حلمى يدعوا الدول العربية للمشاركة في تنفيذ رؤية استراتيجية لصناعة المحتوى العربي

البرودباند وامتلاك المحتوى والابداع .. أهم ركائر ازدهار صناعة المحتوى العربي على شبكة الانترنت

كتب : أحمد رشاد
دعى المهندس عاطف حلمي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ، الدول العربية الشقيقة إلى تبني مشروع قومي ، يرسم ملامح مستقبل صناعة المجتوى العربي على شبكة الانترنت ، وهو ما ستيم رفعه إلى مجلس وزراء الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات العرب المقرر عقده خلال شهر فبراير القادم 2014 .. جاء ذلك خلال منتدى بعنوان "نحو محتوى رقمي يعزز الشفافية والمشاركة والابداع في العالم العربي" الذي استضافه مؤخراً معهد تكنولوجيا المعلومات ITI ، تحت رعاية جامعة الدول العربية ، وبالتعاون مع المكتب الاقليمي العربي للاتحاد الدولي للاتصالات ومنظمة الإسكوا ، على هامش معرض ومؤتمر Cairo ICT 2013 .
وأشار الوزير إلى أن أهم مشكلات انتاج المحتوى العربي على شبكة الانترنت ، هو غياب الرؤية العربية المتكاملة لتحديد أولويات هذا التحول ، فضلاً عن ضعف الاستثمارات العربية في هذا المجال ، وفي تقنيات اللغة العربية بشكلاً عام ، بالإضافة إلى قلة عدد الكوادر البشرية العاملة في مجال المحتوى الرقمي ، وهو ما أعتبره أهم أولويات المرحلة الراهنة للنهوض بحجم المجتوى العربي على شبكة الانترنت ، الذي يتراوح بين 2% إلى 3% من حجم المحتوى الكلي على شبكة الانترنت ، وهو ما لا يتناسب نهائياً مع تعداد سكان الدول العربية وحجم الاستخدام لتلك الشبكة .
وحدد حلمي أهم نقاط القوة التي يمكن الاعتماد عليها في ازدهار صناعة المحتوى العربي على شبكة الانترنت ، وهي أولاً البرودباند وانتشار أدوات الانترنت فائق السرعة ، الذي أعتبره قائد التنمية الاقتصادية والسياسية والانتاجية ، وخاصة بعد تنفيذ مشاركة مصر في إدارة الانترنت العالمي من خلال مرور نحو 18 كابل بحري من مصر يمثلون نحو 30% من حجم بيانات العالم ، وهو ما يعد أحد أهم نقاط القوة بالنسبة لمصر في هذا الصدد، ثانياً المحتوى والذي يعد عنصر من أهم عناصر التنمية وهو "الوقود" اللازم على حد وصفه للوصول إلى هذه الأهداف ، وأخيراً عنصر الابداع والابتكار التي أعتبرها "كلمة السر" في النهوض بصناعة المحتوى العربي على شبكة الانترنت .

ومن جانبه أكد المهندس إبراهيم الحداد مدير المكتب الاقليمي العربي بالاتحاد الدولي للاتصالات ، أن القضاء على الفجوة الراهنة بين حجم المحتوى العربي ونظيره باللغات الأخرى المنشور على شبكة الانترنت ، يعد أحد أهم أهداف كافة الدول العربية ، للوصول إلى ما يعرف باقتصاد المعرفة ، مؤكداً أن المجتمعات العربية تشهد نمو متزايد في حجم الاعتماد على أدوات تكنولوجيا المعلومات ووسائل الاتصالات ، بينما تشهد عملية نمو المحتوى الرقمي بالدول العربي تراجعاً ملحوظاً مقارنتة بمعدلات الاستخدام العربية ، مشيراً إلى أن حجم المجتوى العربي على شبكة الانترنت لا يزيد عن 4% من حجم المحتوى الكلي على شبكة الانترنت ، بما لا يتناسب مع حجم الاستخدام وتعداد السكان بالدول العربية ، مؤكداً أن تنمية صناعة المحتوى العربي على شبكة الانترنت يعد أحد أهم مقومات ازدهار صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات العربية وهو ما يجب وضعه في الاعتبار عند بحث استراتيجات ورؤى الدول العربية في هذا الصدد .

بينما أكد المهندس سيد اسماعيل رئيس مجلس إدارة الشبكة العربية للابتكارات والتواصل العلمي والصناعي والاجتماعي Connect Arabs ، أن أول خطوة في إطار المشروع العربي المشترك لصناعة وانتاج المحتوى الرقمي هي بحث أوجه القصور ونقاط القوة لدى القطاع الخاص ومؤسسات الدول المختلفة ، والتنسيق بين كافة الجهات المسئولة عن صناعة المحتوى ، سواء من قطاعات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الذي ستقوم بصناعة هذا المحتوى ، أو بالنسبة للمؤسسات والجهات التي تمتلك هذا المحتوى داخل كل دولة على حدة ، ومن ثم التنسيق والتكامل بين جميع الدول العربي من خلال مظلة شرعية مثل جامعة الدول العربية مثلاً ، أو المكتب الاقليمي للاتحاد الدولي للاتصالات بالمنطقة العربية ، أو الاجتماع الدوري لوزراء الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات العرب ، لتحديد الرؤية المستقبلية لصناعة المحتوى العربي على شبكة الانترنت ، وتحديد أولويات المرحلة المستقبلية لازدهار هذه الصناعة على المستوى العربي ، بشرط الإنفاذ لما تخرج به تلك المؤسسات من توصيات ومقترحات من جانب كافة المسئولين عن هذه الصناعة داخل الدول العربية ، بجانب العمل على التكامل والتعاون بين كافة الدول في هذا الصدد ، ومن ثم الوصول إلى استراتيجية كاملة تحدد أهم أهداف المرحلة الراهنة في مجال انتاج المحتوى العربي على شبكة الانترنت وتحدد أيضاً المدى الزمني لتنفيذ هذه الاستراتيجية .

كما يؤكد المهندس أحمد ريان خبير المحتوى الرقمي ، أن عمليات رقمنة المحتوى تعد من الامور ذات قيمة استثمارية كبيرة للسوق المصرى ، فضلاً عن القيمة الحضارية التى تتيحها عملية الرقمنة وحفظ المحتوى العربي بمختلف أشكاله ، مؤكداً أن سوء الادارة والعمل في جزر منعزلة داخل هذا القطاع بالسوق المصري ومعظم الأسواق العربية يعد هو أهم التحديات الماثلة أمامنا والتي يجب على المسئولين حلها خلال المرحلة الراهنة ، فضلاً عن التباطئ النسبى فى الاستثمار داخل هذا القطاع بالسوق المصرى خلال المرحلة الراهنة ، وأن هناك بالفعل عديد من الدول العربية التى سبقتنا فى هذا المجال ولكن ما يميزنا كمجتمع مصرى هو ما نمتلكه من محتوى ثقافى ودرامى وموسيقى وإعلامي وغيرها من الاعمال الوثائقية التى تحتاج الى عمليات الرقمنة ، مؤكداً بذلك أن الوقت الطويل فى تنفيذ مراحل الرقمنة وتحويلها الى استثمارات والتكلفة العالية التى تحتاجها تلك العملية تعتبر هى اهم التحديات التى تواجهنا خلال تلك الفترة .