خلال زيارة السيسى والتوقيع على 30 اتفاقية مشتركة: التكنولوجيا تمد جسور التواصل المعلوماتي بين "القاهرة ـ بكين" وتفعيل الشراكة بمشروعات البنتية التحتية

كتب : فاتن الخولي ـ أحمد رشاد
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي ـ رئيس الجمهورية ، أن التعاون المصري الصيني في المجال التكنولوجي والاقتصادي سيتصدر أولوياتنا خلال المرحلة القادمة ، إذ إن العام الجديد 2015 سيشهد فعاليات كثيرة في إطار التعاون بين البلدين في تلك المجالات ، مؤكداً أن المجتمع حالياً في أمس الحاجة لهذا التعاون التكنولوجي، لمواجهة مشكلات المجتمع في مجالات عديدة مثل التعليم، والتعليم الفني، وعلوم الفضاء، والهندسة، والصناعة لاسيما أن التجربة الصينية إحدى التجارب الناجحة في مجال التكنولوجيا، والتطوير، وعلينا تفعيل شراكة استراتجية مع الصين.
وخلال زيارته مؤخرا للصين، ولقائه مع صن يافانج ـ رئيسة شركة " هواوي " الصينية ، قالت نقدر الاهتمام المستمر، والاستثمارات مع كبرى شركات الاتصالات مثل "هواوي" ونرحب بدعمها في الارتقاء بالتغطية للشبكات في مصر، ودعمها لتطوير خدماتها العامة والحكومية بالتكنولوجيا الرقمية .
وأطلعت صن يافانج ـ رئيسة شركة "هواوي" ،ثاني كبرى الشركات العالمية في مجال تصنيع معدات الاتصالات ـ الرئيس السيسي على حجم استثمارات الشركة في مصر، والتي تبلغ نحو 240 مليون دولار، كما عرضت خطط الشركة لزيادة الاستثمار في مصر خلال الفترة المقبلة، وشراء مبنى بمصر ليتناسب مع نمو حجم أعمالها ، ورغبتها في التوسع محليا. كما تم التطرق لعدد من المشروعات المطروحة في وجود عدد من الوزراء، وتم التوقيع على مذكرة مع الشركة في مجالات عدادات الكهرباء الذكية.
شهد الرئيس السيسي التوقيع على 30 اتفاقية بين الجانبين المصري، والصيني، أبرزها الاتفاق على إنشاء القطار فائق السرعة، وإنشاء خط السلام بلبيس، وإنتاج الطاقة الكهربية. وحول زيارة الرئيس إلى مدينة تشانجدو المتخصصة في الصناعات التكنولوجية الكبرى، كما تفقد المصانع، وخطوط الإنتاج حول إمكانية تنفيذ هذه المشروعات في مصر، والاستفادة من خبراتهم لإنشاء خط إنتاجي في مصر، وتدريب الكوادر .
ومن ناحيتها أشارت صن يافانج إلى تطور " هواوي " وتوسع الخطط المستقبلية في مصر إذ أدركنا منذ فترة طويلة أهمية مصر في سعينا نحو العالمية .. جعلنا من مكتبنا في مصر مركزاً إقليمياً لشمال أفريقيا في مصر منذ عام 1999 وأنشأنا شركتنا المحلية "هواوي مصر" في عام2002 كما تم إنشاء عدة مراكز متخصصة للخبرات في مصر، بما في ذلك مركز تدريب شمال أفريقيا، والشرق الأوسط ، مركز المساعدة الفنية وبحوث التطبيقات والبرمجيات . ونحن على استعداد لتكرار النجاحات التي حققناها في مساعدة الحكومة في بناء شبكات المعلومات في مصر وتطبيق تقنياتنا المتقدمة لحلول الاتصالات . ونسعى أن نتمكن في المستقبل بتبادل ونقل الخبرات التي اكتسبت من مصر بشأن التخطيط في مجال بناء تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، مع مختلف البلدان في العالم .
من ناحيته قدم Maqun Wu ـ رئيس معهد بكين لتكنولوجيا المعلومات (BITC) عرضا تفصيليا أمام السيسي ، علي هامش الاجتماع الخاص برؤساء الجامعات الصينية ، بأوجه التعاون المشترك مع مؤسسة " مصر الخير" بهدف دعم منظومة التعليم الفني في مصر إذ من المقرر أن يتم التنسيق لبعثات سنوية للطلاب المصريين في مجال التكنولوجيا والاتصالات ليشكلوا النواة الرئيسية للمعهد الفني الصيني المزمع إنشاؤه في مصر، وذلك استمرارا لدورها التنموي في مجال التعليم الفني .
من جهته أكد عبد الرحمن الصاوي خبير تكنولوجيا المعلومات ، أن الصين أصبحت إحدى كبرى الدول المتقدمة في مجال التكنولوجيا والاتصالات ، لذا نسعى لتحقيق أكبر استفادة ممكنة من التعاون الذي تم بين الطرفين ، محدداً أهم المجالات التي يمكن أن تستفيد منها الشركات المحلية المتخصصة في مجال صناعة الإلكترونيات ، لاسيما بعد إطلاق استراتيجية قومية لتوطينها ، مضيفاً أن التواجد الصيني بالسوق المحلية ، في مجال الأجهزة والمعدات وشبكات الاتصالات من المتوقع أن يساهم بشكل كبير في توفير تلك المنتجات بأسعار أكثر "عدالة" على حد وصفه.
ومن ناحيته قال الدكتور عادل خليفة ـ رئيس مجلس إدارة شركة "خليفة " للبرمجيات ، أن الصين تعتبر حالياً "عملاقة" الصناعات التكنولوجية من خلال تقدمها المتصاعد في هذا المجال بشكل ملحوظ ، محدد أهم ملامح الاستفادة في إقامة استثمارات صينية على أرض مصر مع التركيز على أن تكون هذه الاستثمارات خارج نطاق محافظة القاهرة ، بالمحافظات والأقاليم لتوفير العدالة في توزيع فرص العمل وتنشيط الأسواق على المستوى المحلي ، مضيفاً أن مصر تعتبر متميزة في مجال البرمجيات، وهو ما يعد عنصر إضافة للصناعات الصينية في مجال الأجهزة اللوحية والمحمول وأجهزة الكمبيوتر، والتكامل بين الصناعتين .
بينما أكد الدكتور حمدي الليثي ـ الرئيس التنفيذي لشركة "ليناتل " ، أن الصين تعتبر قوة اقتصادية كبيرة، ولديها القدرة المالية على الاستثمار بشكل ضخم داخل السوق المصرية من خلال ما تمتلكه أيضاً من أفكار، ومشروعات، وخبرة متميزة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، معتبراً أن التعاون المصري الصيني يعد عنصر إضافة حقيقي بالنسبة للسوق المصرية في هذه المجالات ، مشيراً أن مصر تحتاج بالفعل للتعاون مع الصين، وخاصة في إطار المشروعات التكنولوجية، التي يجري تنفيذها بمشروع تنمية محور قناة السويس ، والتى تحتاج لاستثمارات ضخمة، وكيانات لديها الخبرة المناسبة للمشاركة في هذا المشروع الضخم.