حجي : يطالب بإيجاد تشريع لإنشاء وكالة فضاء مصرية .. واعتبار "التعليم " اهم وزارة

طالب عالم الفضاء المصري الذي يعمل بوكالة ناسا لأبحاث الفضاء بالولايات المتحدة الأمريكية الدكتور عصام حجي بضرورة إيجاد تشريع لإنشاء وكالة فضاء مصرية لها مصدر تمويل يمكنه التعاون مع بقية الدول, مؤكدا أن هذا المشروع سيستهدف تحقيق الأمن المائي المصري; حيث أن 92% من موارد مصر المائية تأتي من خارج الحدود.
وحث حجي خريجي مرحلة التعليم الثانوي باختيار الكلية التي يؤمنون بها ويحبونها, فلا يوجد شخص يفشل في شيء يحبه, مشيرا إلى أن أول رائد فضاء "نيل أرمسترونج" أخبره بأن لا يوجد شئ اسمه مستحيل وأن كل انسان عليه تغيير الرأي العام وليس بالضرورة إتباعه.

وشدد حجي, في كلمته خلال الندوة التي نظمتها مكتبة الإسكندرية بعنوان "استكشاف المياه في نظامنا الشمسي: سعي دؤوب لفهم تطور الحياة", أن وزارة التعليم يجب اعتبارها من اهم الوزارات المصرية, مؤكدا أن محاربة الفساد في منظومة التعليم سينعكس على محاربة مظاهر الفقر والجهل والمرض; بوصفها أكبر المخاطر التي تواجه مصر من خلال تنشئة انسان ناجح يجيد فهم مشاكله.
أضاف العلم له فائدة كبيرة لمصر من أجل تغيير الاقتصاد وتحويله من اقتصاد مبنى على موارد ليكون اقتصاد مبنى على المعرفة, كما أنه بالعلم نستطيع مواجهة أزمات الطاقة والمياه عن طريق فهم أنواع الطاقة وتغيير طرق استهلاكنا, كذلك فهم آثار التغيير المناخي على الأمن الغذائي, فعندما ترتفع أسعار بعض السلع الغذائية يكون ذلك بسبب موجات الحر التي تدمر بعض المحاصيل الزراعية مثل الطماطم, وبما أن الزراعة تتم في مصر بطريقة عشوائية والمزارع لا يعلم شيئا عن الإصلاح الزراعي, فهذا بالطبع يؤدي إلى تدهور الأمن الغذائي وارتفاع أسعار المحاصيل.
وشدد على ضرورة أن يكون لمصر مشروع علمي خاص بها لحل مشاكلها, مثل دراسة التغير المناخي لحل مشكلة نقص مياه نهر النيل, فحل مشاكل مصر يحتاج إلى رؤية علمية منطقية موزونة بعيدة عن الصخب الإعلامي, فنحن سنموت من جهلنا وليس من أي شيء آخر.
وقال الدكتور عصام حجي أن وكالة (ناسا) تستهدف إرسال رواد فضاء لكل الأجسام الفضائية مثل المريخ والقمر وغيرهم; لاكتشاف عينات من الجليد تحت سطحهم, مشيرا إلى أن استخدام" الروبوتات" لهذا الغرض ومنها مشروع لاكتشاف الأقمار في محيط كوكب زحل لمعرفة وجود مياه على هذا الكوكب أم لا, وتأتي أهمية هذا المشروع في إمكانية اعطاء صورة عن تطور المياه على كوكب الأرض.
وأشار حجي إلى أن جامعة كالتاك الأمريكية يوجد 2200 شخص فقط, ولكنها تعتبر الأولى في تصنيف الجامعات, وهي الهيئة التي تدير ناسا كما أن عدد العاملين في ناسا 14 ألف شخص ومتوسط الأعمار ما بين 28-35 من كل أنحاء العالم, ويعتبر معمل الدفع الصاروخي في ناسا المركز الوحيد الذي تقام فيه كل الخطوات الكاملة لأية مشروع بداية من الفكرة وحتى متابعة البيانات النهائية.
ومن بين المهام التي تقوم بها ناسا حاليا هي استخدام الأقمار الصناعية لاكتشاف العوامل المناخية والتغيرات الحرارية لكوكب الأرض نتيجة ذوبان الجليد في القطب الشمالي وارتفاع منسوب البحار والمحيطات وزيادة التصحر في أماكن أخرى, مما يؤدي لتغير توزيع المياه على سطح الأرض, وتقوم بذلك عن طريق اكتشاف المياه على كوكب المريخ والأقمار الموجودة على الكواكب الشمسية والنيازك والشهب التي تلعب دورا مهما في نقل المواد العضوية من مكان لمكان في المجموعة الشمسية ولكن أكبر مشكلة في البحث عن المواد العضوية في المريخ أنها تتعرض لعوامل التحلل نتيجة للتغيرات المناخية هناك.
واستطرد حجي بالحديث عن كوكب المريخ المغطى بالرمال, فهو كوكب صحراوي يشبه الأرض إلى حد ما, وبه قطب شمالي يتكون من الجليد, فالدلائل تقول على أن له ماضي مائي وأنه كان به بحار ومحيطات, ولكنه تحول إلى صحراء في ظل التحول المناخي, وبالتالي فالرمال تغطي الماضي المائي المشترك بين الأرض والمريخ. وأوضح (حجي) أن هناك 3 مركبات فضائية تبحث عن المياه الجوفية في المريخ ويقوموا بذلك عن طريق استخدام التصوير الراداري.
وقال الدكتور حجي أن أول مشروع عمل به في ناسا كان على مركبة الفضاء حفrsىs وكانت التجارب تقام في الصحراء وكانت صعبة جدا, وفي عام 2008 لتلقي اهتمام أهم المجالات العلمية لتنشر على غلافها للطبقات التي يتكون منها القطب الشمالي لكوكب المريخ, والتي تدل على أن المريخ له ماض مائي, وهذه الصورة قاموا بتصويرها خلال عملهم.
وبدوره تحدث نائب مدير مركز القبة السماوية أيمن السيد عن أنشطة المركز الذي بدأ عمله منذ عام 2002 للجمهور بشكل عام وللأطفال بشكل خاص من سن 4 إلى 16 سنة, وهو يضم العديد من الأنشطة والمسابقات وورش العمل التي تقام طوال العام, ليس فقط على مستوى المكتبة أو الإسكندرية أو مصر, ولكن هناك مسابقات دولية, وواحدة من هذه المسابقات التي تنظمها المكتبة كل عام, منذ 8 سنوات, هي معرض إنتل الدولي للعلوم والهندسة الذي يختار 3 طلاب في سن 14 سنة تقريبا يقوموا بتقديم ورقة بحثية يتم تقييمها وتحكيمها من قبل أساتذة من جميع الجامعات المصرية, وأنه في المسابقة الأخيرة تم وصول 3 مشروعات فائزة وتم تأهيلهم للمشاركة في المعرض السنوي الدولي للعلوم والهندسة الذي يقام في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار السيد إلى تجربة ثلاث طالبات في المرحلة الثانوية شاركوا هذا العام في معرض "إنتل الدولي للعلوم والهندسة " وحازوا على المركز الثالث على مستوى العالم في سباق البحث العلمي