بناء على احتياجات كل مستثمر ومجال عمله ، فالقرية الذكية تعمل على تقديم كل احتياجات المستثمرين في هذا الغرض ، سواء مكتب أو مبنى أو طابق في مبنى أو 4 طوابق أو قطعة أرض يقوم المستثمر بالبناء عليها ، أو خدمة استضافة لفترة محددة ، وغيرها من الخدمات لعملاء القرية الذكية.