الحكومة الأمريكية: تشفير الهواتف قد يؤدي إلى وفاة أطفال!

أعلنت الحكومة الأمريكية مُعارضتها الشديدة لميزات تشفير الهواتف والحواسب اللوحية، مثل ميزة التشفير الموجودة افتراضيًا في نسخة أندرويد 5.0 الأخيرة أو ميزة التشفير الموجودة في أجهزة iOS.

وقالت الحكومة الأمريكية في بيان لها بأن تشفير الهواتف الذكية يجعل من غير الممكن للسلطات القانونية الوصول إلى معلومات الهواتف، وهذا قد يكون ضارًا في مُلاحقة المجرمين، وقد يتسبب بعواقب وخيمة في حال لم تتمكن الشرطة من البحث في هاتف أحد المتهمين مما قد يؤدي إلى وفاة طفل في حالة جريمة خطف على سبيل المثال.

ويُذكر بأن القانون الأمريكي يمنع الشرطة من إجبار أي مُتهم على تسليم كلمة المرور الخاصة بهاتفه، ويمنع البحث في الهواتف دون استصدار أمر قضائي من المحكمة، وحتى في حال استصدار أمر قضائي لا يُمكن إجبار المُستخدم على فتح هاتفه بل يتم إرسال الأمر إلى الشركة المعنية (غوغل/آبل/مايكروسوفت) وطلب الحصول على المعلومات الخاصة بالمتهم من بريده الإلكتروني مثلًا.

لكن وإن كان بإمكان الحكومة الأمريكية الحصول على بعض المعلومات من البريد الإلكتروني للمُستخدم، لكنها ما تزال غير قادرة على الوصول إلى جميع الملفات الخاصة به، وخاصةً الملفات والصور المُخزنة محليًا على ذاكرة الهاتف، بفضل التشفير القوي الذي تتمتع به أجهزة أندرويد و iOS الذي تعجز الحكومة الأمريكية عن كسره حتى لو حصلت على الإذن بذلك، كما أن مفاتيح التشفير تُخزّن محليًا على الهاتف بشكل يجعل حتى غوغل وآبل غير قادرتين على المُساعدة.

يُذكر أنه وعلى عكس ما يفترضه مُحبو نظرية المؤامرة، فإن شركات التقنية الأمريكية مثل غوغل وآبل وفيسبوك وتويتر تُكافح ضد الحكومة الأمريكية في سبيل حماية معلومات مستخدميها تجنبًا لفقدان ثقة المُستخدمين بخدماتها التي قد تتسبب بخسارات تُقدّر بالملايين، ولا تقوم إلا بمُشاركة معلومات المُتهمين بجرائم بعد استصدار السلطات لإذن قضائي بذلك، وخاصةً بعد فضيحة وكالة الأمن القومي الأمريكية NSA في التجسس على بيانات المُستخدمين، حيث بدأت بعض الشركات بدراسة وسائل تتيح تشفير المعلومات بشكل لا يجعل التجسس عليها مُستحيلًا فحسب، بل يجعل استخراجها غير ممكن مما يُعفي هذه الشركات من أية مسؤولية قانونية في حال صدور أوامر قضائية تطلب منها الحصول على معلومات.